الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات على هامش الثورة

سعيد هادف
(Said Hadef)

2013 / 4 / 9
الادب والفن


الثورة التي تجلت في سيدي بوزيد،
تنازعتها الأهواء
.....
هي ذي، ترتدي التنورة والبرقع،
تتخبط في اللاتجاه..
تاهت على تخوم من زخرف القول


الثورة التي اشتعلت في وجه الطاغية
الثورة التي اشتعلت أحلاما في قلوب الثوار
تلك الثورة، ومن فرط ابتلاعها لحبوب الهلوسة،
نسيت وجه الطاغية ووجه الطغيان
هي الآن تلتهم بحرائقها أحلام الثوار
وكانت بردا وسلاما على الطغيان

الثورة التي تجلت في شارع مهجور؛
أقصد شارعا هجرته الحضارة،
انقض عليها الرعاع،
السفهاء والغوغاء
وعلى فراش الاغتصاب طرحوها قربانا للطاغية،
طرحوها وهم يرفعون شارة النصر


قال القرصان:
راقبوها... راقبوا الثورة
وحَوْلها،
انْصبوا الفخاخ


القرصان لم يهدأ له بال،
حتى اطمأن على معجم الثورة،
وطبخ المفردات القابلة للاستهلاك السريع
طلاسم وتعاويذ مضادة للثورة
ابحثوا في لغات العالم عن "الثورة المضادة"
لن تجدوا هذه العبارة العجيبة سوى في القاموس العربي


أيتها الثورة...
لا تثريب عليك
الرحلة إلى الحلم الوردي تم تأجيلها
المسافات تبددت
قدماك، أيها الثائر، فارغتان من الخطى
وماضيك يرفض أن يمضي


ذلك البلد الذي ثرنا من أجل استرداده موفور الكرامة والحريات،
ذلك الحلم الوردي الذي عشفناه حتى الجنون،
دس فيه القرصان خلايا نائمة من الألغام لايعرفها الثوار
القرصان وحده يعرف متى يوقظ خلاياه كي تنفجر الألغام بكفاءة عالية،
وينفجر هو ضحكا من غبائها اللامع
القرصان وحده يعرف متى ينزع الفتيل


البوعزيزي كان القطرة التي أفاضت كأس الثورة،
والشعرة التي قصمت ظهر النظام، ذلك البعير الذي ظل مطية الأوغاد
الثورة ازدهرت كبستان ياسمين
القرصان الذي يعرف من أين تؤكل كتف الثورة،
يسعى حثيثا لامتلاك الكأس،
وحرق الياسمين،
وإعادة البعير إلى حظيرة الأوغاد

تيفنتورين، ملحمة من البهتان؛
عاصفة في فنجان
خرافة لاتصلح حتى لـحكايات "كان يا ما كان"
خرافة من الدخان والدماء والذهول،
أبدعها القرصان
لحاجة لا نعلمها
لكننا نعلم أنها من صنيعة الشيطان
ونعلم هوية الشيطان
الذي يحتكر الثروة والسلطة
ويفسد في المكان والزمان
من أبطالها الأعور الذي يرى
والذي كلما قتلته الصحافة،
انبعث بفضلها من الثرى
يا هل ترى
يا هل ترى
يا روزماري دفيس،
وأنت تمدحين الفاشلين،
هل تعرفين
الذي جرى في تيفنتورين؟؟

الثورة التي صاحت بلسان فصيح
الثورة التي شبت بكامل عنفوانها وبهائها
في سيدي بوزيد
في بنغازي
وفي ميادين التحرير
تبدو الآن متلعثمة
لا تقوى على نطق الكلمات المؤسسة للتغيير
بل تخجل من تهجيتها:
الحريات
الحقوق
الديمقراطية
العلمانية
الشفافية
الجهوية
الحكم الذاتي
الفدرالية
عجبا، كيف لمن يثور على الظلم أن يرتعب من هذه الكلمات؟؟
كيف لمن يكره الظلام أن يرتعب من النور؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى