الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهي مصلحة الشيعة في معادات الدول الكبرى ؟

شاكر حسن
(Shaker Hassan)

2013 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ما هي مصلحة الشيعة في معادات الدول الكبرى ؟
شاكر حسن
من اهم واجبات القيادة الصالحة الحكيمة الواعية سواء اكانت هذه القيادة سياسية او دينية او اجتماعية، هي العمل بكل جد واخلاص على تحقيق مصالح ورفاهية اتباعها، سواء اكانت هذه المصالح سياسية او اقتصادية او علمية وبكل الوسائل المشروعة الممكنة، إلا انه، ومع الاسف الشديد، نرى ان غالبية قادة الشيعة تعمل منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم بعكس هذا الاتجاه مسببة لأتباعها االمآسي والحرمان والعزل والالاف من الشهداء والمعوقين والأرامل والايتام والدمار والخراب لمناطقهم ومدنهم، في الوقت الذي تعمل القيادات الاخرى لصالح أتباعها.
فبعد احتلال الدولة العثمانية للعراق والذي دام اكثر من 400 سنة اذاقوا الشيعة فيها اقسى انواع الاضطهاد والتنكيل والتمييز، ومن ذلك على سبيل المثال، عدم السماح للشيعي التوظف في دوائر الدولة وعدم السماح لهم بالدراسة في المدارس الحكومية على قلتها آنذاك. أما الكلية العسكرية وكلية الشرطة فكانت مغلقة تماما في وجوههم، حتى وصل الامر باحد سلاطينهم ان قرر ان يبيد الشيعة في العراق عن بكرة ابيهم ووضع خطة بذلك، لا مجال هنا لذكرها، الا انه تم كشفها في الوقت المناسب، بالاضافة الى فرض رسوم على كل من يرغب في زيارة العتبات المقدسة وغيرها الكثير. ولكن المفارقة، عند اندلاع الحرب العالمية الاولى سنة 1914 بين قوات التحالف ودول المحور والتي كانت الدولة العثمانية جزء من هذا المحور، ودخول القوات البريطانية العراق، قام زعماء الشيعة آنذاك بالوقوف مع الحكم العثماني الطائفي المتخلف والدفاع عنه وإعلان الجهاد ضد القوات البريطانية بدلا من الوقوف على الحياد على الأقل، بالعكس تماما من بقية قادة مكونات الشعب العراقي الاخرى والتي وقف اغلبها اما على الحياد او عمل مع الاحتلال البريطاني لتحقيق مصالحهم ومصالح اتباعهم بعد ان شعروا بان الدولة العثمانبة في طريقها الى السقوط، على الرغم من المكاسب والامتيازات والمنافع والمناصب والعطايا التي كانوا يحصلون عليها من الاحتلال العثماني. وكانت النتيجة خسارة كبيره للشيعة، حيث استشهد وجرح وشرد الآلاف. والاكثر من ذلك حرمانهم وابعادهم عن سدة الحكم والذي استمر 80 عاما، على الرغم من انهم يشكلون الاغلبية المطلقة، حيث امتدت آثار ذلك حتى الوقت الحاضر. بينما استفادت المكونات الاخرى من كلا العهدين العثماني والبريطاني.
وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ضد حكومة الشاه عام 1978 بقيادة الزعيم الراحل الامام الخميني، والتي تعتبر اعظم ثورة شعبية في العصر الحديث، قام زعماء الثورة برفع شعار الموت لأمريكا، الموت للإتحاد السوفيتي، والموت لإسرائيل في تحدي واضح وحرب ضد هذه الدول، وتم احتلال السفارة الامريكية في طهران وتهديد ووعيد دول المنطقة بتصدير الثورة اليهم مما خلق للثورة عداءً كثيراً من دول العالم، وإظهار الشيعة كمتطرفين ضد الديمقراطية والحضارة الغربية، حيث حركوا النظام الصدامي وساعدوه بمختلف الطرق لشن حربه عليهم والتي استمرت 8 سنوات خلفت خلالها اكثر من مليون شهيد واكثرمن مليون جريح ومعاق من كلا الجانبين حسب تقديرات الامم المتحدة، الغالبية العظمى منهم شيعة، حيث تعمد النظام الصدامي وضع الشيعة العراقيين في الجبهات الامامية للحرب مع ايران، بالإضافة الى الخسائر المادية الهائلة والتي كلفت الشعبين الكثير. كل ذلك بسبب عدم العقلانية والحكمة في اتخاذ القرار بتحدي العالم وخاصة الدول الكبرى بدون التفكير بالعواقب والمآسي التي ستلحق بشعوبهم .
وتكررت نفس الحالة في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري االشمولي عام 2003 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، حيث قام بعض قادة الشيعة بأعلان الحرب ضد هذه القوات بالتزامن مع تنظيم القاعدة واتباع النظام الصدامي، الذين يكنون للشيعة اقصى انواع العداء والحقد والتمييز وينعتونهم بشتى النعوت والاوصاف البذيئة والتي يعرفها الجميع، مما تسبب للشيعة الكثير من الضحايا والمآسي .
فإذا كان اتباع النظام الصدامي والمستفيدين منه لهم العذر في مقاومة من اسقط حكمهم الطائفي والعنصري والمناطقي، وحرمهم من الامتيازات الكثيرة التي كانوا يتمتعون بها، فما هي مصلحة الشيعة في مقاومة القوات التي انقذتهم من اقسى نظام دكتاتوري عرفه التاريخ ووفرت لهم الحرية والديمقراطية والمشاركة الفعالة في الحكم وصنع القرار؟ وهل كان هناك أمل ولو 1% من ان يسقط هذا النظام بغير هذه الطريقة، على يد الشعب العراقي مثلا ؟
ان اكثر من 95% من العمليات الارهابية التي تحدث في العراق منذ سنة 2003 ولحد الآن هي عمليات ابادة جماعية ضد الشيعة بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى. وبعد كل عملية ارهابية، يخرج علينا الاخوة في التيار الصدري بتصريح يتهم فيه القوات الامريكية بالقيام بها، عندما كانت متواجدة في العراق، وكذلك تخرج تصريحات اخرى من قادة جمهورية ايران الاسلامية وقادة حزب الله يتهم، بدون دليل ولا منطق، القوات الامريكية وإسرائيل بذلك. وهم بذلك يؤدون خدمة كبيره ومجانية لأ لد اعداء الشيعة وهم التكفيريون واتباع الانظمة السابقة عن طريق:
1 – تبرئة هؤلاء التكفيرين والبعثيين الصداميين من سفك دماء الشيعة.
2 – الصاق التهمة بالقوات التي ازاحت حكمهم وحررت الشعب العراقي من ظلمهم.
3 – ارباك الوضع الجديد وخلق حاله من الفوضى وعدم الأمان للأساءه للنظام الجديد.
مما لاشك فيه يحاول اتباع الانظمة الحاكمة السابقة التي حكمت العراق، استرجاع ملكهم الذي فقدوه في سنة 2003 بكل الوسائل غير الشريفة منها:
- الافتراءات الكثيره الكاذبة على النظام الجديد وقادته .. ومنها حتى العمليات الإرهابية التي هم يقومون بها يتهمون بها الحكومة لأن يترأسها شيعي.
- القيام بالاعمال الارهابية العشوائية وخلق حالة من الفوضى وانعدام ألامن وتخريب اقتصاد البلد بكل الوسائل الممكنة .
- قيام بعض قادتهم بزيارات عديدة لدوائر القرار السياسي في أمريكا والدول الاوربية ووعودهم لهم بتقديم كافة المنافع والتسهيلات خاصة الاقتصادية في حالة مساعدتهم على استرجاع السلطة ومن هؤلاء طارق الهاشمي وعدنان الدليمي واسامة النجيفي ومحمد الدايني وغيرهم .
ان الشيعة يتعرضون للإبادة الجماعية والإقصاء والتهميش والحرمان والتمييز في اغلب الدول التي يتواجدون فيها. ففي العراق وباكستان وافغانستان تحصد العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة ارواح المئات من القتلى والجرحى بين فترة واخرى. وفي البحرين والسعودية يمارس ضدهم اقسى انواع التمييز والتهميش والإهانة والحرمان من حقوق المواطنة.
لذلك اعتقد انه من المهم جدا ان يتصرف قادة الشيعة السياسيين والدينيين والمثقفين بكل حكمة وتعقل بما يعود بالنفع على اتباعهم وذلك بالاستفادة من كل الظروف والامكانيات المتاحة لتحقيق هذا الهدف النبيل، وعدم الدخول في مغامرات وعنتريات لا تجلب لهم ولأتباعهم سوى المزيد من المتاعب والمشاكل والحرمان، والتي عانينا منها الكثير والكثير، فبدلاً من ذلك نرى من الحكمة إقامة علاقات متوازنة مع الدول الكبرى وغيرها من الدول، والاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي التي لديها في مختلف المجالات، بالاضافة إلى استغلال النفوذ الكبير التي تتمتع به هذه الدول عالميا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص