الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجاوز يأسنا

نصيف الناصري

2013 / 4 / 4
الادب والفن




















صيف الأرض ...
يمتلأ الإلهي بنا في خضوعنا لمشيئته ، ويتجلّى للغريق في خلوته
بين سُقام النسيان . تمجيدنا للدلالة التي نترقّب فيها حضور النعمة
على آبارنا الناضبة ، يمدّنا بمصدر عظيم للرجاء ، ويصالحنا مع ما
ينفلتُ من ثقله في الطبيعة . خبز ناصع يرتخي على سياط شعورنا
بالفقدان ، نُتمّ اضاءته بانتظار ما نصونه عن الحجارة المتحرّكة في
الأسى ، وصيف الأرض مخالف لما نرجو التحلَّي به في الخفاء .
ينكشف الحقل القرنفلي للإلهي في تضاد الكينونة مع الماهية ضئيلة
القيمة للصخرة ، وينفرج ما كان مخفيّاً في حفاظه على السرّ .
الواقعيون استقرت في أعماقهم تربة سوداء ، تحطّم كواهلم في سعيهم
الى صعود اللحظة الغائصة في وثاقها للبرق ، ولا أثر ينتظرهم بين
الضفاف الحالكة .





حيّل معيارية ...



ينْضَحُ فزعنا الذي نلحمه ونُخْفيه ، من يأسنا الشمولي في العبور
الآمن الى الضفة الأخرى ، ولإنجاح تقربنا الى الأنوار التي نرغبُ
في ملء فراغها ، تُلزمنا مقاومة للهاوية التي تتعدّى على الفجر ،
وتجرّدنا من الينبوع الأشدّ إنعاشاً في نصله الأبيض . أحلامنا
متجاذبة وغريبة عن تلمّس آمالنا الآيلة للسقوط ، وكلّ مصير
يزيح الفرضية ويكبح الشروط الحتمية التي أُعدت لنا منذ الأزل .
ما نحنو عليه في إبر المراكب ، يظللنا بدخان حظائر وغسق طويل ،
ويلهمنا الفعل على تكسير القناديل العجلانة للعقل ، والسبل التي
نظنها ناجعة في بحثنا عن خلاص ما ، حيّل معيارية نجرّها في
الأشواط اللاهثة لحياتنا .




الوافد الغريب ...




طرق متشعّّبة ومرصوفة بمجرّات الفناء ، نعبرها قبل القيلولة
وتتكسَّر فيها قوارير خمورنا التي نود أن نشربها بين حجارة
الأحلام . عدم تعرّضنا لبنادق الصيادين في أرض النسور ، يُجنب
فتياتنا الحوامل إسقاطهن لأجنتهنّ ، والجميل يقدّم لنا حوافزه في
ادراكنا لتجلّيه بين القبور التي ننسحب اليها ، لكن الكيفية التي نعبّر
فيها عن الشكران العظيم للآلهة ، تضفي أثراً من الطمع عندها
وتطالبنا بجرار من العسل . حقولنا تشكو قدوم الوافد الغريب ،
وجداولنا تئن في تجاعيدها ، والوقت عاهة وجفاف . نتبيّن المستقر
في تحفظّه من أعالي الأشجار ، وصخور يأسنا ليس باستطاعتها
الانفلات من جرح النحلة المُغنية على حدود العالم .




ما يجاوز يأسنا ...




نلتمسُ الدفعة الكبيرة للمعونة من المتعالي ، ونقتل أنفسنا تحت الأشجار
الآمنة لسأمنا . لحظتنا تمتلىء بأصوات الزيزان المنفصلة عن جمهرتها ،
ولا بشرى تنعطف علينا في ليل الطحالب . ادراكنا للذات ينزع عنّا حمولة
ثقيلة من إيمان البخار ، وفي مسيرنا صوب العدم ، ندرك اللذّة العظيمة
للألم . حيوية نفتقدها وسط اللهاث وراء ما لا طائل منه . ينكرنا تضرّعنا
في الصلاة الى المحبوب ، ويسخر من اختراعنا للأداب المحمودة في
الغفران . وعي تقليدي ننسبه الى الأجداد وقداستهم المجبولة من خوفهم على
وهن عظامهم . الكثرة والقلّة ، محتوى فارغ ومضغوط في ظلمة العالم .
لا جوهر يشدّ الغبطة الى عنصره ، ولا الفراغ يتسع لما يجاوز يأسنا .

2013 / 4 / 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال