الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق اقول لكم

زاهر نصرت

2013 / 4 / 6
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


أن المجتمع العراقي ما يزال متعدد الاثنيات والأديان والطوائف وتاريخه متشابك مع دول الجوار المختلفة في ثقافاتها ، وان الاتصال بين الريف والمدينة هو اتصال قبلي وريفي وطائفي والذي انعكس تأثيره على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في العراق وأحدث خللاً وتناشزاً اجتماعياً . ان بناء الحياة الوطنية على أسس سليمة في العراق يحتاج إلى دراسة وتحليل ومعالجة موضوعية وبمشاركة جميع القوميات والأديان والطوائف وعلينا قبل كل شيء أصلاح الأذهان قبل بدء الإصلاح الاجتماعي في البلاد لان التجارب القاسية التي مر بها الشعب العراقي علمته دروساً عديدة وبليغة ، فإذا لم يتم الاتعاظ فسوف نصاب بتجارب أقسى منها ، وعلينا نحن العراقيين التعود على ممارسة الديمقراطية ممارسة فعلية حتى تتيح لنا حرية أبداء الرأي والحوار والتفاهم دون محاباة ودون أن تفرض فئة او طائفة رأيها بالقوة على الفئات والطوائف الأخرى .
نعم ، لقد ظهرت اجيال جديدة لا تعرف معنى الانتماء والولاء للوطن والدولة لأنها اجيال نشأت على التسلط والخضوع واضطرت بشكل او بأخر الى الالتفاف حول نفسها ومصالحها الآنية والتضامن فيما بينها اثنياً ومذهبياً وعشائرياً وطائفياً بالرغم من انخراط عدد كبير منهم في الاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات العسكرية والأمنية بسبب الخوف والحاجة والخضوع .
لقد آن الاوان ان نعي ذاتنا بعد الازمات والمحن والحروب التي مر بها العراق اليوم وان ندرك مدى ما خلفته من تفكك وعجز واستلاب اجتماعي ونفسي وسياسي وما افرزته من تشوه واغتراب في شخصية الفرد العراقي ، مما سهل استلاب حريته واهدار دمه واستباحة ارضه واهانة كرامته ، ويجب ان نعرف حقيقة تاريخية وقد تكون ازلية بأن العراق لم يكن جزيرة طافية او نائية ومعزولة عما يحصل في العالم . فقدره كان قلب العالم النابض بالتاريخ فلو رجعنا الى احداث القرن الماضي ونشهد التغيرات الكبيرة التي حدثت في التاريخ العالمي وأنعكاسها فيه حتى في اكبر الانقلابات ، لابد لها ان تبدأ من ارض بابل على المثل القائل ( لا يوجد عجاج الا ويهب من ارض بابل ) فمنذ ادم وحواء والطرد من الجنة مروراً ببلبلة الالسن في البرج ونشوء الامم حتى نشوء المدن والكتابة ثم قيام اول دولة واول امبراطورية ، فكل مغامر ان لم يمر بالعراق كأنه يقبع نسياً منسياً فمن الاسكندر حتى بوش وكل مغامري التاريخ مروا من هنا والعراق ماكث ثابت عنقاء . وجدير بنا ان نرصد حروب العراق التي كانت على الدوام ايذاناً بتغيرات كبيرة فخروج الاتراك ودخول الانكليز كان ايعاز بسقوط الامبراطورية العثمانية وقبلها سقوط امبراطوريتين كبيرتين الا وهما الفارسية والرومانية ، وثورة 14 تموز 1958 كانت حدث لتغيرات كبرى في العالم وحرب الكويت كانت ايعاز بسقوط قطب المعسكر الشرقي ونهاية الشيوعية واليوم اختير العراق ليكون مفتاح لعولمة وطفرات في التاريخ لا يحزر منظورها وربما اوحى بها احد موجهي دفة السياسة الامريكية المدعو ( مارتن اندك ) واصفاً اياها بعبارة (( اعادة هيكلة النظام الاقليمي )) .
الان وبعد ان كان العراق في الحرب العالمية الاولى ساحة وغى بين المتطاحنين على مصالحهم والمتشدقين بشتى المبادئ فقد ادعى السلطان حمايته للدين والخلافة وهو يرضع من ضرع العراق ثم جاء الانكليز ووسموا انفسهم الفاتحين المحررين وخرجوا والعراق خرب والتاريخ يعيد نفسه اليوم وبعد عشرة اعوام جاء احفاد الانكليز وادعوا كذلك بانه محررين ( لا محتلين ) حتى ضاع العراق ايما ضياع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى