الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-

ناظم الماوي

2013 / 4 / 10
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حزب لينيني أم سفينة نوح ؟

مقتطف من الفصل الثاني من كتاب" الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"


" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"

العدد 11

ناظم الماوي

الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف
( الجزء الأوّل من الكتاب) .

إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).

======
كلمة العدد 11:

فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.



الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .


" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."

( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .

============

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."

( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)

" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".

( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)

" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."

( لينين –" برنامجنا "-)

===========

" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".

( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)

--------------

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."

( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).


" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."

( ماو تسى تونغ )

---------------------------------

" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".

( ماو تسى تونغ- 1945)
===================================================

مقدّمة :

منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).

و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.

و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .

و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .

و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .

و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .

و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :

مقدّمة :

I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟

1- من هو الماركسي الحقيقي؟
2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟
3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟
4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟

II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟

1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟

III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟

1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟
2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟
3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟
4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟

VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.

1- عن الماركسية - اللينينية .
2- عن الإشتراكية العلمية .
3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات".
4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".

V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :

1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية.
2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة.
3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا.
4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.

IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :

1- تداخل مفزع فى المفاهيم.
2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية.
3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش .
4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية.
5- أوهام حول المجلس التأسيسي .

IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :

1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية.
2- الكفاح المسلّح.
3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.

IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :

1- بصدد ماضي هذا الحزب.
2- بصدد حاضره.
3- بصدد مستقبله.

خاتمة :

ملاحق :

1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة.
2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون!
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون.
جانفي 2013
==================================================
II - هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟


هنا أيضا لن نتطرّق إلى مختلف أوجه اللينينية فى علاقة بهذا الحزب الوليد و إنّما سنقتصر على أوجه أساسية معبّرة تسمح لنا بكشف النقاب عن حقيقة علاقة هذا الحزب باللينينية ، علاقة تنافر مثلما لمسنا آنفا مع الماركسية .

...


3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟

معلّقا على المؤتمر التوحيدي ، أفصح أحدهم : ألا ترون معى أنّ الحزب الذى أفرزه سفينة نوح . نعم نرى أنّ هذا المؤتمر مثّل و افرز سفينة نوح حيث ضمّ هذا الحزب الجديد إلى صفوفه أرهاطا متنوّعة من " الوطنيين الديمقراطيين" منحدرين من شتى المجموعات السياسية التى نشطت فى وقت من الأوقات و لمدد طويلة أو قصيرة تحت مسمّى الوطنية الديمقراطية و الأسماء التى يستدلّ بها على ذلك كثيرة و معروفة . فالمؤتمر أراد أن يكون توحيديّا لكافة الوطنيين الديمقراطيين و بالتالى فتح الحزب ذراعيه و أبوابه على مصاريعها لكلّ من هبّ و دبّ من الإنتهازيين ، لكلّ من إدعى و يدّعى الوطنية الديمقراطية ( مع إستثناءات نادرة جدّا ). لا قراءة لتاريخ " الخط" و لا مبادئ شيوعية توحّدهم ، فقط إنتماء تاريخي و طريق إنتخابي ديمقراطي برجوازي قد يعيه بعض القادة و قد لا يفقه البقية شيئا من تضاربه مع الماركسية – اللينينية .

و تشكّلت القيادة الحالية بصورة توافقية و ليس بالإنتخاب ،" من كلّ زوجين إثنين" ، من حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار التوحيد) ، إضافة إلى عناصر يقال إنّها مستقلّة أي لم تنتمى لهذين الحزبين ، وذلك فى تضارب تام مع النقطة 24 من الفصل التاسع من " النظام الداخلي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " الذى صادق عليه المؤتمر :
" ضمان حرية التنافس بين المترشّحين إلي الهياكل الحزبية القيادية و حقّ الناخبين فى الإعتراض عليهم أو مطالبتهم بتوضيح آرائهم و مواقفهم تجاه أيّة قضية ".

يتشدّقون بالديمقراطية ( البرجوازية ) و فى مؤتمرهم التوحيدي لا يطبّقونها حتى بل يكرّسون التعيين البيروقراطي فى سفينة نوح هذه . هذه فقط البداية !

و ننصرف إلى الوثيقة المخصّصة للهوية الفكرية و الطبقية و بالذات إلى جملها الأولى حيث يتمّ الحديث عن أنّ هذا الحزب هو تتويج نوعي لما راكمه هذا "الخطّ " من فكر سياسي و مرجعية نظرية...إلاّ أن واقع سفينة نوح يسفّه هذا الكلام إذ لم تحصل مراكمة بقدر ما حصل إفراغ لمقولات " الخط" و إنحراف به و تغيير لونه و تحويله من " خطّ " ثوري رئيسيّا إلى خطّ إصلاحي . أو إذا شئتم حصلت مراكمة لكن مراكمة ماذا ؟ مراكمة كمّية للإنحرافات و المواقف و السلوكات الإنتهازية الديمقراطية البرجوازية و الإبتعاد أكثر فأكثر عن الروح الثورية للشيوعية ما تسبّب فى تحوّل نوعي فى طبيعة هذه المجموعات المؤسسة للحزب الموحّد.

لقد جرت عملية تقليم أظافر و مخالب " الخطّ " و حقنه بجرعات متتالية من الديمقراطية البرجوازية بما يناسب دولة الإستعمار الجديد و العمل السياسي القانوني فى إطارها . مخالب الأسد و أنيابه إنتزعت و بات قطّا أليفا . نزعوا الروح الثورية " للخطّ " ، روحه الشيوعية الثورية متخلّين عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الثوري و من مكوّناته المشروع الشيوعي و الماركسية- اللينينية - الماوية و العنف الثوري و حرب الشعب و الحزب اللينيني و نقد التحريفية و الإصلاحية إلخ ، ليرتموا فى أحضان الإصلاحية و البيروقراطية النقابية و يقبلوا بدولة الإستعمار الجديد و بلعبتها الديمقراطية البرجوازية ، ديمقراطية الإستعمار الجديد قولا وفعلا.

و فى هذا السياق يمكن فهم إفراغ " الخط " من روحه الشيوعية الثورية و ذرّا للرماد فى العيون عدم تمسّك مؤسسي هذا الحزب إلاّ بالإسم " الوطني الديمقراطي" وبعض المقولات العامة لأواسط السبعينات و التى تقبل بها و ترضى عنها دولة الإستعمار الجديد و جيشها الذى كال له الأمين العام لهذا الحزب المديح ، له و لشرعية حكومتها التى يقدّسون جميعا كإصلاحيين ملتزمين بديمقراطية دولة الإستعمار الجديد شرعيتها الإنتخابية .

سفينة نوح هذه جمّعت الكثير و الكثير من العناصر الإنتهازية الشهيرة فى عدّة حقول و قلّة قليلة من العناصر النزيهة المغرّر بها أو التى جرفها التيار و لم تفهم الرهان ؛ سفينة نوح وحّدت عناصرا كانت تتقاتل أشدّ القتال من أجل نيل رضى البيروقراطية النقابية ، عناصرا باعت قضايا العمّال و عقدت تحالفات مشبوهة و عاشت و تعيش حياة برجوازية و من الأفكار حملت أساسا أفكارا برجوازية و سلوكها سمته الرئيسية برجوازي ليبرالي و نحو ذلك كثير و خطير...

هل خاضت صفوف هذا الحزب فى المؤتمر التوحيدي فى تاريخ الشيوعية و فى التجارب الإشتراكية و قيمتها و إستخلصت الدروس الإيجابية منها و السلبية ؟ لا وثيقة من وثائق المؤتمر إياه تعكس ذلك أو تشير إليه. هل قيّمت حاضر الحركة الشيوعية العالمية و صراعاتها ؟ لا أثر لهذا فى وثائق المؤتمر . هل خاضت فى تاريخ " الخطّ " ( و لا نودّ هنا الخوض فى معنى هذا المصطلح و إستعمالاته) و قيّمته و إستنتجت منه عبرا و دروسا سياسية و إيديولوجية إلخ؟ لوائح المؤتمر و وثائقه الأخرى تشهد بعدم القيام بذلك .

و إذن نخلص إلى إستنتاج أنّ مؤسسي هذا الحزب أفرغوا " الخطّ " من الجانب الإيديولوجي و السياسي الذى قد يشكّل بالنسبة لهم قنابلا قابلة للإنفجار فى وجوههم فى أية لحظة و قادرة على تفتيت الوحدة غير المبدئية أصلا ، سالكين سياسة النعامة تجاه أمهات القضايا الإيديولوجية و السياسية من وجهة النظر البروليتارية و ملؤوا الإطار المفرغ من الروح الثورية بأوهام ديمقراطية برجوازية محافظين على قشرة " الوطني الديمقراطي". إنّهم أشبه بالتجّار و رأس مالهم هو تاريخ " الخطّ" و كبعض التجّار أيضا يعرضون بضاعة على أنّها طازجة و نضرة إسمها " وطني ديمقراطي " للإغراء و لماّ نمعن النظر فيها من كلّ الجهات نجدها مغشوشة فاسدة .

أمّا اللينينية فمن سفينة نوح و سياسة النعامة براء. و منذ قرن وعقد تقريبا ، أعلن لينين فى "ما العمل؟ " :

1- " ونحن نعلن : " قبل أن نتحد و لكيما نتحد ينبغى فى البدء أن نعين بيننا التخوم بحزم ووضوح ".

2- " ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية لسنوات طويلة ، طويلة جدا."


وتتكرّر فى وثائق هذا الحزب الإصلاحي صفة الطليعي التى يحاولون إلصاقها به ما يملي علينا قول إنّ الحزب الموحّد بمكوّناته و خطّه الإيديولوجي و السياسي التحريفي المناهض للماركسية -اللينينة ، لا يسعه أن يكون حزبا طليعيا فالحزب الطليعي لينينيا هو الحزب الشيوعي و الحزب الموحّد ليس شيوعيّا و لا يمكن للأسباب المذكورة أعلاه أن يكون شيوعيّا. و " لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلاّ حزب يسترشد بنظرية الطليعة "( لينين :" ما العمل؟ ") أي علم الثورة البروليتارية العالمية ، علم الشيوعية.

و بعد إماطة اللثام هذه عن جوانب من حقيقة هذا الحزب، نتوقّع أنّ بسمة القرّاء الفطنين الناعمة ستنقلب إلى قهقهة عاصفة عندما يستمعون إلى الحزب الموحّد يقول إنّه حزب ماركسي – لينيني و حزب طليعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات للرأي تظهر أن حزب العمال حقق فوزا كبيرا في الانتخا


.. استطلاعات رأي تكشف عن انتصار ساحق لحزب العمال في الانتخابات




.. كلمة الأستاذ محمد سعيد بناني في تأبين الراحل عبد العزيز بنزا


.. نتائج غير رسمية تشير إلى فوز حزب العمال البريطاني في الانتخا




.. كلمة الأستاذ محمد صديقي في تأبين الراحل عبد العزيز بنزاكور