الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كسر حواجز الصمت

عباس ساجت الغزي

2013 / 4 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



مسكينة البراكين !! تخدمنا فنذمها ، تتفجر من اجل انقاذنا فتتهم بقتلنا وتوصف بالمدمرة للجهل بلغتها ، فهي تحترق للتكفير عن ذنوب القوم والتنفيس عن بواطن اعمالهم الدنيئة التي تشوه جمال الروح وتزرع الحجارة السوداء في طريق العابرين الى سبيل النجاة ، قوم يهلكون الحرث والنسل بأنفسهم الشيطانية وصفاتهم المهلكة ( الشهوة , الغضب , البخل , الكِبر , الرياء , الحسد , سوء الظن , الغفلة , الغرور ... وغيرها ) المحطمة لكرامتهم والممرغة لأنوفهم بالرذيلة وبقايا لذات اعمالهم العفنة .
الكثيرون يسيروا بالضلالة بخطى القوم والبعض الاخر يجامل كثيراً من اجل سماع حكاياتهم المقززة ليرسم في مخيلته المريضة متعة تحاكي الجزء المريض وترضي غرور السليم بانه بعيد عن ارتكاب المحذور من الفعل سوى الاصغاء وتمنية النفس , وما يدري بانه اباح للقوم اكمال مسيرهم دون ردعهم عن الافساد في ارض الله , بل أن بلهفته لسماع باقي تفاصيل الظلم والرذيلة اعطاهم دعماً لمشروعية ما يقومون به واصراً للبحث عن المزيد من هتك الحرمات .
اما اصحاب اضعف الايمان يوارون وجوههم خجلاٍ لسوء حالهم فما ربحت تجارتهم وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي القوم وقد استعرت النار التي وقودها الناس والحجارة , لتزين وجوه القوم برماد اعمالهم في الحياة الدنيا وتشوي وجوههم في الاخرة ، ذوقوا العذاب ان كل نفس بما كسبت رهينة ولا عاصم اليوم من امر الله .
علينا ان نفكر فيما يحصل لنا اليوم ونكسر حواجز الصمت فالحيرة من تغير الحال والخوف من انفسنا ومن المجهول وفقدان الامان والبحث عن السلام تدعونا الى الفكر الذي يدعوا الى البر والعمل وصحوة النفس اللوامة التي تجنبنا الانجرار بحبائل الشيطان او الاصغاء لحكايات الشيطانين من القوم ، يقال ان الحيوانات لا تصطاد الا اذا كانت في غفلة من ذكر الله فكيف بالإنسان ؟ .
نرى القوم ومنهم ( القردة ) القتّاتين بين الناس , وفيهم ( الخنازير ) اهل السحت ، ومنهم ( المنكوسون ) آكلة الرِّبا من اموال الناس , وفيهم ( العُمي ) الجائرون في الحكم و ( الصمّ والبكم ) وهم المعجبون بأعمالهم , وفيهم من ( يمضغون السنتهم ) العلماء والقضاة الذين خالف اعمالهم اقوالهم , و ( المقطّعة ايديهم وارجلهم ) الذين يؤذون الجيران ، و ( المصلوبون على جذوع من نار ) هم السعاة بالناس الى السلطان , ومنهم ( الاشد نتناً من الجيف ) الذين يتمتعون بالشهوات ويمنعون حق الله تعالى في اموالهم , ومنهم من ( يلبسون جباباً سابغةً من قطران ) وهم اهل الفخر والخيلاء (1) .
العقل يسمو بالإنسان الى عالم الطهر والملائكة والقرب الالهي ويجنبه الشهوات والغضب والسلوك الحيواني في بناء شريعة الغاب , وفي الجنة قصراً من الياقوت الاحمر يرى داخله من خارجه وخارجه من داخله لجمال نوره أعد لمن طاب كلامه في الدنيا واطعم الطعام , فطوبى للصابرين .
( 1 ) تفسير الصافي , للفيض الكاشاني , مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ج /5 , ص 275 .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك