الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية

عتريس المدح

2013 / 4 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يتحفنا بعض الرفاق بين فينة و أخرى بهجوم لاذع ومقالات ذات طرح جرار، يستدعون فيه كل عبقريتاهم وفطحلتهم ليخرجوا علينا بتنظير وتحليل مسطح لما آل إليه اليوم وضع الفكر التقدمي متهمين الشيوعيين واليسار بخيانة ماركس والشيوعية، تراهم قادحين وذامين وشاتمين كل من يحاول الاجتهاد في إعادة استقراء التحليل الدياليكتيكي كأداة تحليل للتطورات التي تسود عالم اليوم، موقفين باب الاجتهاد والتحليل على ما كان الوضع عليه في أواسط خمسينيات القرن العشرين .
ويشترك هؤلاء بمجموعة رئيسية من الافكار، ما أن يطرحها أحدهم حتى يبادر باقي هؤلاء إلى الاطراء والثناء عليه، لكن ما أن يبادر البعض إلى التعرض لهم بالنقد والتحليل ، حتى يعجق البعض منهم نفسه مستلا لقلمه معلقا باستاذية فذه مهاجما قادحا يدوّر الزوايا منعطفا حول الافكار دون أن يرد ببنت شفه على جوهر النقد.
بهؤلاء أبتلينا اليوم وهم في إعتقادي سبب رئيسي للضعف الذي ينتاب الاحزاب الشيوعية وبالذات في المنطقة العربية.
القواسم المشتركة لإجماع هؤلاء المتمركسين أصحاب الجمود العقائدي تتركز بالافكار التالية:
1- تشخيصهم لمعاناة كوادر الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي من ضعف شديد لفهم الماركسية، واكتشاف كل من لينين وستالين لهذا العيب الذي حدى بستالين إلى تفريغ جزء من وقته لاعادة كتابة وشرح المادية الدياليكتيكية لتحصين رفاق الحزب بالماركسية.
2- البورجوازية الصغيرة (الوضيعة على حد تعبيرهم ) خانت الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ودبرت إغتيال ستالين وإعدام لافرنتي بيريا خلف أبواب مغلقة.
3- ألرأسمالية انتهت في السبعينيات بقوة المشروع اللينيني وهو ما توقعه ستالين في العام 1952، وبعد ذلك اليوم لم يعد هنالك أية إمبريالية، ويستدلون على أقوالهم بتوسع الانتاج الخدمي على حساب الانتاج السلعي، والذي أدى إلى توسع في صفوف البورجوازية الصغيرة (عفوا الوضيعة ) على حساب الطبقة العاملة التي تضمحل وتتلاشى، حيث أن هذه البورجوازية الصغيرة خانت الطبقة العاملة بتقديمها كل الخدمات للبورجوازية، ناعتين هذه البورجوازية الوضيعة بكل أنواع الشتائم واصفينها بالغدر.
4- تعاني حكومات حلف الأطلسي ومن لف لفيفها من عجز مهول في موازانتها ، يؤدي فيها إلى المديونية والاستلاف، و إلى طبع وتزوير الدولار لمعالجة جزء من أزماتها، بعد أن رفعت هذه الحكومات الغطاء عن الدولار بفك ارتباطه عن الذهب، ويتوقع المتمركسون للعالم نهائية سوداوية مرعبة في حال سقوط الدولار حيث ستسود الفوضى المرعبة لهذا الكون.
5- الحروب التي يشنها الاطلسي على العالم في أفغانستان والعراق والمؤامرات على فنزويلا والدول اليسارية التوجه في أمريكا اللاتينية، والقواعدة العسكرية لهذا الحلف المنتشرة في العالم المتركزة في المواقع ذات القيمة الجيوسياسية ليست حروبا إمبريالية.
6- الاحزاب الشيوعية في العالم وبالذات في العالم العربي مع اليساريين خانوا الشيوعية، وعادوا إلى الفكر الوطني والقومي.
7- لم يعد هنالك ضرورة بعد اليوم للاحزاب الشيوعية، ويكفي اتحاد أفقي للماركسيين يعمل على نشر الماركسية والوعي الماركسي يعمل على ثورة ثقافية في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض ( على ماذا؟).. الله أعلم للبدء بإنجاز بناء الشيوعية.

تقريبا يمكن اعتبار ما تقدم القاسم المشترك لهؤلاء المتمركسون الذين يأبون على غيرهم في حال الخروج عن النص ماركسيته .

أرى أنه قد حان الوقت إلى تفنيد هذه الادعاءات، حيث أرى لزاما على الرفاق المخضرمين والرفاق المتخصصين أن يشاركوا و يدلوا بدلائهم في هذا الجانب ، و إلى أن يتصدى الرفاق لهذه الامور ، أرى على لزاما أن أبدأ و إن برد عمومي على مثل الاقوال.

ترون جميعا بأن بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي تتطلب الكثير من الجهد والوقت والتضحيات الجسام، لكنه قد بدأ في الحلقة الاضعف للنظام الرأسمالي في أكثر مناطق الرأسمالية تخلفا، وهي المنطقة التي يعتبر إقتصادها خليط عجيب من ألانظمة الاقتصادية الذي يسوده نظام الاقطاع بنسبة كبيرة في وقت بدأ نمط الانتاج الرأسمالي تتحدد ملامحه وبدأ يقف فيه على قدميه، وتلاحظون هنا أنه وخلافا لماركس الذي توقع أن تبدأ ثورة البروليتاريا في المركز حيث رشح ماركس لذلك بريطانيا بصفتها التي تملك طبقة عاملة تحددت ملامحمها وسلوكها الطبقي في النظام الرأسمالي ألاكثر نضجا، أيد هؤلاء المتمركسون الثورة الروسية لسنة 1917 التي جاءت في الطرف الاكثر تخلفا مؤيدين اجتهاد لينين في هذا المضمار معيبين على الاخرين النقد والاجتهاد وتخطيئ لينين، متغافلين بأن تصفية العلاقات الاقطاعية والرأسمالية الناشئة يحتاج إلى الوقت الكبير والجهد العظيم وبأن ديكتاتورية البروليتاريا في وصفها الماركسي لا تكفي في فترة وجيزة لانجاز الامر عبر الوسائل الاقتصادية والتحولات الاجتماعية وهي بالاساس الوسيلة الصحيحة لمثل هذا الامر، خصوصا و أن من المتوقع أن تهب كل القوى الداخلية المضادة إلى شن حرب ضروس وبأن هذه القوى سستدعي تدخلا خارجيا من تحالف الدول الرأسمالية، و بأن هذا الامر سيجر الكثير من الويلات التي تهدد مصير البناء الاشتراكي فما بالكم في دخول الاتحاد السوفياتي حربا عالمية تآمرت عليه فيها قوى الامبريالية التي ألقت عليه بالعبء الاكبر لمواجهة خطر النازية على أراضيه، مما يمكن أن يقود إلى أن الفهم اللينيني للثورة في أضعف حلقاتها الطرفية يمكن أن يكون مغامرة ومقامرة قد تؤدي في حالة الفشل إلى الاحباط والفشل والانفلاش، هذا إضافة إلى أن تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي هي التجربة الاولى على مستوى تاريخ المجتمعات وفيها سيمر بناة الاشتراكية في تجارب داخلية ستفشل مرة تلو المرة إلى أن يهتدوا إلى الطرق المناسبة في اقتصاد البناء الاشتراكي.

يغفل المتمركسون في هذا أهمية ما تقدم في اضعاف ومن ثم افشال التجربة الاشتراكية ويقصرون الفشل على أن البورجوازية الصغيرة ( الوضيعة) الخائنة هي السبب الرئيس والخائن للتجربة الاشتراكية.

ألا ترون بأن هذا التغافل عن دور الامبريالية ومؤامراتها على التجربة الاشتراكية يعفي الامبريالية من الدور الاجرامي الذي لعبته، ألا يعني هذا حرف النظر وصرفه بعيدا عن العوامل الحقيقية في إفشال بناء الاشتراكية وحصر الفشل بعامل خيانة البورجوازية الصغيرة( المسماه عمدا بالوضيعة على سبيل تنفيس الحقد) ولا حقا سأقول كيف يكون تنفيس هذا الحقد.

نأتي إلى ضعف الماركسية لدى رفاق الحزب في الاتحاد السوفياتي كما يفيد المتمركسون ، فكل دور النشر وكل المدارس الحزبية لم يكن فيها مفكرين ووجود لجنة مركزية ومكتب سياسي لا يكفي لتقوية دور الماركسية ، وبالتالي على ذلك الاله الفرد ستالين أن يتفرغ إلى الكتابة عن الدياليكتيك، أليس في هذا إركان إلى دور الفرد في مكان يتم التحدث فيه عن القيادة الحزبية الجماعية.
يا رب إنا علّيناك علّيناك علّيناك ... فمن أعطاك فمن خلاك فمن سواك

لقد كان هنالك ضعف لا أحد ينكره ، لكن هذا الضعف لم يكن في الماركسية بل كان في الرؤية الستالينية للماركسية وطريقة تطبيقها، و إلا فما معنى الكثير من الانشقاقات ونفي بعض المناضلين إلى معسكرات العمل في سيبيريا، لقد تم تقنين الماركسية وحصرها بالفهم الستاليني للماركسية وفرضها على الحزب والرفاق وتوريدها إلى باقي الاحزاب الشيوعية ، لماذا يتم تغافل هذا الأمر إذا ما كنا نريد نقاش أسباب الفشل للتجربة الاشتراكية؟ لم يتهم كل من يحاول إعادة قراءة وفهم الماركسية وتوجيه النقد البناء لها بالارتداد ؟ أليس في هذا فرض لارهاب فكري يتساوق فيما تحاوله قوى الثورة المضادة من هجوم على كل الماركسيين الفعليين الذين يدرسون الماركسية عبر التطور الاجتماعي والتكنولوجي الهائل الحديث.

نأتي بعد هذا إلى النقطة رقم 3 أعلاه ، حيث يتوقف المتمركسون المتجمدون عقائديا إلى الحديث عن تلاشي نمط الانتاج السلعي في دول الاطلسي ومن لف لفيفها وبروز دور البورجوازية الصغيرة ( الوضيعة) الخائنة والغدارة للطبقة العاملة، حيث لا يرى هؤلاء من البورجوازية الصغيرة سوى دور كبار الموظفين في المؤسسات المالية ومؤسسات الدولة وكبارضباط الجيش ليعمموه على باقي فئات البورجوازية الصغيرة، متغافلين عن عمج عمال الخدمات الذين يكدسون الثروة لصالح فئات من البورجوازية التي تستولي على ألارباح التي ينتجوها ولا تصرف لهم من الاجور إلا ما يقيم أودهم ويحافظ على امتدادهم البيولوجي بالحفاظ على استمرار انتاج عمال جدد، هؤلاء المتمركسون لا يرون الا في انتاج السلع انتاج للثروة ولفائض القيمة فقط ولا يرون إلا في هؤلاء العمال المنتجين للسلع بروليتاريا ويقصرون الفكر الثوري عليهم ، هم بهذا يحيدون فئات كثيرة من عمال الخدمات عبر اتهامهم البورجوازية الصغيرة بالخيانة، اليس في هذا الاستبعاد ورفض ثورية هؤلاء إلا حصر لقوى الثورة برفض أولئك ، الا يخدم هؤلاء بما يقولون قوى الثورة المضادة ويتساوقون معها

يتناسى المتمركسون الثورة التكنولوجية المهولة والكمبيوتر ودورها في عملية الانتاج، ولانهم يعجزون عن فهم الجديد يسلطون حقدهم على فئات البورجوازية الصغيرة وبالذات عمال الخدمات معممين عليهم صفة الغدر والخيانة، ويتناسون بذلك أن جل أعضاء اليسار والاحزاب الشيوعية هم من هذه الاصول، و بأن الكثير من قيادات الماركسيين جاءت من هذه الفئات.

ويكمل هؤلاء المتمركسون تنظيراتهم حول انتهاء الرأسمالية بالادعاء بأن اقتصاد الدول الرأسمالية لم يعد رأسماليا ، لانه أصبح قطاع انتاج خدماتي، متغافلين عن التحول الكبير للرأسماليين من الانتاج البضاعي إلى الرأسمالية المالية والتي تعني التطور باتجاه الفاشية ويتغافلون حتى عن هذه الرؤيا ويستدلون بذلك من موقف الحزب الشيوعي الامريكي الذي أيد في الانتخابات الاخيرة أوباما ، دون أن يتأكدوا من دوافع الحزب الشيوعي الامريكي الذي أعطى أولوية للتصدي للفاشية المتنامية والمتصاعدة التي يدفع برنامجها الاقتصادي بهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة والفقراء، نعم أيد الحزب الشيوعي الامريكي انتخاب أوباما لكن على أساس برنامجه الاقتصادي وعلى أساس حماية الطبقة العاملة والفقراء من انزلاق الجمهوريون اتجاه مزيد من التطرف اليميني الصاعد باتجاه الفاشية والذي يترجم في برنامج الجمهوريين الاقتصادي بمزيد من الضرائب على الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبهجوم على مخصصات التعليم والصحة والعلاج.

لم تغفلون هذا يا متمركسون، و ترددون الحديث لا تقربوا الصلاة وتتناسون وانتم سكارى.

يعود علينا بعد ذلك المتمركسون بتلاشي الرأسمالية من خلال إنهيار النظام نتيجة ارتفاع سقف العجز والمديونية إلى حدود تصل إلى ما يزيد عن خمسة أضعاف انتاج الثروة من خلال تشخيص عزوف الرأسمالية عن الانتاج البضاعي، وبهذا يبشرون بانتهاء الامبريالية، حيث لم تعود دول الرأسمالية بحاجة إلى اسواق لتصريف بضائعها ولم تعد بحاجة إلى تأمين مصادر الثروات والمواد الخام والبترول اللازم لادارة عجلات ودواليب المصانع، وهم بذلك يفسرون الحرب على أفغانستان بأنها ليست حربا إمبريالية متناسين الموقع الجيوسياسي المهم لأفغانستان القريب من مصادر النفط والبترول معللين الحرب بأنها حرب ضد الطالبان فقط، متناسين أن الحرب ضد الطالبان هي الذريعة التي يرتكزون عليها في حربهم المقدسة لا يجاد وتأمين بدائل أخرى من النفط المتواجد في أواسط آسيا شمال أفغانستان، مثلما يتناسى المتمركسون كل الذرائع الاخرى التي تذرع بها الاطلسيون في حجتهم للحرب على العراق ومتناسين ذلك الكذب الذي مارسته أجهزة الاستخبارات الغربية حول أسلحة الدمار الشامل لتبرير الغزو، متذكرين فقط إلى أن الغزو الاطلسي كان فقط لتخليص الشعب العراقي من الطاغية صدام، تصوروا جميعا هذا التسويق الجميل في تحسين صورة الامبريالية فهم في أفغانستان ضد الفكر الظلامي للقاعدة والطالبان وفي العراق من أجل حقوق الانسان التي إغتصبها الدكتاتور الطاغية صدام حسين حيث تواجدوا وقتلوا وخربوا ولم يستولوا على برميل نفط واحد ، أما تلك الاتفاقيات التي فرضت على الشعب العراقي في احتكار العمل في النفط وفي أبواب أخرى فهم يتجاهلونها، تماما مثلما يتجاهل هؤلاء المتمركسون أن الرأسمال المالي لدول حلف الاطلسي ومن لف لفيفها يقوم بأبشع صنوف النهب والاحتكار بفرض توصيات البنك الدولي على مقدرات واقتصاد الشعوب في الدول النامية من خلال تحرير الاقتصاد لخدمة الرأسمال المالي، كما يتجاهلون أن جزءا كبيرا من مصانعهم لانتاج البضائع ذات الاستخدام المدني نقل إلى دول جنوب شرق آسيا وبدأ بالانتاج من هناك من أجل مزيد من الاستيلاء على فائض القيمة، بعد أن أصبح ذلك عزيز عليه نتيجة وعي الطبقات العاملة في البلاد الاطلسية التي تطالب بزيادة أجورها وتحسين شروط العمل والتأمين الاجتماعي والتأمين الصحي و زيادة مخصصات التعليم ، وبعد أن تنامى الوعي لشعوب تلك الدول بمخاطر استنزاف البيئة والطبيعة واتساع خرم الاوزون والذي استدعى فرض شروط على عمليات التصنيع تراعي هذه المخاطر، فكان لا بد من تهريب الانتاج الوسخ إلى مناطق ذات شروط أقل في موضوع البيئة وموضوع تحسين ظروف معيشة الطبقة العاملة، وهم أيضا يتناسون عن سابق عمد وتصميم مشاريع الفوضى الخلاقة والمؤامرات التي تحاك ضد أنظمة التوجه اليساري في أمريكا اللاتينينة، ويعيب هؤلاء المتمركسون على قوى اليسار والشيوعيين أن يكون في مهامهما موضوع التنمية الوطنية والعداء للامبريالية متهمين اليسار بالضلال النظري والفكري، ويهاجمون اليسار واصمين اياه بالخيانة للفكر الماركسي والشيوعي مهاجمين أية محاولات للشيوعيين في أية بقعة من بقاع العالم العربي لايجاد اتحاد مؤازر للاحزاب الشيوعية، و أكبر الامثلة تلك المحاولة التي حاولها الشيوعيون الاردنيون الذين استشعروا خطر التمدد الاسلامي و خطر تغول الفساد والاخوان المسلمين فكان أن تداعوا إلى ايجاد اتحاد للشيوعيين القدامى واليساريين من أجل التصدي إلى المهام التي تواجهها المرحلة الحالية، حيث يطرح بعض هؤلاء المتمركسين ايجاد تنظيم أفقي لعمل ثقافي بديلا عن تعزيز الدور النضالي لليسار والشيوعيين، ألا تلاحظون هنا أنه ما أن يقترب أي من المناضلين إلى التصدي إلى المهام الملحة التي تقترب من المس بنفوذ العائلة المالكة ونفوذ رجال الاقطاع والقبائل والعشائر حتى يبدأ الهجوم عليهم والاتهام بالتخوين ( سابقا وفي خلال مناشدة بعض الشيوعيين الشباب للتحدث عن الوضع في الاردن جاء الجواب نحن لا نعمل بالسياسة والملك فوق الطبقات). وتحت عناوين الهجوم على البورجوازية الوضيعة يقوم المتمركسون اليوم بعد أن فشلوا في جر الانظار اتجاههم حيث لم تلاقي دعاويهم الترحيب يتم الهجوم على اليسار معيبين عليه التصدي للنضال ضد الامبريالية والديموقراطية والصهيونية والرجعية الاسلامية متهمينه بالوطنجية والقومية.
إنني أوكد اليوم بأن هذا اليسار له من عمق الادراك الماركسي ما يؤهله لتشخيص المرحلة وادراك المهام المطلوبة وتحديد السبل والوسائل النضالية الضرورية لتحقيق أهداف هذه المرحلة ببناء المجتمع الديموقراطي الذي يحترم حقوق الافراد في التعبير عن آرائهم وحقهم في التنظيم والنضال من أجل مجتمع تكافؤ الفرص ومجتمع العدالة الديموقراطية كقاعدة مرحلية تمهد الطريق لفتح طريق البناء الاشتراكي.

الرفاق المحترمين حاولت بهذه العجالة التصدي لهذا الطرح المهاجم والمحبط لتطوير الفكر التقدمي الذي يستند إلى منهجية الدياليكتيك الماركسي ، وكانت هذه العجالة عامة تحتاج من الجميع إلى المساهمة في تطوير المناهج الفكرية للماركسية كمنطلق أساسي للفكر اليساري بديلا عن السلفية والاصولية الماركسية التي تلتزم بالنص الصنمي الفاقد لروح التطور المتوقف عند العام 1953

مع احترامي لكل المساهمات مع وضد فالجانب الايجابي الوحيد الذي أراه في هؤلاء الصنميين هو الاستفزاز الذي يحفز الى الرد والكتابة فيما تيسر من وقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا؟
زينة محمد ( 2013 / 4 / 6 - 20:40 )
تنتقد المتمركسين في مقال طويل ورغم ذلك لم تعطي اجابات لاسئلة كثيرة بحاجة ان يتعلمها الماركسين والمتمركسين أهمها لماذا فشلت الثورة الاشتراكية؟ ما لم تجب على هذا السؤال لا يحق لك ان تصف غيرك بالمتمركسين !


2 - الرفيق العزيز عتريس المدح
خالد أبو شرخ ( 2013 / 4 / 6 - 21:19 )
بعد التحية
رغم متابعتي لكل المقالات والتعليقات التي تتناول الماركسية والتجربة الاشتراكية الا انني احجم عن المشاركة واكتفي بالقراءة فقط بسبب الطريقة التي يتم فيها النقاش
عزيزي
لماذا يصر كل شخص او طرف انه يمتلك الحقيقة المطلقة ؟
لماذا نرفض ان ننفتح على تعارضات افكارنا نحن ؟
الماركسية ليست قالبا جاهزا ولا نظرية صماء بل منهج متحرك ودائم التطور لسبب بسيط
انه اداة تحليل الواقع الموضوعي وهذا الواقع موجود بسبب حركته وتغيره الدائم ولا وجود لاي واقع مادي في الطبيعة والمجتمع الا بوجود الحركة والتغير المستمر
فاذا كان المنهج حركي فمن الطبيعي جدا ان تختلف التحليلات وتتباين وجهات النظر وهذا امر طبيعي ومطلوب فالتناقض داخل الوحدة الواحدة هو قانون التطور الاساسي
لا احد يستطيع الادعاء انه يملك الا احد يستطيع الحقيقة المطلقة اذ لا وجود لحقيقة مطلقة
فلم وصلت الامور الى الاتهامات المتبادلة ؟
لم لا يكون النقاش اكثر هدوءا ؟
علنا نصل لنتيجة مشتركة وقد لا نصل وهذا امر طبيعي
ولك تحياتي


3 - لم أفهم تعليقك - الى خالد ابو شرخ
زينة محمد ( 2013 / 4 / 7 - 01:54 )
هل تريد ان تقول ان ماركس لم يكن على حق كامل عندما قال بان فائض القيمة يأتي من عمل البروليتاري؟ هل ممكن ان نفهم ان لينين لم يكن على حق كامل عندما قال الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية؟ هل تريد ان تفول بأن الصراع الطبقي ليس بالاكيد هو محرك التاريخ ؟ هل تريد ان تقول ان الارض ليست كروية؟ هل تريد ان تقول ان 1+1 لاتساوي 2 اما انك تريد ان تقول ان عتريس لم يقل اي حقيقة؟ ام انك تريد ان تقول بأن عتريس لا يعرف لماذا ينتمي الى حزب شيوعي؟ عذرا يا رفيق الماركسية لا تحتمل المجاملة!


4 - السيدة زينة محمد
عتريس المدح ( 2013 / 4 / 7 - 05:06 )
لو قرأت المقال جيدا لرأيت في المقدمة مجموعة كبيرة من النقاط التي تحتاج إلى حوار واسع ونقد وتحليل ، وهذه النقاط هي أسس الاشكال الذي أضعف الماركسية
المقال هنا لم يكن من بحث أسباب فشل تجربة الاتحاد السوفياتي ، بل كان يبحث في أسباب ضعف الماركسيين والاحزاب الشيوعية العربية، أعرفك لماحة
فائض القيمة ينتج من البروليتاري
لكن هنالك أرباح أخرى ينتجها عامل الخدمات الذي ينتج بضاعة وتتكدس في جيب البروليتاري ، يتهرب البعض من بحثها
الصراع الطبقي هو محرك التاريخ لكن الصراع في المجتمع الرأسمالي ليس فقط محصورا في البروليتاريا والبورجوازية، عمال الخدمات وهم جزء من البورجوازية الوضيعة يستولى على ما يحققونه من أرباح لماذا لايكون لهم دور في الصراع الطبقي، البعض يصفهم بالغدر والخيانة لانهم بورجوازية وضيعة، هنالك قصور لدى البعض في فهم ثورية هؤلاء


5 - الرفيق المحترم خالد أبو شرخ
عتريس المدح ( 2013 / 4 / 7 - 05:13 )
اذا ما لا حظت دعوتي في آخر المقال وهي نداء لكل الرفاق بالكتابة حول الموضوع للوصول إلى نتائج أكثر عمقا ونضجا
أنا لا أمتلك الحقيقة، لكن هنالك من يحاول حصر الماركسية في شخوص قليلة وعلى مذهب ستالين، وهنالك من ينظر إلى اليسار على أساس خيانة الطبقة العاملة والشيوعية
وهناك من يطالب بثورة شيوعية ويطلب من الاحزاب الشيوعية عدم العمل بالسياسة
أليس هذه دعوات بحاجة إلى بحث وتدقيق
رفيقي العزيز هذا ما حاولت إثارته لمحاولة إعادة الحيوية الى الماركسيين وليس إلى الماركسية فهي حيوية لكن بتطوير بحوثها على التطورات الجديدة التي تعصف بالعالم
وليس بوقوفها على أبواب 1953 حيث لا يفرق حينها ذلك عن الادعاء بنهاية التاريخ


6 - السيدة زينة محمد
عتريس المدح ( 2013 / 4 / 7 - 06:57 )
ورد في تعليق رقم 4 خطأ في السطر السادس تتكدس في جيب البروليتاري والصحيح تتكدس في جيب الرأسمالي
أعتذر عن الخطأ


7 - قرأت المقال
زينة محمد ( 2013 / 4 / 7 - 20:31 )
قرأت المقال، اعرف ان موضوعك الهجوم على المتمركسين وانا اسألك ما دمت لم تجب لماذا انهار مشروع لينين ! فلا يحق لك وصف الآخرين بالمتمركسين لانه ربما انت تكون من المتمركسين ! ماذا يثبت انك ماركسي ولست متمركس؟!! ارجو ان تفكر خارج الصندوق!


8 - السيدة زينة محمد
عتريس المدح ( 2013 / 4 / 8 - 04:47 )
أنا لا أهاجم الماركسية ، أنا أهاجم الجمود العقائدي،وهذا واضح جدا، فإذا كان المقال يستفزك فليكن، فهذا ما أريده للماركسية إعادة الروح إليها كأذاة تحليل منهجها مطلق الصحة وليس تجميدها، فالماركسية واجهت تطورات وتحديات جديدة منذ موت ماركس واحتاجت بذلك إلى الاثراء يحاول البعض هذا ، لينين وستالين وجرامشي وماو تسي تونغ وغيرهم حاولوا ذلك،أصاب البعض في مسائل معينةوالبعض لم يصب أتهم البعض بالتحريفية، في فترة لم تكن شيوعية الحزب الشيوعي في فرنسا تعجب الاتحاد السوفياتي، كذلك لم تعجبهم شيوعية الصين أو شيوعية كيم إيل سونغ، في كل تجربة جوانب مشرقة و أخرى سلبية،كل فعل في سياقه الزمني والمكاني له خصائصه وسماته التي تميزه عن أفعال مشابهة
بخصوص فشل تجربة لينين، أنا لآ أدعي أن التجربة فاشلة بنسبة 100% لها جوانب مشرقة وكثيرة، لكن أهم جوانب الفشل فيها ذلك الفساد الذي عشش في صفوف الحزب و أدى إلى مساواة المجتهدين بالمتسلقين، هذا لا يجب أن تعتبريه جوابا على سؤالك عن فشل المشروع اللينيني ،سأحاول في مقال خاص أن أحلل هذا
لا يهمني إذا إعترفت لي بماركسيتي ، الانسان العلمي عليه أن يرى من كل الزوايا


9 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 4 / 11 - 20:25 )
الرفيق عتريس مرحبة
اوافقك الراي على ان يبدا النقد منذ كومونة باريس
اعجابي ومودتي


10 - انا اردني ووصفي وناهض يمثلونني
نعمان رباع ( 2018 / 11 / 25 - 18:22 )
مرحبا بالنسخة الثانية في غربي السكة للشهيد ناهض حتر ومعلمه قدوة الاردن الغالي الشهيد وصفي التل فاقول لك اخي الكريم عتريس اصحاب الجمود العقائدي ينطبق عليهم اغنية انا من ضيع في الاوهام عمرا ولك كل التقدير والاحترام

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام