الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الأزمة

سيومي خليل

2013 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب الأزمة سلاح تحمله كل الأيادي ؛ أيادي المعارضة تحمله تهديدا ضد وجه الأغلبية ، وترد به الأغلبية دريعة ضد مناوشات المعارضة ، وتحمله المؤسسات التي سببت الأزمة لهدم كل بناء للخروج من الأزمة ، وتضعه إشبينا المؤسسات التي من الواجب عليها أن تحل الأزمة كي لا تفعل شيئا لحل الأزمة ،والأشخاص مسببوا الأزمة خطابهم حول الأزمة خطاب مخرج من الأزمة ... من لا يعرفون خطاب الأزمة هم فقط من يعيشون الأزمة ، لأنها الحال الوحيدة التي عاشوها .

الأزمة من المفردات التي تَروج في الحقل السياسي والإقتصادي وفق خطط واستراتيجيات مسبقة ، فهي لا تعني شيء ، وتعني كل شيء ، وهي الكلمة المفتاح للأبواب الموصدة في وجه الأهداف السياسية المسجلة من طرف الفرقاء السياسيين ؛ هل هناك أزمة إقتصادية في المغرب ؟؟؟ نعم أو لا ... هذا ما يحتاج إليه المواطن كي يعرف كيف عليه أن ينام ، لكن هذا الجواب غير متاح ، لأن مفردة الأزمة خاضعة لتنزيلات سياسية أنانية جدا .

لقد بدأت الحكومة الحالية عملها وسط حديث عن أزمة ؛ تقارير، تصريحات ، كان أهما تصريح والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري ، عن ضعف نمو إقتصادي مهدد ... ردت الحكومة ببعد الأزمة عن الإقتصاد المغربي ، فكانت بحق حكومة كباقي الحكومات التي لم تستطع الخروج من لغة التعميم ؛كل شيء على ما يرام ، الإقتصاد بأحسن خير ...هذا يكفي المواطن المغربي ، وكفا المؤمنون شر النقاش .

إستمرت الحكومة في عملها وسط نفس طلقات رصاصات الأزمة ؛ خبراء إقتصاديون ، أمناء أجزاب معارضة ،ومحللون سياسيون ... الجميع يصرح أن هناك أزمة ؛ ماهي الأزمة ؟؟؟ وأين هي الأزمة ؟؟؟ ومن هم المسؤولون عنها ؟؟؟؟ هذه الأسئلة ، وغيرها ، تركها هؤلاء الجهابذة في الإقتصاد ، لذكاء القارئ ، والمستمع ، والمشاهد ،المغربي كي يستنتجها ، فماداموا تحدثوا عن الأزمة ،وكتبوها بالبنط العريض دون أي شروحات مفصلة ،فهذا يعني أن هناك من يسجن تحليل الأزمة في الخطاب الغامض فقط .

الحكومة غير متفقة حول خطاب الأزمة ؛فوزير الداخلية ، وأمين عام الحركة الشعبية امحند العنصر يدعو إلى سياسة التقشف وشد الحزام ؛ لماذا هذه الدعوة ؟؟؟ ولماذا هي موجهة للمغاربة جميعا ،والذي نعرف أن فئات كثيرة منهم تعيش فعلا الأزمة ؟؟. أعضاء آخرون في الحكومة يعملون بسياسة امتناع الأزمة عن الواقع المغربي ، لكن لا ضير في استعمال خطاب الأزمة إذا استدعى *الشونطاج* السياسي ذلك ...

قبل كل هذا نحن نتساءل عن المقصود بالأزمة ؟؟؟ هل هي عدم رفع مناصب الشغل الهزيلة مقابل عدد المعطلين ؟؟؟ هل هي ركود في شرايين ضخ المقاولات والشركات بالامتيازات ؟؟؟ هل هو غلاء ثمن *القفة * التي لا تحتوي على شيء بالنسبة للمواطن المعدم ...؟؟؟؟ لا أحد يريد أن يحدد الأزمة ، إنهم يتحدوثون عنها كأن المغاربة جميعا يعرفون لغة الرياضيات ، ويعلمون جيدا عمليات الإحصاء الإقتصادية .

الأزمة أدبيا ، الأزمة فلسفيا ، الأزمة نفسيا ...هذه أزمات يمكنني أن أشرحها لكم ، لكن أزمات السياسين والإقتصادين تتحول إلى خطاب أزمة يراد منه أشياء في نفس يعقوب ، ولا يراد منه شرح الأزمة ،كأنك تسمع لشكوى حارة من شخص تعرض لفقر مدقع، لكنك لاترى شيئا من الفقر هذا ، وتخشى أن يكون مبررا لأشياء تخافها .

لماذا يكثر خطاب الأزمة دون أن نفهما جيدا ؟؟؟هناك سببان إثنان في نظري . أولا ؛ الرغبة في تسييس الخطاب ، واستغلاله قصد الضغط، أو استغلاله قصد التبرير . ثانيا ؛ الغموض الإقتصادي الذي مازلنا نعاني منه ، فليست هناك معلومة إقتصادية لا تقبل شكا عندنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب