الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاطاحة بالمراثي
نصيف الناصري
2013 / 4 / 6الادب والفن
الأساتذة اللصوص ...
نفوّض شؤوننا الى الأسياد السفلِة ، ونرضى بمواصلتهم لحشو شرائعنا
بإشارات النهب والتعدّي على صلواتنا الجمعية لآلهة العمل التي نكدح
لترضيتها . ضمائرهم التي تصاهر الشبهة والجنحة ، تطرد الحمام من ندى
بيوتنا التي تقاوم الاعصار ، ولا شيء يعضنا ويزجرنا من إجرامهم لنا .
أجيال كثيرة تشابهت معنا في الحمق ، تكتّمت على بؤسها ورضخت
للأساتذة اللصوص ، لكن العطايا التي نهبها عن طيب خاطر ، تهتّك
واضح وعبقرية لامبالاة . تجانسنا بعذابنا في الليل والنهار ، ابتذال لحياتنا
التي نسترضي فيها هؤلاء الحمقى الذين يزوّرون القانون . برك ضحلة
نجذّف فيها بفضول اجتماعي ، ونخسر ما نلاطفه في أحلامنا المنجرفة
على الشيخوخة ، وكتماننا للانزاهة التي يتّصف بها الأسياد ، أشدّ قتلاً
من صلْبنا مع الذين يجدّفون على الآلهة .
التركة التي يهبها لنا الميت ...
عاكفاً على الإرث الثقيل لنفاية رحلاته ، يميط الجنس البشري
اللثام عن عجزه لتنمية موته الذي يطيعه في ظمأ السلحفاة .
ملوكنا العجزة يُعزى اليهم شحَّهم في المواظبة على إزاحة
الأشياء التي تنزع عن الخيمائيين حشمتهم ، وكلّ زلّة في التركة
التي يهبها لنا الميت ، تكلّف مفزع لمضاهاتنا بالذئاب . إتباعنا
للصقر في عثوره على العساليج الخفية للطاقة ، يدمغنا بالخرافي
ويشلّ معرفتنا الفارغة ، وما ننتظره في نومنا على الصقيع ،
يتبجّح في وعوده ويفرط في تعذيبنا برعونته التي توغر
صدورنا . فقاعات عظيمة نتجنّبها في سيرنا صوب الهدف ،
وتروّضنا الأخلاط الكثيرة للإدانة . البعض منّا يتخوّف من المناوأة
المؤاتية للبركان في شرفة منزله ، والبعض الآخر ينعطف بلا
رصانة في نومه ويمعن في الإعداد لموته ، والمركب الذي يومىء
لنا في الغروب ، يفلت من الملاحظة ويرسو في الهوة المعقودة
على الأحقاب .
صلواتهم العجاف ...
يسحبون مصادقتهم على ما فوَّضونا إياه في المراعي التي تتنزَّه فيها
سهام العدو ، و شعورهم بالغيظ من رخصهم في توسلهم المخاطرة ، يجعلهم
يتمسَّكون باللايتضمن وثبة الفهد ومهابته ، ويتخلّون عن الفعل المُفضي
الى التماثل مع الآلهة . ما تمّ إبطاله بيننا وبينهم يوم أمس ، يُنسينا عكوفنا
وتزاحمنا على حماية أرضهم وأرحامهم من الصليات المبرومة لأسلحة
أعدائهم . حفيف الأشجار في تنكّره لصلواتهم العجاف ، يلتقط من أفواههم
الكلمات المُجنَّحة السقيمة ويُطبق عليها في تكتّم عظيم . كل حيّز يتمّ التفريط
باستقلاله ، يقضي أهله نحبهم في الهاوية المتوقفة الجبانة .
ألسنة كثيرة تآزرت على الاطاحة بالمراثي ...
يعودون من الصيد في المساء ورائحة طرائدهم أكثر زيغاً من المغامرات
المُعنَّفة للنجوم . إسعافنا الرمزي لكلابهم وحواسهم ، أكثر وضوحاً من
خدائعهم لأفكارهم وغرامهم بالقصص ، وتحريضنا لهم على نبذ آثامهم ،
يُعزّز تشبههم بالأبطال ، لكنهم يترنّحون في تآكل شعبيتهم بين فتياتنا
المحتشمات . ما نوليه اهتمامنا في ذهابنا ومجيئنا اليهم في الغابة التي
تتعرّض لهجومهم كلّ يوم ، أشياء فارغة ومطبوعة في النزر اليسير من
من عدم اكتراثهم بنا ، وبدلاً من تمثّلهم لملوك الملاحم ، يعزلون الأحداث
التي مرّوا بها عن الاسطورة . ينقل الكاهن جثثهم بواسطة طرائدهم ، ويبقي
على شرّ أعمالهم . ألسنة كثيرة تآزرت على الاطاحة بالمراثي التي أنشدناها
في غيابهم ، لكن الهموم المتجذَّرة في تفكيرنا بحظوظهم الخائبة ، لا يمكن
دحضها ، أو دفنها في أيّامهم المضاعة بين العوائق .
2013 / 4 / 5
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع
.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو
.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05
.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر
.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب