الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عودة البعث على عربة الديمقراطية
محمد باني أل فالح
2013 / 4 / 9مواضيع وابحاث سياسية
تمر هذه الأيام ذكرى سقوط الصنم ونظامه القمعي الذي أمتاز بكل فنون التنكيل والتعذيب ويعد من أعتى الأنظمة الفاشية والتعسفية حكم الشعب بيد من حديد عبر حشود من أزلام النظام البائد الذين نكلوا بالأبرياء من أبناء الشعب بكل ما للكلمة من معنى فكانوا بحق جنود أوفياء للطاغية تسللوا الى بيوت الشرفاء في ظلمة الليل بحثا عن ضحاياهم وعاثوا فسادا بأمن الفقراء وقوتهم حتى أضحى نهارهم يغشاه الليل البهيم في عتمة الخوف من المجهول وإرهاب العصابات الصدامية التي نهلت الحقد والضغينة من بنات أفكار البعث الفاشي فكانت جحافل البعث تعيث فسادا في عباد الله دون رحمة أو وازع من ضمير بعد أن شرعن لهم قائدهم الملهم استباحة دماء الأبرياء من الفقراء والمساكين تحت ذرائع وأساليب شتى فكانت دعوى التبعية وحزب الدعوة والخمينية والغوغائية والهاربون بأجمعها تنال من المرء وتصل الى أهله وذويه حتى الدرجة الرابعة ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة وهدم البيوت ومصادرة الأملاك والعقارات والاغتيالات بدون رحمة ومقابر الشهداء لا حدود لها والمقابر الجماعية تأبى أن يحصى أحد ساكنيها بعد أن انتشرت تحت الأرض في كل محافظات العراق الجنوبية وهي تنافس مقبرة النجف في ضحايا البعث الذي كان يفتخر كل يوم بأعماله العدوانية بحق من يسميهم بالعملاء فكان قطع الرؤوس وبتر الأذان واللسان والرمي من فوق السطوح عنوان لجرائم أزلام البعث ورموزه الذين تفننوا في معاقبة السجناء في زنازين ابو غريب والرضوانية والفضيلية ونكرت السلمان فكانت النساء تسبى وتغتصب أمام أعين أهلها وذويها وينال منها كما تنال البهائم من بعضها هكذا كان رفاق البعث وحوش كاسرة في لباسهم الزيتوني المقيت الذي كان سمة من سمات عارهم الأبدي وتصرفاتهم البشعة بحق كل من خالفهم الرأي وطالب بالحرية وقسط من العدالة فكان جزاء ذلك هجرة الكثير من الشباب والمطلوبين للنظام ألبعثي ومحاكمهم الكيفية في استنباط الإحكام كما كان يفعل قاضي البعث المجرم عواد البندر الذي كان يحكم الأبرياء بالإعدام أو السجن مدى الحياة دون الاطلاع على ملفاتهم أو حتى معرفة نوع التهم الموجة اليهم والحادثة المشهورة له في حكم أحد أفواج السجناء حين تم عرضهم عليه وكان يهم بالخروج من المحكمة ( محكمة الثورة ) وهم يقفون في طابور مقيدين من خلاف ودون أن ينظر الى ملفاتهم أو حتى النظر الى وجوههم حكم عليهم بطريقة وقحة وشيطانية عندما قال لهم من أول سجين الى العبد إعدام ومنه الى أخر سجين مؤبد حيث كان بين السجناء سجين عبد وكلنا عبيد الله وكان يقف في منتصف الطابور وغير ذلك الكثير من الإحكام الجائرة والغريبة بحق الأبرياء حيث تذكر الحوادث أثناء الانتفاضة الشعبانية يعود أحد الجنود المقاتلين على جبهات القتال أثناء الحرب مع الأمريكان وهو مصاب في بطنه وعند وصوله علم باعتقال أخيه من قبل قوات الأمن الصدامية وعندما ذهب الى مقر الشعبة في منطقتهم قام الرفاق بأعتقالة هو الأخر وحكم عليه بالإعدام مع أخيه ولم تشفع له أصابته في الحرب دفاعا عن حكم البعث وقائده الضرورة وكثيرة هي قصص الإجرام التي سطرها أزلام البعث بحق الأبرياء والمساكين ناهيك عن حالة التمييز العرقي والطائفي التي كان يتشدق بها هؤلاء القتلة فأبن العوجة والغربية ليس كابن الجنوب وحقوقه ليس كحقوقهم فذلك من أتباع أبن صبيحة وهؤلاء أولاد الملحة وشتان ما بين من يتحدث عجل يابا وجا شنهي وكان اللقب والعشيرة أساس التقرب من السلطة والعمل معها ومعيار الوفاء والوطنية لديهم ومن كان من عشائر الجنوب كان مصيره الذل والهوان والعمل تحت الكبت والحرمان وهو محروم من كل شيء ألا في أوقات الحروب فهو يتقدم الصفوف لأنه وقودها وحطبها وهو المعوق والجريح والشهيد فيها وأبناء الرفاق ينعمون بالدفء والنعيم بينما رفاق البعث ورجال الجيش الشعبي يداهمون البيوت لتجنيد الشيوخ وكبار السن في حروب أبن العوجة وزجهم في تشكيلات الجيش الشعبي في جبهات القتال وتلك أيام لا يمكن معها نسيان أفعال رجال الأمن ومليشيا البعث في التعدي ومداهمة البيوت وهم يتسلقون السطوح لاعتقال الأبرياء ورميهم في أتون الحرب .
واليوم وبعد سنوات من التحرر من النظام العفلقي وسلطة الطاغوت القمعية وفي الذكرى العاشرة لسقوط البعث يتم تعديل قانون المسألة والعدالة والسماح للرفاق بالعودة للعمل والتوغل في ثنايا المجتمع وإعطائهم كافة الحقوق والامتيازات جزاء بما قاموا به بحق ضحاياهم الأبرياء التي لم تنصفهم الديمقراطية التي جاءت من أجلهم عندما غابت العدالة الانتقالية عن المجتمع ولم يتم إصدار قوانين لتجريم البعث وتحريم تداول أفكاره أو عودته من جديد ولكن عربة الديمقراطية أسقطت حقوق الضحايا والأبرياء بينما جاءت بحقوق الجلاد من القتلة والمجرمين أزلام البعث من الرفاق وفدائيي صدام ورجال الأمن والحرس الجمهوري فتبا لك أيتها الديمقراطية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة
.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ
.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت
.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر
.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24