الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور بركات والسيد الصحاف

أديب طالب

2005 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في 1 نيسان الساعة التاسعة مساء 2005 قال الأستاذ الدكتور سليم بركات ممثل السلطة السورية في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي: الوطن بخير والمعارضة السورية وطنية وكررها... وقال أنه لن يرد على طروحات المعارضة في تلك الأمسية. ولقد قالت المعارضة السورية في حينها قسماً كبيراً مما عندها؛ وبحضور عدة مئات من خيرة مناضلي ومثقفي وسياسيي الوطن، ما قاله الدكتور وما قالته المعارضة ليس سراً وكل سر جاوز الإثنين شاع.

أمام تصريحات الدكتور بركات ثلاثة احتمالات:
الأول: أنه يمثل نفسه ويطرح رأياً شخصياً وهذا مستحيل، ففي الأنظمة الشمولية القول قول الحزب والقول قول القيادة وليس لأحد داخل الحزب أو خارجه رأي شخصي فالكل في واحد والواحد في الكل.

الثاني: أن يكون كلامه معبراً عن جزء من السلطة السورية ممن يسمونهم الحرس الجديد وهذا احتمال ضعيف فالحرس هو الحرس.

الثالث: أنه يمثل السلطة ورأسها وهذا هو الاحتمال الأقرب للحقيقة وفي هذه الحالة لنا كلام مهم معه ومع من يمثلهم.

المعارضة السورية معارضة وطنية إذن هناك على الأرض شيء غير الحزب القائد للدولة والشعب والوطن لا يحتكره طرف بل هو لكل الأطراف.

أكدت المعارضة السورية بكافة أطيافها في الداخل والخارج أنها ليست مع الاستقواء بالآخر وإنما هي مستقوية بعدالة مطالبها ووطنية طروحاتها وبعمقها الجماهيري المتحرر تدريجياً من الخوف الذي شلّه عبر ثلاث وأربعين سنة من قانون الطوارىء. وكما المعارضة لا تستقوي بالآخر فعلى السلطة السورية أن لا تستقوي بما حصلته عبر أربع قرون من وسائل القوة، من أمن وجيش وحزب وخبرة في إدارة القمع؛ حولت المجتمع المدني إلى مجتمع أمني ليس آمناً. مع العلم أن ما تستقوي به السلطة ليس لها، بل هو ملك للشعب السوري فالجيش جيش الشعب والأمن أمن الشعب والثروة ثروة الشعب.

وهذا لا يعطيها امتيازاً على المعارضة فالسلطة والمعارضة على أرض واحدة ووطن واحد ولسنا في ساحة حرب وإنما في ساحة حوار وطني في إطار مؤتمر وطني لإصلاح ما أفرزه النظام الشمولي واحتكار السياسة والثقافة وتسييد الفساد والمفسدين على رقاب الناس.
إن إلغاء قانون الطوارىء والإفراج عن المساجين السياسيين بلا استثناء وإلغاء المادة التي تحكم بالإعدام على كل عضو في حركة الأخوان المسلمين وإلغاء المادة التي تقاضي كل من يناهض ثورة آذار بالقول والفعل بالإعدام فما دون؛ هي المدخل الطبيعي لأي حوار وطني ولأي مؤتمر وطني.

الكرة في ملعب السلطة السورية والشعب على أرض سوريا وتحت سماء سوريا ينتظر قراراً حكيماً وشجاعاً فلا خلاص إلا بالحوار ولا حل إلا بالمؤتمر الوطني.
إن قطرة دم سورية واحدة يهدرها "الخارج" أغلى من كل ثروات الأرض بما فيها ثروة السلطة وسلطة "الثورة"، والتاريخ لن يرحم من يهدر تلك القطرة.

وأخيراً أتمنى أن يكون الوطن بخير كما قال الدكتور "بركات" إلا أننا تعودنا أن السلطة المستبدة تبقى حتى الربع الساعة الأخيرة تردد "كل شيء على مايرام" ولنا في "الصحاف" مثال واضح. ففي الربع الساعة الأخيرة كان يقول كل شيء بخير ولقد كان الشيء المؤكد الوحيد هو أن مطار بغداد قد سقط وأن بغداد سقطت في نيسان 2003.

فلنستفد من ربع الساعة الأخيرة، سلطةً ومعارضة، حتى لا يلعن التاريخ من يستحق اللعنة، وحتى لا نقع في الحفرة التي وقع فيها كبير الإعلام العربي السيد الصحاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل