الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط بغداد أم سقوط صدام ؟!!!

مروة المظفر

2013 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



أكره هذا اليوم بشدة لست لأني من فلول النظام السابق فمع الأسف كلما يبدي المرء رأيه بهذا الموضوع يتهموه بأنه من المستفيدين من نظام صدام ..ولكن كرهي لهذا اليوم بسبب تباين اراء ابناء وطننا حول هذا الموضوع الى درجة الخلاف والغضب والعداء ليثبت هذا التصرف ان الاحتلال والغزو او التحرير من الدكتاتورية او اية تسمية اخرى قد يكون جلب الحرية بالتعبير ولكنه لم يجلب لنا احترام راي الاخر حتى لو كان مخالفا لرأينا ..واكبر دليل ما حدث لمقرات بعض الصحف العراقية في بغداد والاعتداء على الصحفيين بالضرب والاهانة..اتعتقدون ان ما جرى بعد عام 2003 جلب لنا الديمقراطية فقط ؟ فكم من صداقات انتهت وصدقوني ان قلت لكم كم من بيوت هدمت بسبب الطائفية التي لم نكن نعرفها قبل عشر سنوات ..انا لست مع النظام السابق ولا الحالي الان ..لان ما يجري في العراق لا يمكن تحمله على الاطلاق او التغاضي عنه ..ولكني ضد الذي يحدث ضد الاحتفال بيوم دنس فيه الاحتلال ارض بلادنا الطاهرة تحت اي مسمى كان ..فمن الجنون تصديق ان الامريكان صرفوا اموالا لا تعد ولا تحصى وغامروا بأرواحهم للدخول الى العراق من اجل شعبه ومن اجل تخليصه من النظام السابق ..الدبابة الامريكية لم تكن تسير على ارض العراق بل على اجسادنا وقلوبنا التي نزفت دما ونحن نشاهد هذا المنظر الذي لا يستطيع العقل استيعابه ولم تستطع هذه السنوات التي مرت ان تنسيني هذا المشهد ..غصة في القلب والم يتجدد كلما يمر علينا هذا اليوم واحساس الشابة المراهقة الغاضبة الذي راودني قبل عشر سنوات وبكائي وصراخي ما زال في بالي ..كنت اسال نفسي عندما ارى الفرحة في وجوه قليل من الناس في يومها ..ما بهم هذه كتبي المدرسية هذا هو التاريخ يثبت ان هذا استعمار ..أيعقل ان يصدق الناس ان هؤلاء يحبوننا وجاءوا لإنقاذنا ؟!!!!
عندما كنا صغارا تربينا على حب صدام او بابا صدام كما كان يعلمنا اهلنا ..كنا صغارا لا نعرف شيئا عن السياسة كنت ارى الحب لصدام في عين ابي وامي هذا ما كنت اظنه الى ان كبرت وعرفت انه ليس حبا بل خوفا منه ...لا زلت اتذكر عندما تمزقت قليلا الورقة الاولى لكتبنا المدرسية التي عادة تكون فيها صورة لصدام كيف كانت الحيرة تنتاب والدتي وماذا تفعل هل تمزقها ام تحاول لصقها ..نعم الكل كان يخاف النظام السابق واعلم ان لا احد كان يجرؤ الا ما ندر كتابة موضوع ينتقد فيه الرئيس السابق ونظامه لانه يعلم ان نهايته الحتمية الموت ..ولكني ايضا كنت اذكر اني اخرج مع عائلتي بأمان لم اكن اسمع صوت طائرات وانفجارات ولم يكن موجود في قاموسي كلمة عبوة ناسفة وسيارة مفخخة وإرهاب لم اكن اعرف ما معنى سنة وشيعة وشبك وكرد وعرب ووووووو...الخ كنت ارى الدم واعمال العنف في فلسطين فقط كنت ابكي على ذلك الطفل المسكين محمد الدرة الذي غرق في دمائه ..وينتابني الحزن لان اطفالهم لا يستطيعون اللعب والمرح مثلي ..اما اليوم ها انا اكتب نعم وبحرية على حسابي في الفيس بوك وعلى مواقع الكترونية عدة ..ولكن ما الجدوى من قراءة هذه الاسطر دون ان ياخذها المعني بالكلام بعين الاعتبار ..ما الجدوى منها ونحن نكتب ونستنكر ونشجب اعمال العنف المتكررة والدماء التي اريقت والاطفال الذين شُردوا وكثرة الارامل واليتامى في العراق والبطالة وقلة الخدمات والفقر ووووو...الخ دون ان يحاول المعنيون ان يحققوا ولو جزء يسيرا من طلباتنا ...
اذا كانت فلسطين تعرف من تحارب وتعرف من يقتل ابناءها فنحن لم نعد نعرف من يريق دماءنا وان كانت دموعنا انهمرت على محمد الدرة فاليوم هناك ملايين من محمد الدرة في عراقنا غرقوا بدمائهم دون ذنب ..
نعم اقولها بصراحة اكره هذا اليوم لان الشعب العراقي ينقسم فيه الى قسمين بين مؤيد وبين رافض ..اكره هذا اليوم فالحرية تم فهمها بالشكل الخاطيء ولم نتعلم بعد ان اختلاف الاراء ليس معناه ان نكون اعداء ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ 33 في المنامة|


.. أردوغان: لا توجد مشاكل غير قابلة للحل بين تركيا واليونان| #م




.. رئيسة مقدونيا تشعل خلافًا دبلوماسيًا مع اليونان بسبب كلمة..


.. تفجير مسجد ومدرسة بواسطة مسّيرة إسرائيلية في قطاع غزة




.. نائب وزير الخارجية الأمريكي: هناك خلافات بين الولايات المتحد