الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الغربة في الوطن وفكرة الوطن البديل!

زرواطي اليمين

2013 / 4 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لكم أشعر بالوحدة، الغربة، البرد والألم، ما أن تطأ قدماي أرضية مطار هواري بومدين الجزائري، سواء كنت في رحلة إلى خارج الجزائر، أو كنت في انتظار عائد إليها، ممن اضطرتهم الظروف الراهنة والسابقة للبلد، إلى الفرار إما بجلدهم أو الفرار بوطنهم خارج حدود وطن تحول إلى ما يشبه السجن الكبير، لسان حال المواطن البسيط في الجزائر. الإمام علي كرم الله وجهه قال في ما قال من كلام أبدع فيه وحقق فيه إنسانية دائمة على مر العصور، أن المال في الغربة وطن و الفقر في الوطن غربة، لو تأملنا في هذه المقولة، لوجدنا أنها واقعية وصالحة لكل زمان ومكان فعلا، كيف لا وهو الرفيق المُحبب والوفي المخلص للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إنه لا يخيرنا بين الفقر في الوطن أو الغنى في الغربة، بل أجد أن في كلامه حكمة إنسانية وجوانب سياسية بليغة ودقيقة، فالإنسان الفقير بلا مال لا يستطيع عيش حياة حرة كريمة ..بينما لو امتلك المال فمن الممكن أن يعيش حياة حرة كريمة حتى وإن تحقق ذلك بعيداً عن بلده، فانعدام المساواة وغياب العدالة في توزيع الثروة النفطية في الجزائر، جعل الطبقة الوسطى إلى زوال، وها نحن نرى متسلقين جدد نحو عرش الغنى والسلطان، اجتمعوا حول كافة المناصب والهيئات الحيوية، وشاع فسادهم وغرقت به أرض البلاد حتى أصبحت صفحات الجرائد في الجزائر، تكاد لا تكفي لنقل تلك الفضائح المتفشية أفقيا وعموديا بين أبناء هذه الطبقة الجديدة "المتسلقين الجدد" الأغنياء بأموال الشعب والفقراء بوطنيتهم وإنسانيتهم، فعلا وأنت قلتها يا علي، لكني أرى اليوم، نوعا جديدا من الغربة، أقول: الغربة اليوم التي أراها في الجزائر، ليست فعلا وضروريا غربة الفقراء، إنها غربة "المتسلقين الجدد" إنهم الغرباء اليوم لأنهم القلة، بينما أرى لنفسي موطنا رائعا ودافئا بين الفقراء، هذه الطبقة التي أصبحت تضم الملايين مع تعاظم البطالة وقلة الفرص وتفشي الفساد خصوصا في الإدارة، فإذا إنها غربتهم وليست غربة الفقراء، أنا أظن أن فكرة الوطن البديل هي فكرة غير واقعية لأنها ببساطة تتناقض مع الطبيعة البشرية والإنسانية، إن كل المهاجرين إلى بلاد العالم الكبرى، لراجعين إما اليوم أو غدا إلى هذا الوطن، حتى ولو لمجرد البكاء، للحزن، لتذكر تلك الأيام، الطفولة، المدرسة، الأم والأب والأصدقاء في الحي القديم، أو حتى لمجرد اختيار الوطن كما كان مسقط الرأس، مثوى أخير، ثم أن حب الوطن من الإيمان، تلك حكمة أخرى تعلمتها من خير الأنام رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال الرسول الكريم فيما قاله عن حب الوطن، يوم الهجرة، بعد أن خرج من مكة، وهو يقف على حدودها، بعد أن التفت إليها قال: "ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" أنا أقول: والله لم أعرف قيمتك يا جزائر أكثر مما عرفت حين فارقتك مُضطرا وحين عدت إليك فلمحت أحياءك بين غيوم سماك فأخذت دقات قلبي في التسارع أكثر كلما اقتربت عجلات الطائرة من أرضية مطار لن يمنحي لا أنا ولا أي جزائري وطن سواك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين