الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الإنتخابات البلدية في العراق

راغب الركابي

2013 / 4 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


سأتحدث إليكم اليوم عن رأينا في الانتخابات المحلية المزمع إجرائها في العراق ، والتي نجدد فيها ومن خلالها الثقة بالمشروع الديمقراطي وبثقافته ، ذلك المشروع الذي لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه ، لأنه الطريقة التي تُعلمنا الممارسة الحسنة لحق الإختيار والإنتخاب ، حتى وإن بدت هذه الممارسة غير كافية أحياناً وغير صحيحة في أحايين كثيرة ، و لكنها المرحلة التي يتعلم فيها الإنسان العراقي طريقة الحكم وإختيار الحاكم ، لأنها الفعل الذي على أساسه يتم البناء في مؤوسسات الدولة وأجهزتها ، كما ويتعلم منها المرء إن الحكم والحاكم مرتبطين به على نحو مباشر غير منفصلين ، وذلك كله مرتبط بحياته في الحاضر وبحياته في المستقبل ، وهذه التجربة مارسها الغرب والعالم المتمدن منذ سنيين طويلة حتى غدت عندهم مع الإيام جزء من ثقافتهم ومشاعرهم وسلوكهم ، وبها أستكملوا مسيرتهم ويستكملون في البناء والإعمار والتقدم .

من هذا أوجه ندائي للحكومة العراقية كي تكون محايدة غير منحازة وهي تدير هذه الممارسة ، وهي في ذلك ستدلل على قوتها وثقتها وعلى إيمانها ، كما وإنها تُخيب طمع الحاقدين وإعلامهم الذي مافتئ يقول : إنها ترعى المزورين والمتلاعبين ، كما وتنفي عنها شبهة التلاعب والضغط والحرب النفسية والإرهاب ، وندائي هذا أوجهه كذلك لأولئك المؤمنين بالحرية وبالعدالة وبالسلام الذين يهمهم أمن الوطن وتقدمه وإستقراره ، أولئك العاملين بإخلاص وثقة بإتجاه تحقيق المصالح العليا في التحرر والإنعتاق من هيمنة الماضي وسلوكه المريض ، وندائي هذا كذلك أخص به روح الشهداء وممن أحيوا حركة الإستقلال والشرف الوطني وبرهنوا بدمائهم على أهمية النضال المستديم كي لاتقع البلاد ومؤوسساتها فريسة بيد الضعفاء والخانعين وممن لاخبرة لهم أو من أعداء العراق الجديد .

ان المشاركة في البناء والخدمة والعمل والحماية حق وواجب على الجميع ، والعراق هذا البلد المعطاء يستحق أن يرفض أبناءه كل أنواع الغش والتعدي على الحقوق وعلى الحريات ، هذا العراق الشريف النزيه الذي يكد المخلصين من أبناءه ليكون أقوى في مواجهة التحديات وأقوى في اعتماده على نفسه ، هؤلاء هم الذين يجب ان ينتخبهم الناس وهؤلاء هم الذين يجب ان نقدمهم كممثلين في المجالس والبلديات .

إن العراق بكل محافظاته وبلداته مدعوا للمشاركة في هذه الإنتخابات ، ولايقولن أحد إن ذلك لا يعنيني أو إن تجربة السنوات الماضية لم تقدم لنا المفيد ، نعم هذا صحيح ولكنه ليس مبرراً طالما إن العراق وضمن مناخه ووضعه يحتاج للمزيد من العمل والمزيد من الصبر ، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فلتكن هذه الخطوة غير التي سبقتها ، ولتكن هذه الخطوة محسوبة ومدروسة ومتجاوزة للهوس وللعاطفة وللإعلام وللتزييف ، كما وإن تجربة السنوات الماضية قد شخصت المخلصين من المفسدين وبينت الحريصين من المسرفين الوطنيين الشرفاء من الأدعياء والمخادعين ، ولهذا أدعوا الجميع للمشاركة من غير ضغط ومن غير إنتماءآت مسبقة بل التوجه لما ينفع الناس ويحقق لهم مصالحهم ، ورجائي من النخب ومن المثقفين ومن الكتاب التركيز على حاجات المواطن ماينفعه ومايضره وتلك هي رسالة وغاية ومنطلق .

إن الغاية الحقيقية التي نرمي اليها هي بالحيلولة دون نجاح العناصر الفاسدة الغير مخلصة والتي لا تمثل طموحات الناس وأمانيهم ، إن الخطر الحقيقي هو فيما لو أُتيح للفئات المفسدة الرجوع من جديد عبر بوابات التزوير والغش والخداع ، إن مطالب الشعب واضحة في تحقيق العدالة والنظام والبناء وردم الهوة بين الفقراء والأغنياء ومحاربة الجشع والإستغلال والإحتكار ، إن مطالبه في التنمية وفي التعليم وفي الصحة وفي الخدمات وفي بناء المجتمع المدني ، إن مطالبه في حماية الحقوق المدنية وتغيير مناهج التعليم البدائية وصيانة المرأة وعدم الإجحاف بحقها وحقوقها ، كل ذلك دافع لنا لنستنهض الصالحين ليؤدوا رسالتهم بامانة وشرف ونزاهة ، ورجائي ان تقف القوى الأمنية بحيادية ومهنية مهيبا بهم مضاعفة الجهد وبذل المزيد من أجل حماية الوطن والمواطن ، وعلى الوطنيين الشرفاء زيادة الجهد للتخلص من الشوائب وإظهار الوجه الحقيقي للعراق الذي حلمنا به .

.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح