الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الببغاوات الوزراء ( صورة )

محمد التهامي بنيس

2013 / 4 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الببغاوات الوزراء ( صورة )
بالكلام والخطب المتنوعة رناتها , حاولوا محاربة التيار الساخط المحتج , وظنوا أن ارتفاع الصوت أقصر الطرق لاستجلاب الانتباه والتعاطف . وأن التلويح بزيادة العدد أضمن لفرض الاستقرار والسلم الاجتماعي . لكن الذين يسمعونهم بالفضول والترقب. لم يزدهم ذلك الدعاء إلا فرارا ورفضا . وكلما زيد في ارتفاع مكبر صوت التهريج . زاد رفضهم وتجدد صراخهم وتنوعت شعاراتهم المنددة . وأحيانا عند نفاذ الصبر يحطمون الكراسي إعلانا بالصريح عن تكسير المقاعد العددية المتشدق بها
غير ما مرة نزل القائد الرئيس بثقله ووزنه لعل لنزوله تأثير ولكن وبعد أن صدق نتائج استطلاع رأي يفتقد للنسبة المعيارية . أحجم وصمت واختفى . فترك لظله يبدأ بكلام شهرزاد ويشخصن ما لا يشخص . ومتى ناله نصيبه من الاحتجاج والشعارات , غير لهجة الاستجداء إلى لهجة الوعيد وأومأ للصامت في جوقته أن يقول كلامه في الساحة لتنفيذ المهمة الجديدة وإطلاق العنان لعنف الكلام أولا وعنف الاختراق ثانيا وعنف الانقضاض والافتراس ثالثا ضدا على الكرامة ومعاكسة دعوات السلم واللاعنف
كل الببغاوات تناوبت على الكلام في كل المحافل التي أصبح فيها مجرد حضورهم استفزازا , ويترك لغوهم اشمئزازا . فكل الوعود صارت أحلاما . والمعطلون من خيرة الأنام صاروا أيتاما في وطنهم . أقفلت قلوبهم وأبواب آمالهم من كثرة الهم واليأس , يتسابقون للاحتجاج في كل الربوع طلبا للإنصاف , أو يتسابقون شوقا إلى أسفل الشارع يفرشون على أرضيته , عسى في ذلك ينفتح أمل الرزق . تجدهم يبنون ويعمرون ويهللون لبضاعتهم . وهم يدركون أن عمر البناء قصير , يحطمه ظهور ملامح ( سطافيط ) فيهدمون ما بنوا ويجمعون ما فرشوا أو تراهم متشتتين حاملين لبعض ما أنقذوا . ليعيدوا الكرة بناء وهدما , أوأتاوة لمن يغض عنهم الطرف إلى حين . فتناسلوا وصاروا أجيالا متتاليات في هذه الأرض التي رغم أنهم يحيون فيها وترعرعوا على أرضها , فرضت عليهم الشقاء . يتحملون قسوة العنف الجسدي وقساوة شمس السماء المحرقة وزمهرير الرياح و الغمام المطير . ويتأقلمون مع الوضع ويتريضون ما دام . ليس هناك بديل .فهذا شعارهم الدائم : ( هي حقيقة واحدة أن هذه الحكومة فاسدة )
حمل إليهم المنسق نبأ جديدا / حلما جديدا . إن هناك اليوم قافلة المصباح تحط في المدينة كما حطت في القرية . ولعل الخطبة تحمل أملا. على عجل رفع المجاز المعطل رأسه المطأطأ وقال : ما هي إلا جولة في تضاريس السخط والغليان لجس النبض وتنويم الاحتجاج . وقالت ثالثة . على العكس إنها فرصتنا لنناقشهم كمجتمع مدني مفروض عليهم إشراكنا اختلفوا حول الحضور وتجادلوا في فضول الاستماع . حتى إذا اقتنعوا بالإصغاء وحضروا اللقاء كانت خيبة الأمل , هو ما حملته القافلة / الحملة الانتخابية السابقة للأوان , لأن كل الببغاوات ظلوا يلوكون نفس الأسطوانة وذات الموضوع وبأسلوب ركيك ممل أفقدهم كثيرا من الشعبية . سيما بعد تباين مواقفهم من تفشي الأزمة وتبادل تصريحات الكلام العنيف يرمي به ببغاء هنا وببغاء هناك . والشعب لا يسمنه ذلك ولا يغنيه من جوع . تحربأ الببغاء / الوزير فظاهر لغوه يحمل صدق الطوية , وباطنه ملحمة عذاب أبدية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة