الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة الغربيين هل هي وردية وجنة النعيم ؟!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2013 / 4 / 9
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


ــ[[ بصراحة – وفي الصراحة راحة ! - بماذا تفوقوا علينا ؟ وبم تفوقنا عليهم !!؟؟]]ــ

رغم الجوانب الإيجابية الكثيرة والمتعددة في الغرب وفي أوروبا وفي بريطانيا حيث أقيم حاليا ً لكن من الناحية الإجتماعية هناك أمراض خطيرة وكبيرة يتحدث عنها عقلاء المجتمع البريطاني بكل شجاعة ومنها ما تحدث عنه الكاتب البريطاني (كولن ولسن) في كتابه (سقوط الحضارة) !... فرغم التقدم الكبير في مجال السياسة والحقوق القانونية والإدارة والصناعة في أوروبا فإن ضعف الحياة العائلية ووجود متكاثر لأبناء بلا أباء وزنا المحارم هي آفات واضحة ومعترف بها في المجتمع البريطاني كما أن المرأة البريطانية حسب دراسات إجتماعية علمية تُعتبر أكثر نساء أوروبا تعرضا ً للضرب والعنف الجسدي من قبل أزواجهن أو أصدقائهن (البوي فرند!) فالزواج نادر هنا والمرأة تعتبر الزواج حلما ً كالمستحيل !!............... لذلك فعندما نشيد بالجوانب الإيجابية والممتازة في الحياة الأوروبية إنما نقصد جوانب العبقرية في التنظيم والإدارة والنظام السياسي الديموقراطي والنظام القضائي والحقوقي والعدلي والصناعة والإختراع ولا نقصد حياتهم الإجتماعية البائسة قطعا ً !!... والشئ الغريب أن في بريطانيا في الأوانة الأخيرة تفشت ظاهرة الرقيق الأبيض !!.. حيث توجد عصابات تبيع البشر أطفالا ورجالا ونساء !!... وفي مانشستر قد تجد البعض يبيع نفسه لك مقابل إقامته وإطعامه وتوفير المخدرات له ثم أفعل به ما تشاء !!!!.... فالمنبهرون بالحياة الغربية عليهم أن ينظروا للكوب كله لا إلى الجانب المملوء فقط حتى يمكن تقييم الموقف بشكل كلي ومتوازن والجمع بين الجانب المظلم من المشهد والجانب المضيئ!.... ومع ذلك فالسؤال هنا هو كالتالي : هل نحن - العرب - نتقدم على الغرب في مستوى وقوة الحياة الإجتماعية كما أنهم يتقدمون علينا في جوانب الحياة الأخرى السياسية والعلمية والإقتصادية والإدارية والقضائية والعدلية والتقنية !؟؟.. هل نتفوق عليهم في الأخلاق بالفعل كما يقول البعض!!؟؟......... المشكلة هي أننا كنا نتقدم عليهم بالفعل في دفء حياتنا وعلاقاتنا الإجتماعية الدافئة والمترابطة وكانوا هم أنفسهم يعترفون لنا بذلك ولكن دعونا نكون واقعيين ومنصفين !!.. فاليوم حياتنا وعلاقاتنا الإجتماعية تغيرت !!.. تغيرت إلى الأسوء عن ما كانت عليه في الستينيات مثلا ً!!... فقد ضربتها عاصفة الفردانية الأنانية الباردة ومتطلبات الحياة المدنية المعاصرة ذات الإيقاع الأناني والسريع وغلب عليها الطابع المادي والتحاسد حتى في أبسط الأشياء !.. إذن نحن اليوم لا نتقدم على الغرب في شئ بعد أن كنا نتفوق عليهم في الجانب الإجتماعي المترابط الصادق والدافئ !... بل أذهب إلى ما هو أبعد من هذا !!... فحتى تديننا – وبصراحة - وفي الصراحة راحة !- بات يغلب عليه الجانب الشكلاني الطقوسي وأصبح يفتقد للتوازن والعمق الإيماني والأخلاقي والروحي !.. والبعض – بعض المتدينين – تضخم عندهم الجانب السياسي بشكل سرطاني مخيف وأصبح هذا التضخم على حساب الجانب الروحاني الإيماني والأخلاقي من الدين !.. ولا حول ولا قوة إلا بالله !؟.
إن إصلاح الدين والدنيا يبدأ من إصلاح فهمنا للدين والدنيا بشكل سليم ومتوازن وتعزيز وتعميق الجانب الأخلاقي في حياتنا وخصوصا ً خُـلق (الصدق والأمانة والرحمة وحب العدالة) وأن يكون هذا (التعزيز والتعميق) جزءا ً من منهجنا التربوي في البيت والمدرسة وفي خطابنا الإعلامي بل وحتى في خطابنا السياسي !...ومن هنا نبدأ !.
ـــــــــــ
سليم الرقعي
إبريل 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب