الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقاعة تنتصر

ساطع راجي

2013 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هاهو رئيس الوزراء يستجيب لمطالب المتظاهرين الذين وصفهم يوما ما بـ(الفقاعة)، والاستجابة تعلقت تحديدا بمطالب سبق لوزراء ونواب ومقربون من رئيس الوزراء أن نظموا تظاهرات ضدها واعتبروها غبنا لضحايا النظام البائد الذين يشكل أعضاء حزب الدعوة رقما مهما بينهم، لقد استجاب رئيس الوزراء نوري المالكي لما كان يعتبره خطا أحمر لايمكن تجاوزه من أجل صفقة سياسية يريد عقدها مع نائبه صالح المطلك تهدف أولا لشق القائمة العراقية والتمهيد لتحالف قد يساعد المالكي في الحصول على ولاية ثالثة، وجاءت الصفقة بهدف احراج المتغيبين عن مجلس الوزراء ولإرغام العراقية على العودة الى البرلمان لتمرير التعديلات الخاصة بالمساءلة وفدائيي صدام والمخبر السري، لكن المشاكل التي لايريد المالكي التعامل معها فعلا هي إن التظاهرات رفعت سقف مطالبها حتى مع انقسامها والاهم ان شرخا حقيقيا وهائلا أصاب المجتمع العراقي بسبب التحشيد الطائفي الذي ساهم ائتلاف دولة القانون بجزء منه عندما اعتبر مطالب المتظاهرين ذات صبغة بعثية قبل ان يقدم رئيس دولة القانون وبعد مئة يوم من التظاهرات على الاستجابة للجزء البعثي تحديدا من المطالب، وكانت الاستجابة في توقيت بعثي بامتياز حيث عقدت جلسة مجلس الوزراء التي اقرت تعديلات المساءلة في ذكرى تأسيس البعث وقبل يومين من سقوط نظام صدام وكأن في الخطوة نوعا من الترضية والاهم انها تزامنت أيضا مع اعدام نظام صدام للسيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة.
المالكي لم يهتم كثيرا بالتعامل مع مطالب المتظاهرين بل راهن على الزمن والمشاعر الطائفية في مجابهتها لكنه خضع لتلك المطالب عبر بوابة المطلك عندما تعلق الامر بتنافس سياسي واحراج خصوم حتى لو كان في توقيت الاستجابة احراج وفيها انقلاب على جمهوره الذي تظاهر دعما له ضد تظاهرات المحافظات الغربية، حتى لو كانت الاستجابة جاءت بصيغة انتصار للفقاعة، المهم كان الخصومة السياسية والعناد، وهي كفيلة بارتكاب أخطاء فادحة وتؤدي الى صفقات غير مضمونة سيتضح فيما بعد انها سريعة التلف.
هناك من يدافع عن القرارات التي اتخذها المالكي فيما يتعلق بالبعثيين على انهاء خطوة تنسجم مع الطبيعة الانتقالية لقانون المساءلة جزئيا هذا الكلام سيكون صحيحا لو اننا طوينا المرحلة الانتقالية التي تتضمن استنكار وادانة اعضاء مؤسسات النظام السابق لجرائم ذلك النظام وانسحابهم من كل عمل سياسي معادي وغير دستوري للنظام الجديد والاهم هو ان يكون هناك اعتراف بما تم ارتكابه وان يحصل ضحايا النظام السابق على حقوقهم وبالتالي فإن طي صفحة المرحلة الانتقالية هو نتاج لعملية مصالحة بين الجلاد والضحية وهو ما لم يحصل حتى الان بل ان الجلاد اما ينكر الجرائم او يدافع عنها، لكن المالكي تجاوز كل ذلك ورضخ للفقاعة (كما وصفها هو نفسه) من اجل مناورة سياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة