الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟

عليان عليان

2013 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟

بقلم عليان عليان

من يتابع تطورات الأمور ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويرصد الحراك الشعبي ، ضد الاحتلال الإسرائيلي ، يتبين له بوضوح ، أن كل العوامل اللازمة ، لتفجير انتفاضة ثالثة موجودة وبقوة ، وأنه لا ينقصها عود الثقاب لإشعالها.
فأولاً : وقبل كل شيء ، فإن مسلسل الإجرام الذي يرتكبه الاحتلال ضد أسرانا البواسل ، كفيل لوحده ، أن يلهب نار الانتفاضة الثالثة إذ أنه وخلال أقل من شهر ، قدمت الحركة الأسيرة شهيدين على مذبح حرية الوطن والشعب ، وهما الأسير الشهيد عرفات جردات والأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية ، في حين يخوض الأسير سامر العيساوي ، أطول إضراب في التاريخ ، عن الطعام ، من أجل الحرية ، وباتت حياته مهددة بين لحظة وأخرى ، بعد أن تحول إلى هيكل عظمي ، وفقد معظم وزنه.

واللافت للنظر ، أن سلطات الاحتلال لا تقيم وزناً لأي مناشدات للتخفيف من معاناة الأسرى ، بعد أن باتت مطمئنة ، بأن السلطة الفلسطينية ليست معنية في هذه المرحلة ، بمتابعة الانضمام ، للهيئات المتفرعة عن الأمم المتحدة وغيرها ، لجهة التوقيع على اتفاقية روما ، المتعلقة برفع دعاوى ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين ، ولجهة التوقيع على اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة المتعلقة بالأسرى ، وحماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال .
ومصدر اطمئنان الاحتلال ، أن السلطة الفلسطينية في إطار تسهيلها لمهمة وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري ، لتنشيط المفاوضات وتوفير شروط إنجاحها ، قررت تأجيل متابعة الانضمام للاتفاقات سالفة الذكر لعدة أشهر ، علماً أن كيرى ، في زيارته الأخيرة لرام الله لم يستجيب لمطالب الجانب الفلسطيني، بشأن وقف الاستيطان ، ومرجعية الشرعية الدولية فيما يتعلق بالعودة إلى حدود 1967 ، وإطلاق سراح الأسرى ، وراح يعرض رشا رخيصة من أجل عودة المفاوض الفلسطيني للمفاوضات ، مثل الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية ، والسماح للفلسطينيين في البناء في المناطق المسماة (C) في الضفة ، ومنح نوع من النفوذ الإداري للسلطة الفلسطينية ، في هذه المناطق .
وثانياً : أن الاستيطان ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدس قطعً شوطاً خطيراً ، بحيث باتت المناطق ، الخاضعة لسيطرة السلطة وفي حوزة الفلسطينيين ، بمثابة جزر معزولة محاطة من كل حدب وصوب ، بالكتل الاستيطانية الكبيرة والمواقع الاستيطانية ، التي أصبحت مضمومة عملياً ، للكيان الصهيوني ،من خلال جدار الضم والتهجير العنصري .
وللتذكير فقط ، فإن العدو الصهيوني ، صادق على بناء ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية ، منذ مطلع العام الحالي في القدس ومحيطها ، وفي الضفة المحتلة .
ثالثا: أن ما يسمى بعملية السلام - التي استثمرها العدو أبشع استثمار كغطاء للتهويد والاستيطان وللتنكيل بأبناء شعبنا - ماتت على أرض الواقع ، لكن يصر الجانب الفلسطيني ، على التمسك بها بدلاً من طرح البدائل المطلوبة ، وهي كثيرة وعلى رأسها عدم كبح جماح المقاومة ، والوحدة الوطنية الحقيقية ، وليس وحدة المحاصصات ، التي لا تمت للمصلحة الوطنية العليا .
وإصراره هذا ، مرتبط بمرجعية ( لجنة المتابعة العربية ) التي أقل ما يقال عنها ، أنها تلعب دور المسهل ، - -Facilater بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للعدو الصهيوني ، للتمادي في الإجرام والتهويد والاستيطان من خلال إصرارها ، على الاستمرار ، في طرح مبادرة السلام العربية رغم أن العدو الصهيوني ، لم يتوان عن رفضها واحتقارها ، ومعارضتها ، عبر طرح شرط " الاعتراف بيهودية الدولة ".
رابعاً : كما أن الأوضاع الاقتصادية ، للأهل في الضفة الغربية تزداد سوءاً ، جراء الحواجز ، والاستيطان ، والجدار ، وجراء مفاعيل أوسلو الاقتصادي ، الذي وضع عنق الاقتصاد الفلسطيني ، تحت تهديد السكين الإسرائيلي .
وجراء الإذلال ، الذي تمارسه الدول المانحة ، من أجل أن تتمكن السلطة من دفع رواتب ، ما يزيد عن مائة وخمسين ألف موظف فلسطيني يعملون في مختلف المؤسسات .
وجراء الدور المهين والمبرمج ، الذي يمارسه النظام العربي الرسمي لتركيع الشعب الفلسطيني ، بتوجيه من الإدارة الأمريكية ، وقد تبدى ذلك في عدم التزام هذا النظام ، بما قطعه على نفسه ، في قمتي سرت وبغداد ففي الأولى قرر دفع (500 ) مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية ، ولم يصل سوى أقل من (5) في المائة وفي قمة بغداد ، قرر توفير شبكة أمان شهرية ، للسلطة الفلسطينية بواقع (200 ) مليون دولار شهريا ، لكنه نكث بقراراته ، نزولاً عند الإملاءات الأمريكية ، حتى يعود الجانب الفلسطيني للمفاوضات ، بدون أن ينبس ، ببنت شفة ، لا شروط ولا غيره .
ما تقدم من عوامل ، وفر الشروط لاندلاع الانتفاضة الثالثة ، التي بدأت نذرها تلوح في الأفق ، وصاعقها المفجر ، هو استشهاد الأسرى حيث أصبح إلقاء الحجارة ، على جنود العدو ، والمستوطنين ، وحرق الإطارات في الشوارع ، ومهاجمة الحواجز الإسرائيلية ، حدثاً مستمراً.
وقد بث التلفزيون الإسرائيلي ، تقريراً السبت الماضي ، حول تخوف الإسرائيليين ، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ، جاء فيه :" أنه ومنذ سنوات طويلة ، لم يشعر الإسرائيليون بالقلق ، حيال الجيل الفلسطيني الجديد ، الراشق للحجارة ، الجيل الذي يرفض أي حل مستقبلي " .
لكن الجانب الفلسطيني الرسمي ، يرفض بقوة ، اندلاع انتفاضة جديدة ارتباطاً ببرنامجه السياسي ، والأخطر من ذلك أن جزءاً من جماهير شعبنا ، قد لا يشارك في فعاليات الانتفاضة ، في حال اندلاعها ، بحكم التجربة السابقة ، في انتفاضتي الحجارة والأقصى ، اللتان استثمرتا بشكل سلبي ، ففي حين قبرت الأولى ، باتفاقات أوسلو ، طعنت الأخرى بخارطة الطريق ، في حين ذهبت التضحيات هباءً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل