الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق على البابا

بدر الدين شنن

2005 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ربما جاز القول ، أن مصافحة الرئيس بشار الأسد للرئيس الإسرائيلي كاتساف ، هي بمثابة قراءة الفاتحة ، في المرحلة الأولى للخطوبة التي تسبق مرحلة الزواج . أي التوقيع باللمسات الأولى على محضر بداية مرحلة .. وديـة .. فيما بين الرئيسين الرمزين .. لكيانين .. أو .. دولتين .. أو .. فريقين .. لم تعد تهم التسميات بعد أن أسقطت الأكف المتعانقة المدلولات اللغوية للمسميات .. وخاصة السياسية منها . وقد جاء وصف الأستاذ أحمد الحاج علي المستشار الإعلامي للرئيس بشار ، وكذلك جهات رسمية سورية أخرى ، للمصافحة بين الرئيسين العدوين .. عفواً .. اللذين كانا عدوين .. أو لم يعد يجوز أن يسميا عدوين .. أنها كانت " حالة عرضية " في مناسبة وداع البابا الراحل ، وليس لها أي تأثير على السياسة . أي أنها جاءت .. فوق .. أو تحت .. أو على هامش السياسة . أي أن الرجلين في لحظة المصافحة قد أسقطا عن نفسيهما الصفة السياسية .. تصافحا شخصاً لشخص .. سوري وإ سرائيلي .. أما الإبتسامات الخجولة المتبادلة ، وعبارات التحية الودية ، فقد تم ا سقاطها من الحساب

والأسئلة المشروعة في هذا السياق ، هل سنرى قريباً جداً يد الرئيس ممدودة إلى أبناء بلده ؟
هل سيصافح الرئيس السوري الشعب السوري بأن يرفع عنه القوانين الجائرة التي ذبح بأحكامها وآليات تنفيذها ألوف مؤلفة من شعبنا ، واضطهد وسجن عشرات الآلاف في السجون الشهيرة بقسوتها وتدميرها الذات الإنسانية ، تلك القوانين التي صدرت باسم حماية " الثورة " وتفرغ قادة هذه " الثورة " للحرب مع ا سرائيل الغازية وتحرير أرضنا من احتلالها ؟
هل سيلغي الدستور الحزبي التمييزي الذي أذل الشعب السوري بتصنيفه إلى سادة وعبيد .. بوضعه الحزبيين البعثيين فوق الشعب ويحق لهم ما لا يحق لأبناء الشعب ؟
هل سيصافح معتقلي ربيع دمشق ويفرج عنهم وعن سائر معتقلي الرأي ، ويصافح كل من تعرضوا للسجون السياسية بالإعتذار إليهم وإنصافهم ورد الإعتبار إليهم ؟
هل سيصافح الشعب السوري بتبييض السجون ، واجتثاث الفساد ، وإطلاق رياح الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون ؟
هل سيصافح سوريا بالمبادرة للدعوة لعقد مؤتمر وطني يطلق وحدة قواها الوطنية بكافة اطيافها .. من أجل سورية قوية ديمقراطية عادلة لكل أبنائها دون ا ستثناء أو تمييز ؟
هل سيصافح اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين عما ألحقه بهم النظام السوري من تدخل بشؤونهم وابتزازهم والهيمنة عليهم ويعتذر لهم ويكون أخاً وسنداً لهم .. كما يجب أن يكون مع سائر الأقطار العربية ؟
هل .. وهل .. .. أم أن مثل هذه الأسئلة غير واردة .. والمكتوب واضح من العنوان ، و" العرَضية " في حالة المصافحة يجب أن تستبدل ب " العرْضية " لتحقيق الإنسجام مع الحقيقة . أي تصبح " حالة عرْضية " ، أي حالة جديدة بين سورية وا سرائيل ، وهذا العرض " من عرَضية " يضيف حل مسألة الجولان إلى لائحة لبنان والعراق وفلسطين ضمن الصفقة الشاملة التي يحلم بها النظام ..من أجل قبول ا ستدامته من قبل أمريكا ؟
أم أن أحدهم سوف يطلع علينا بتفسير آخر للمصافحة السيئة الحظ ، ويضع فيها الحق على البابا ، لأنه لولم يمت لما حدثت هذه الواقعة التي فضحت الحال قبل الأوان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد سقوط أكثر من


.. فرنسا: ماكرون يستعد لقبول استقالة حكومة أتال.. وماذا بعد؟




.. القناة 12 الإسرائيلية: المعارك مع حماس تدور فقط في حي تل الس


.. تراجع آمال الديمقراطيين بالفوز في الانتخابات الرئاسية بعد مح




.. شاهد | تفجير عبوة ناسفة واشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال