الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون ينضون تحت لواء اللجنة ( الحلقة الثالثة )

وصفي أحمد

2013 / 4 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( الحلقة الثالثة من تأسيس الحزب الشيوعي )
سرعان ما انتشرت أخبار تأسيس لجنة مكافحة الاستعمار و الاستثمار حتى سارعت جميع الخلايا الماركسية المنتشرة في عموم البلاد للانضواء تحت لوائها .
و على العموم فقد كان قادة الجمعية على مستويات مختلفة , و قد كان يوسف سلمان يوسف أكثرهم تفوقا من حيث حدة تفكيره و اتساع قراءاته . وقد قال عنه خالد بكداش بعد أن التقاه في دمشق سنة 1937 : (( إني أهنيء العراق على انجابه شبابا يستطيعون التفكير بهذا العمق )) . بينما كان مهدي هاشم , أكثر أعضاء اللجنة ليناً وإعتدالا . و كان عاصم فليح الأكبر سنا و الأقل تعليما إذ انه لم يتجاوز المدرسة الابتدائية التركية , وقد كان – بحسب رفاقه – عصبي المزاج , سريع الغضب .
وما كادت الجمعية تصدر بيانها الأول حتى حصل أول شرخ بين صفوفها , إذ نشأ خلاف حول المسار التالي الذي يجب اتباعه بالعمل . فيوسف سلمان أصر على ضرورة تركيز الجمعية أولا على بناء كادرها و تعليمه , وعلى دعم شباب الأهالي في كل توجهاتهم , في حين رأى عاصم فليح ضرورة اصدار الشيوعيون لجريدتهم الخاصة , و أن يميزوا أنفسهم بوضوح عن بقية المجموعات الأخرى منذ البداية . و نتيجة لذلك تسرب نوع من البرود إلى علاقاتهما , و انسحب يوسف اسماعيل ونوري روفائيل و جماعتهما من الجمعية مطلع نيسان ( أبريل ) 1935 , ووقفت جماعة الناصرية إلى جانبهم , بينما انحاز البصريون إلى الجانب الآخر .
وحاول الأعضاء المؤسسون الثلاثة الآخرون – عاصم فليح و مهدي هاشم و قاسم حسن – السيطرة على الانشقاق الذي حصل , و اختاروا إلى جانبهم زكي خيري ويوسف متي و رتبوا أمر اصدار صحيفة سرية بأسرع ما يمكن , كما قرروا ايفاد قاسم حسن إلى موسكو لحضور المؤتمر السابع للكومترن كمراقب , و كرس يوسف متي جهوده لبغداد و زكي خيري للبصرة و الناصرية و مهدي هاشم للديوانية و النجف و الفرات الأوسط .
و كان عاصم فليح منهمكا في التحضير لنشر أول صحيفة سرية : (( كفابح الشعب )) التي ظهرت في تموز ( يوليو ) 1935 , أيام وزارة ياسين الهاشمي , و بعد شهرين من انهيار انتفاضة الفرات الأوسط . قدمت الصحيفة نفسها كناطقة بلسان (( العمال و الفلاحين )) , و كمطبوعة صادرة عن (( اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي )) .
و أعلنت (( كفاح الشعب )) أن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات الأوسط لعدم وجود حزب طبقي ثوري على أرض المعركة السياسية . لقد ظهر هذا الحزب الآن , و لكنه مازال في مرحلة مبكرة من النمو .
لم تكن حماسة الشيوعيين هي ما أغضب رئيس الوزراء ياسين الهاشمي , فقد شنت (( كفاح الشعب )) هجمات شخصية عليه . و كتبت تقول مثلا , في إحدى المناسبات : (( هل تعرف أن رئيس الوزراء يدعو إلى الفضيلة في النهار و يقضي لياليه مع مومس صغيرة اسمها ماري كسبرخان ؟ )) .
ولهذا أصبحت مطاردة الشرطة للشيوعيين اكثر شراسة , و اثبتت قلة خبرة الحزب , خصوصا في بغداد , أنها كارثية . ولم يمض وقت طويل إلا وقت طويل إلا واجتذب إليه من عملاء الشرطة أكثر من الأتباع . وفي تشرين الأول ( أكتوبر ) 1935 تم اعتقال عاصم فليح و مهدي هاشم . و بتذوقه طعم السجن لأول مرة في حياته فقد عاصم كل اهتمام للثورة , و أعطى وعدا حافظ عليه بعدم القيام بأي نشاط سياسي مهما كان نوعه . وفي هذا الوقت كانت الرسائل السرية التي تمرر من يد إلى أخرى تتهم قاسم حسن , الذي عاد منذ قليل من المؤتمر السابع للكومنترن , بخيانة مبادئه وحزبه . وعندما وقع زكي خيري أخيرا في قبضة الشرطة في كانون الأول ( ديسمبر ) 1935 توقفت (( كفاح الشعب )) عن الصدور بعد أن بلغ توزيعها 500 نسخة و بدا أن الشيوعية تشتت و قضي عليها .
نفس المصدر السابق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة