الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في إنشاده لموته
نصيف الناصري
2013 / 4 / 4الادب والفن
في إنشاده لموته ...
الى صديقي محمد مظلوم ..
نرسي مراكب محظوطة ونوثقها بمحبّتنا للغرقى ، والتملص من شعورهم
بالمرارة ، ينسف ورعنا ويحبط ايماننا الشعري بالمعجزة . يعترضون في
تعييننا للباب الذي غرقوا فيه ، وعهدنا بهم انهم ما زالوا يصارعون في
سقطتهم الرنّانة على أرض الندى ، والغرق إطار لحياة كاملة الخصائص .
ترابط عميق بين البيت والماهية ، والمتواني في إنشاده لموته ، وإعلاء
شأنه ، يخسر الكثير في انذهاله من مفارقته للأشياء الجميلة . المحمول على
أكتافنا منذ خرابات الولادة ، متخلص في سقمه من تزمّتنا وأكواخنا التي
تشيخ فيها الأيّام . نباتات . حرّية . كينونة . أحلام . خيلاء . رغبة ،
معرفة فقيرة تتهشَّم من تلقاء ذاتها في كراهيتنا لحياتنا المخزية ، والفرد في
تنكبّه لروعة موته ، يحني رأسه ويلحق بالبراري الدهماء .
تقديمنا للأضحية ...
تُكلّفنا محبّتهم السعي الى نفيهم من قرطبة أيّامنا ، لا هم على خطأ
ولا نحنُ ، لكن إنزالنا لهم من الآفاق التي تدهمنا بتوق شديد الى ما
ما يكدّر ربيع آبارنا ، شيء عظيم أجْمعت عليه الطيور والأشجار
والشؤوم المُصفَّى لحدائق الملح . يتذمّرون من تجاوزنا لهم في المرايا
وهم في تفانيهم للعيش في الحظائر ، يحيلون ما كان محبوباً الى ينبوع
هذيان . الحبّ مجازفة تطوّقنا الى نهاية العهد ، ومن يضل طريق
الملوك ، يتحرّك ويتسلّى في برّية إثمه الخسيسة . عاداتهم تتناقض مع
ما نلغيه في تقديمنا للأضحية الى آلهتنا في الشواطىء ، وزمنهم
يزج بهم في أمراض مستعصية . لا ضياء في تعاقب ثمارهم المعضوضة
ولا تعزيمة تشفيهم من عبء خطاياهم .
أمثولة فزعنا الشامل ...
كلمة منتظمة تصدح في سطوع الميزان على الفجر ، نشفعها بأخرى
فتحنو ظلمة العالم المُبطئة على " السابق واللاحق " ، والمُحيّا العفيف
للطبيعة ، تتريّث وتتضوّع فيه أفياء التوت والقرنفل . إشاعتنا لشذرات
العدالة في بستان الظهيرة ، مهابة نجابه بنقائها الإلهي في جسارته
المتناحرة ضدّنا ، والتداعي المتكرّر لاحساسنا بالرضا من قرابتنا للفن ،
يحطّم البراهين الكاملة لذهابنا الى الفناء . شعور نحظى في دفئه بكذبة
تليق بأمثولة فزعنا الشامل من الهنيهة الفارغة اللاتخفى . إشارة
عاطفية لا نميز فيها شعورنا بالأشياء التي تؤرقنا في ترنّحنا على
الهاوية . تغلغل النوم في ما نسميّه حبّنا في البقاء الدائم ، يضاعف
الحركة المتنابذة للمجرّات ، ويعسّر الولادة المؤذنة لمصابيح الأبدية .
مناحاتنا على القتلى ...
كشْمش كثير ادخرناه للطيور التي تهاجر الينا في الصيف ، تضوّع في
الأفق واشتهته الآلهة ، وآلهتنا لا تهب المهجورين والغائبين راحة البال .
نُقتل بين الآبار العذبة لحلفائنا ، وكهنتنا يقدمون القرابين ، وشعائرهم
تهلكنا في انتظارنا لما يقوّض مناحاتنا على القتلى . الأضاحي التي
نظنّها تخلّصنا من التهديدات ، تشفق علينا وعلى طقوسنا ومحاصيلنا
الهزيلة ، والبذرة لا تنمو في السنة المجوَّفة للخوف . التشابه الزائف
لأيّامنا التي نخسرها في تلطيفنا لثقل الشمس ، يجرّدنا من الرغبات
ويوثق القهر الى الفؤاد . جحود دائم ، وأذى غير مطواع نتلقّاه من
الشفعاء في صلاتنا التي نشذّبها ونصفَّي فيها الفراشات من الورد .
الفلاّحون منّا يرجون الغفران لحياكتهم الأكفان المفضضة للعشّاق ،
وحرّاس المعبد تعجزهم إرادتهم عن اندساسهم بين العقاقير التي
لا تشفينا من مرض البهاق ، ولنيل ما يخفّف عنّا الضرائب ، صعدنا
في كشْمش جديد وتقشّفنا في تهديد الآلهة لنا .
2013 / 4 / 4
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً
.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع
.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو
.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05
.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر