الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


9/4/2003...بين سقوط هبل وتعثر الامل

حبيب النايف

2013 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


9/4/3003..... بين سقوط هبل وتعثر الأمل
عندما سقط الصنم في 9/4/2003 استبشر العراقيين خيرا بعد ان ارتفعت الأكف للسماء وهتفت الحناجر بأعلى أصواتها حمدا لله على هذه النعمة التي أمنا بها للقضاء على الدكتاتوري المقيت الذي جثم على صدورنا طيلة ثلاثة عقود ونيف من الزمان لتعيد لهم الأمل من جديد ويبقى البلد معافى ينفض جراحه التي ألمت به ويتجه صوب الشمس ليرسم ملامح نهضة قادمة تحدد له افاق المستقبل الذي انتظره طويلا مضحيا من اجله بالغالي والنفيس معبدا دروبه بدماء أبنائه الزكية وانطفاء زهرة شبابهم خلف قضبان السجون وضياع العمر يتنقلون من منفى الى منفى يراودهم الحنين ويدفعهم الحلم باليوم الموعود الذي جاء لكن ليست بالطريقة المبتغاة والتصور الذي وضعوه وانما جاء بمقاسات خارجة عن ارادتهم وبأطر أعدت مستقبلا لا تحمل الاشتهاء العراقي وتنتصر لعوائل الشهداء وتعيد البسمة للاطفال واليتامى لكنه رغم ذلك حقق ولو جزء من الطموح وأضاف للشفاه بسمة حتى لو كانت خجولة وعطر جبين الوطن بقبلة حتى لو كانت مرتبكة أنسته جزء من همومه وقادته بطريق كان يعلم به منذ اللحظة الاولى ليس معبدا بالزهور طالما لم يكن من صنع يدية وانما مسالكه شائكة تتطلب منه اليقظة والحذر لان خطوة الالف ميل تبدا بخطوة واحدة حتى لو كانت متعثرة
لقد أغاظ محدث بالعراق أعدائه واشعل جذوة حقدهم الدفين ليعلنوا صراحة عدائهم له ويتحول الى وحوش كاسرة تدمر كل من يقف اما مها من خلال نشر الفوضى واستغلال عناصر الجريمة المنظمة للقيام بعمليات نهب الآثار ودوائر الدولة وحرق الكثير منها لكي يتلفوا وثائق ومستندات مهمة كما حدث في حرق المكتبة الوطنية بعد ان تم نهب اغلب محتوياتها النفيسة لان مثل هذه الاعمال تؤدي الى تدمير البنى التحتية للدولة التي اراد لها المحتلين ان تتحقق باية وسيلة وهذا واضح من مرابطة الدبابات الامريكية بالقرب من اقرب المواقع التي نهبت او حرقت مما يدلل بان ما جرى كان بعلمها وموافقتها بالتالي هي انتقام من هذا الشعب الذي عانى الويلات وتحمل الصعاب من اجل ان يتنفس طعم الحرية الموعودة لكنها جاءت عكس ما تشتهي السفن هي أصبحت عبارة عن احزمة ناسفة وعبوات متفجرة وسيارات مفخخة يقودها مجموعة من المرتزقة ليتحولوا الى بهائم تدمر اقرب ساحة عامة او سوق شعبي في طريقها للنيل من الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى سوى انهم امنو بالتغيير وقالو لا للدكتاتورية وانتفضوا بكل قوة ليحطموا ا هبل ويجروه في ساحة الفردوس انتقاما لشهدائهم وابنائهم الذين لايعرفون عنهم شيء سوى رفاتهم الذي وجدت في المقابر الجماعية او بقايا مستمسكات رسمية عثر عليها هنا وهناك لتدل على انه فارقو الحياة وضاعوا بين غياهب المجهول وتحول والى رمز من رمز الماضي لكنه ماضي نير اضاء لهم الطريق واصبح نقطة ضوء يستدلون بها للسير الى امام لبناء الوطن المرتجى
ان التحول الذي حدث في 9/4/2003بالرغم من انه بارقة امل ونقطة ضوء داخل النفق الا انة لم يكن بالمستوى الطموح ولا بالشكل الذي كان متوقع منه وهذا لا يعني التمني للعودة الى النظام السابق فشتان مابين الاثنين لكن الذين اغاظهم ما حدث في العراق ارادو وضع العصي بالدواليب ليوقفوا حركتها وأعادت عقارب الساعة إلى الوراء من خلال عمليات القتل والتهجير التي لم نعرفها سابقا والغرباء الذين قدموالنا بدعم من دول الجوار بعد ان وفروا لهم اماكن تدريب والدعم المالي والصداميين القتلة الذي ما رسو الاجرام وهم على راس السلطة والان يمارسوه وهم مختبئين بالحفر المظلمة بواسطة عملائهم يدعمهم بذلك وجود قوات محتلة التي جعلت الفوضى شعار لها لانها رات بقائها مرهون بعدم الاستقرار الامن يعطيها المبرر لذلك مما دعاهم يتذرعون دائما بعدم جاهزية القوات الامنية الذين كبلوا يديها وفرغوها من محتواها حيث انهم يفتقدون لابسط انواع الاسلحة ما عدا البندقية البسيطة (الكلاشنكوف في حين نرى الارهابيين يستعملوا اسلحة اكثر تطورا )وتقيد حريتهم بالحركة ليمنعوهم من دخول مناطق معينة ليكثر فيها الارهاب ويستفحل ناهيك عن الاداء الحكومي الضعيف الذي اصبح عاملا من عوامل الفوضى ابتداءا من مجلس الحكم ومرورا بالحكومات التي تعاقبت بعد ذلك بالرغم من ان دورتين انتخابيتين قد جرت لتصل الى سدة الحكم من خلالها حكومة منتخبة من المفروض ان تتمتع بالشرعية والاستقلالية بتعيين الوزرارء واتخاذ القرارات لكن هذا لم يمنع التوافقات من السيطرة على السياسة العامة للبلد وجعلها مرهونة بسياسة الكتل السياسية تحركها وفق اهوائها وتجعلها اسيرة التوجهات الحزبية الضيقة والتصرفات التي أشاعت روح الكراهية والابتعاد بين المواطنين حيث استشرى الفساد الاداري والمالي وتحولت البلاد الى ضيعات خاصة بالاحزاب المتوافقة وحول كل حزب مجموعة الوزارات التي بحوزته الى تقاسم نفوذ بين جماعته مما قتل روح الوطنية وضيع هيبة الدولة وأدى الى ابعاد عناصر الوطنية والمخلصة والشريفة وتحييدها من اداء دورها في عمليات البناء التي يجب ان تستنفر كل الطاقات الخيرة التي تريد لهذا الوطن ان يبقى معافى
بين سقوط الصنم وارض الواقع تمتد مسافة يتحرك خلالها إحساس تولد لدى العراقيين بان الامنيات سوف تتحقق والامل يلوح في الافق وان وقت قطافه ات لا ريب وما يجري يؤكد ان هناك ايادي خفية وراءه لكن يقظة العراقيين وهمتهم افشلت كل المحاولات التي تريد اعاقة التحولات الديمقراطية واعادتنا الى الوراء لكن محاولاتهم باءت بالفشل لأننا شعب حي
والشعوب الحية لا تموت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم