الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص

محمود القبطان

2013 / 4 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هكذا كنت في حفل الكبير الذي لا يشيخ ولقاءي بالمرافق الخاص
في كل عام من آذار الجميل,وعلى قساوة الجو هنا,احتفل بطريقتي الخاصة مع عائلتي بمناسبة 31 آذار الكبير.وحتى في العراق قبل الخروج الاضطراري في 1980 كنت مع بعض الرفاق والأصدقاء نحتفل بهذا اليوم وبصوت منخفض.وكان احد الرفاق قد قال لي بعد فراق طويل عن هذا اليوم في عهد النظام البائد يحتفل مع رفاقه بطريقة جميلة بترتيب عرس صوري لإبعاد الشبهة عن المكان حيث عيون الأوباش منتشرة,وبالمناسبة هم اليوم بدلوا الزيتوني بلحية ومسبحة ودمغة سوداء في الجبين.
هذا العام تغيرت الأمور بالنسبة لي فصادف لأكون حاضرا في احتفالية تأسيس الحزب ال79 في بودابست حيث كنت في سفرة راحة.فلهذه المدينة والمناسبة نكهة خاصة عندي,حيث التقيت بعض الأصدقاء والرفاق من لم التقيهم منذ فترة.وفي كل مرة في هذه المناسبة تمر الذكريات الجميلة وطرق التحضير إليها في شباب العمر وحيث كنا في حركة دؤوبة وحيث الجميع كانوا في مستويات الدراسات الجامعية والعليا.ويتذكر الجميع حلاوة تلك الأيام.
في حديث جانبي مع احد زملائي ورفاقي حول وضع العراقي,والذي هو الضيف الحاضر دوما في كل جلسة عراقية, حول إنهائي لقراءة أربعة أجزاء ل:برتس يانوش,سكرتير العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي المجري قبل تغيير النظام السياسي,وكان قد أصدر هذه الأجزاء بمناسبة 100 سنه على ولادة كادار يانوش سكرتير الحزب آنذاك.وطبيعي هذه الأجزاء الأربعة جديرة بالقراءة ولاسيما لمن عاش تلك الحقبة من أعوام الستينات والسبعينات والثمانينيات الى حد سقوط النظام الاشتراكي هناك.وقد أعود لبعض ما ورد في تلك الأجزاء الأربعة لاحقا.لكن المهم الذي أراه مفيدا في هذه الاحتفالية ولما لها معنى وعلاقة كبيرة لوقتنا الحالي في العراق والحزب هو ما قاله الراحل كادار يانوش في 1957 في كونفرانس الحزب بعد انتهاء الأحداث التي رافقت عام 1956,حيث قال:علينا التجديد والاندماج مع الشارع.وقال أيضا:حسب القانون ليس لأعضاء الحزب أية أفضلية في المناصب الحكومية عن الكوادر المتخصصة من خارج الحزب.ويضيف كادار يانوش:يجب أن لا يكون أول مطلب للشغيلة هو حب الحزب وإنما حب الوطن والنظام الديمقراطي الشعبي.ويضيف كادار في الكونفرانس ذاته:هناك أشخاص من الإخلاص والعمل من أجل الوطن وهم ليسوا اعضاءا في الحزب ولكن مكانتهم فيه أفضل من الكثيرين من الأعضاء في الحزب ومكانهم خارجه على ضوء أفعالهم اليومية ضد الحزب والفكر.وهذه لعمري ما لم نراه في العراق في العشرة الأعوام الأخيرة.على الدولة العراقية أن تنظر الى الكوادر العلمية من جانب الأداء والمصلحة الوطنية وليس الولاء وهذا ما ينقص تفكير من يدير الدولة لان همهم الأول والأخير الولاء لأحزاب السلطة وليس للوطن.

كنت قد قرأت كراسا لكوادر حزبية في سبعينيات القرن الماضي حول حياة الشهيد سلام عادل.ومن جملة ما قرأت هو زيارة صحفي سوفيتي لسلام عادل في بغداد في لقاء معه رُتّب له في أحدى الأوكار الحزبية وفي نهاية اللقاء ذهب الصحفي الى الباب وحاول لمس مسدس المرافق الشاب لرفيق سلام عادل بطريقة مداعبة,فعندها أحرج الشاب وأحمرّت وجنتيه وقتها.وأنا أجلس بجانب احد الأشخاص من عالم الفن والمسرح احدب واخرس لكنه يتمتع بذاكرة كبيرة ,كنت قد رايته في أحدى المناسبات في سبعينيات القرن الماضي لكني لم أتعرف عليه قط وقتها.تعارفنا في الحفل وتبادلنا الأفكار وكان يذكر بعض الأشياء عن الشهيد سلام عادل,فقلت قرأت كراسا فيه حدث ما ذكرته أعلاه,فقال هو المعني بالمرافق الشخصي للشهيد وقتها.ارتبكت ولفني حزنا كبيرا لما حل بهذا المناضل على أيدي البعث الفاشي في كلا عهديه.في عام 1963 تعرض لتعذيب وحشي على أيدي الجلاد عمار علوش وكسر ظهره وفقد النطق,فأصبح أحدبا بدرجة اقرب الى 90 درجة.وجاء الى المجر وتزوج وأنجب ولدا اسماه كريستيان,وهذا الشاب الجريء والنشيط هو المترجم لوالده بطريقة الكلام بالإشارة وحركة اليد للصم والبكم.وفي عام 1985 رجع الى العراق بعد إعلان المجرم صدام عفوا عاما فما أن حلت قدماه على أرض العراق حتى سحب الى السجن وترك طفله وزوجته,وهناك بعد تعذيب جديد كُسرت رجليه ومن ثم أرسل الى بيته مهشما في محاولة لتدميره.و في حادثة طريفة يرويها عندما كان مرافقا للشهيد سلام عادل حيث زار الأخير مقر جريدة اتحاد الشعب في شارع الكفاح فطلب حارس الجريدة أن يعرف على الشخص الذي معه حيث المرافق سبق وأن كان يتردد هناك فأمتنع عن ذلك وطلب السماح لهم بالدخول,فدخلوا,وبعد انتهاء "الزيارة"أراد حارس الجريدة أن يعرف من هو الشخص الذي كان معه بعد أن ذهب الشهيد الى مكان آخر فقال له وبعد إلحاح إنه سلام عادل ,فقد تألم على تفويته هذه المناسبة ولم يحيه حيث يجب.إن المرافق الأمين للشهيد سلام عادل هو مُقداد العامل الشيوعي الأصيل والفنان والمسرحي,شقيق الراحل الشاعر رشدي العامل.

انقضت ساعات الحفل المتواضع ,لكنه جميل, بسرعة. أتمنى على منظمي الاحتفالية في العام القادم لما لها نكهة خاصة حيث الذكرى الثمانون سوف تحل, أن يكون الاحتفال أفضل تحضيرا وأوسع حضورا. وفي كل عام سوف يبقى الحزب كبيرا ولكنه سوف لن يشيخ أبدا.
د.محمود القبطان
20130403








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح