الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم اليسار الديمقراطي المعاصر

عزمي ابراهيم موسى

2013 / 4 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


هذه الإحداث السياسية الكبير التي تعصف بالواقع العربي , وعلى كافة مستوياته . إثارة العديد من الأسئلة حول مفهوم اليسار , ودورة في معادلات الصراع القائمة في المنطقة . في ظل سيطرة وتصدر الإسلام السياسي للإحداث الجارية , وفشلهم في إدارة المرحلة الانتقالية في الدول التي وصلوا فيها الى السلطة , عبر انتخابات لا تعكس حقيقة القوة على الأرض , جرت على أساس قوانين انتخابية يمينية غير ديمقراطية , سهلت إمامهم الطريق الى تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات . وبالتالي باتت دائرة السؤال عن اليسار تتسع , باتساع الحركة الجماهيرية على الأرض من جانب . وبازدياد حاجة هذه الجماهير الى قوى بديلة تقود المرحلة النتقالية من جانب أخر .
وفي محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة المتزايدة حول مفهوم اليسار والقوى اليسارية . أقول انطلاقا من كون النظرية الماركسية الينينيه , نظريه منفتحة على كل العصور , وتحمل في داخلها بذور تطورها المتواصل . المستمدة من قوانين علمية ديالكتيكية , تنطلق من الواقع المادي الملموس لتفتح الأفاق واسعا لحل العقبات والمعضلات التي تواجه الإنسان في صيرورة تطوره التاريخبه . فهي ليست جامدة ولا خاصة بمرحله تاريخيه محدده من عمر الانسانيه , ولا على تشكيلات اجتماعية معينة . بل هي منفتحة على كل العصور والأزمنة وعلى التنوع الاجتماعي ألاثني والعرقي , وعلى كافة الطبقات الاجتماعية التي تنشد التغير والتحرر من توحش راس المال والرأسمالية التوسعية . وتسعى الى بناء ذاتها , وتطوير قدراتها .
هي إذا مشروع ثوري علمي مستمر الحركة , ليس جامد , ليس له حدود. فطالما ان الإنسان يتطور والتاريخ يتقدم , فالماركسية وقواها الطبقية عليها ان تتطور وتتقدم . عبر استخلاصها لكل التجارب السابقة بعد نقدها , ومن خلال قدرتها أيضا على الاشتباك مع الواقع والعلم المعرفي ( وفق ما أشار إليه لينين في أكثر من مكان) , بهدف تغيره وتطويره , ومن ثم تسخيره في خدمة الإنسان . وليس الارتهان الى المسلمات, والثبات في المكان , والانغلاق على الذات .
وعلية, يمكن لنا ان نقول بان مفهوم اليسار هو مفهوم فضفاض يتسع ويضيق وفق تطور نظام الإنتاج والعلاقات ألاقتصاديه والاجتماعية والثقافية في كل مجتمع على حدا , ووفق ظروفه الذاتية والموضوعية المحلية والإقليمية والدولية المحيطة به , وأيضا وفق المهام الملقاة على عاتقه وحركة تطوره . وعليه فان مفهوم اليسار والقوى اليسارية في الأردن مثلا , ليس هو ذات المفهوم وذات القوى الطبقية أليساريه في مصر , أو في تونس , أو حتى في أوروبا , أو أمريكا ألاتينية . وذلك نظرا للتباين في التطور الاقتصادي والاجتماعي بين هذه الدول .
ولكي نضيق مساحة المفهوم , ونحد حدوده , نقول بان اليسار هو منظومة فكريه ومعرفية شامله , واضحة الرؤية التكتيكية وألاستراتيجيه , يسعى الى إنهاء الاستغلال والاستبداد والتهميش الإنساني على ارض الواقع , يسعى الى تضيق المسافة بين القدرة والرؤية المستقبلية , بين الممكن والمراد . إذا هو نظره علميه واقعية الى العالم والوجود الإنساني , ثورية نضالية تنشد العدالة الاجتماعية ممثلة بالاشتراكية العلمية. وفق معادله ((( اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية))) الجديدة . المعادلة التي غابت عن التجارب الاشتراكية في البلدان التي تفككت وانهارت كما وصفها الدكتور نايف حواتمة .. وهو – أي اليسار – الذي يستند ويقوم على حوامل ورافع اجتماعية واسعة , على الكتلة التاريخية – حسب مفهوم غرا مشي – الائتلافية ( فقراء , عمال , فلاحين , أصحاب الدخل المحدود وكل الفئات الاجتماعية ذات المصلحة الحقيقية في التغير والتطوير على قاعدة قانون التطور الاجتماعي , قانون وحدة وصراع الأضداد .
فالطريق الى المرحلة الأولى من الاشتراكية , اشتراكية الديمقراطية , يمر بمرحلة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . أي الانتقال بالمجتمع والدولة من مرحلة ما قبل الحداثة ( العشائرية , الطائفية , المناطقية , الاثنية العرقية ) , الى مجتمع المساواة , الديمقراطية , العدالة الاجتماعية , المواطنة والدولة المدنية . من خلال تطوير الحوامل والروافع الداخلية , الحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني , لأنها الأساس في انجاز المهمات الوطنية التقدمية , وصولا الى الحداثة , بالقياس الى تأخر واقع مجتمعاتنا العربية
اليسار الثوري الوطني الاممي , قوة التغير والتطوير الحقيقية بيدنا على طريق هزم قوى التخلف والتراجع في مجتمعاتنا العربية (( الجهل , المرض , وغياب الحقوق)).
فالفكر اليساري , فكر يدور حول الدولة بهدف تطوير أدائها لتصبح دولة لكل مواطنيها , على قاعدة العدالة الاجتماعية , تعزيز المواطنة والديمقراطية التشاركية . ويدور أيضا حول المجتمع بهدف تحرير الإرادة والعقل من الإمراض التاريخية المزمنة, وتخليصه من ضحالة الفكر وصنميتة (( الدنيا قسمة ونصيب , على قدر فراشك مد رجليك , الآخرة أحسن من الدنيا ..... الخ )) كذلك هو قوة تحريضية لأحياء حركة الإصلاح الديني الاجتهادي , الذي يحترم الإنسان والعقل والعلم والمنجزات العلمية .
هذا هو اليسار , العلمي الواقعي المتصالح مع الذات والمنفتح على المجتمع . صاحب الرسالة الثورية الاجتماعية . هو وحده القادر على ان يكون البديل الحقيقي لقوى الاستبداد والتخلف في عالمنا العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية