الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا المشهد الضبابي في العراق

محمد سليم سواري

2013 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 2010 وقبل الإنتخابات البرلمانية العراقية بأقل من إسبوعين كنا مجموعة من الصحفيين والكتاب في لقاء مع السيد نوري المالكي وكان في حينه أيضاً رئيساً للوزراء وتكلم الرجل بإسهاب عن معاناته الوزارية وشَخَصَ وبألم الكثير من السلبيات وأتذكر من تلك النقاط السلبية التي أشرها ، موضوع بناء المدارس وموضوع الميزانية للأقسام الداخلية والتلكؤ في هذا الجانب وكيف أن وزرائه لم يأخذوا بأوامره لكي لا تكون مثل هذه الإنجازات محسوبة ومثبتة من الرصيد الإيجابي لحكومته وعرفنا بأنه يشير بذلك الى السيد وزير المالية في حينه لكونه من جهة أُخرى وكان السيد المالكي متحمساً لحكومة الأغلبية لكي تكون على المحك وتتحمل المسؤولية كاملة عن كل الإخفاقات والإنجازات ولمح بأن حكومة الأغلبية هي التي تستطيع أن تعمل وتقدم الخدمات وتأخذ بالبلد إلى بر الأمان .
ومما لا شك فيه أنه خلال الفترة السابقة قد تم إختبار أداء الكفاءة لحكومة الشراكة الوطنية والتوافق والمحاصصة وعدم إلغاء المكون الآخر أو الجهة الأخرى ، وبما لا يقبل الجدل أو الشك أن ذلك النموذج من الحكومة قد أثبتت فشلها في كل الميادين التي تهم الوطن والمواطن ونشهد بأن مثل هكذا حكومة قد أثبتت كفاءة عالية في صرف وضياع المئات من مليارات الدولارات في أبواب لم ينزل بها قانون أو دستور وفي أنفاق مظلمة لا يعلم بها إلا من له إلمام بفن العوم والصيد في الماء العكر .. حيث الوزراء من جهات وأطراف وطوائف مختلفة يأخذون المسائل بالطول والعرض تبعاً لما تملى عليهم الأوامر من قبل قادة أحزابهم وكتلهم وطوائفهم سواء كان سلباً أو إيجاباً وعلى حساب المواطن وليس للسيد رئيس الوزراء دخل في عمل الوزارة الفلانية أو غيرها ، لكون الوزير ليس من قائمته وهذا هو حال العراق منذ بداية العصر البراريمري الجليدي وإلى الآن .. ولم يكن حظ الشعب من كل هذا غير الغٍبات والمعاناة والدماء البريئة والخدمات الرديئة والإهمال والغياب الكامل عن كل ما هو أهل له .
واليوم حيث ندخل سنة أخرى من عمر التغيير في العراق بعد التاسع من نيسان 2003 فإن ما يحدث في المؤسسة الوزارية في العراق شيء لا يصدقه العقل والمنطق .. في يوم يعلن وزراء القائمة العراقية تعليق حضورهم لجلسات مجلس الوزراء والإستمرار في متابعة أعمال وزاراتهم في مكاتبهم الوزارية خدمة للصالح العام ، ومن جانبه يعلن رئيس الوزراء منحهم إجازات إجبارية إن لم يحضروا جلسات مجلس الوزراء ... ثم يعود الوزراء إلى مواصلة أعمالهم ولا ندري من كان المستفيد من هذه العملية وعلى حساب مَن ، وفي يوم آخر يعلن وزراء التيار الصدر مقاطعتهم لكل جلسات مجلس الوزراء ويعلن رئيس الوزراء بأنه سيعين وزراء آخرين محلهم فيتم التهديد لكل شخص يحل محل هؤلاء الوزراء المقاطعين للجلسات ، واليوم حيث أعلن الوزراء الكرد مقاطعتهم وتعليق أعمالهم وقرار رئيس الوزراء بمنحهم الإجازات الإجبارية حيث الجهود متواصلة والتصريحات نارية بين بغداد وأربيل حول مجمل الأحداث ليعلن السيد محمود عثمان السياسي الكردي المخضرم والنائب الكردي البارز في البرلمان العراقي بأن الطرف الكردي أبلغ السيد المالكي بأنه لا حوار معه لإنهاء الأزمة بين بغداد وأربيل قبل إلغائه الإجازة الإجبارية التي فرضها على الوزراء الكرد وإسناد حقائبهم إلى وكلاء من كتل أخرى .
هل كل ما يجري سببه قناعة رئيس الوزراء بضرورة أن تكون هناك حكومة الأغلبية وإذا كان مؤمناً إلى هذا الحد بحكومة الاغلبية فلماذا وافق أصلاً على تشكيل حكومة الشراكة الوطنية العرجاء والتي لم تسمي لحد الآن بعض وزرائها كوزير الداخلية والدفاع .. إنه مشهد يصيب الناظر إليه بمرض عمى الألوان هو عدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها التي يمكن أن يميزها الآخرون
والذي يعرف علمياً ( سكماتزم ) .. هذا المشهد من الديمقراطية العرجاء والسلطة العرجاء والإدارة العرجاء مشهد قل ما يشهده الكون إلا في فترات متباعدة من السنوات مثل بعض الظواهر الفلكية كظاهرة الكسوف والخسوف أو تحطيم بعض النيازك ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة