الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحققت فرضية - الطيور على أشكالها تقع - في الأنتخابات العراقية ؟!

فرقد الخفاجي

2013 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى يعود دولاب الهواء في دورانه العمودي كعادته ولكن بحلته الجديده المزخرفة المنمقة الزاهية للعيان وما كاد أن وصل القمة حتى عاد خائباً يجر أذيال الفشل والهزيمة ! يدور ويدور ذلك الدولاب اللعين ولم يصل القمة حتى يعود ألى حيث بدأ ... هكذا هو حال السياسة والسياسيين في بلادنا !
تطل علينا أيام جديدة لأنتخابات جديده وبحلة جديدة وبوعود جديده وكل شيء نراه جديداً ألا الوجوه القديمة فمازالت نفس الوجوه التي ألفناها بل وسئمنا من رؤية البعض منها !! المسرحية مازالت قيد العرض والمشاهد تتكرر بسرد ممل للغاية وتتكرر الأحداث وتطول الفصول وتضاف أليها فصول جديدة وربما أن الممثلين ماعادوا يتذكرون الفصول الأولى للمسرحية أو ربما تناسوها ! ويتكرر كل شيء أمامنا ألا الممثلون فهم مازالوا هم بأعينهم ولكنهم يتبادلون الأدوار .... كنا نرى في السابق أن الممثل رهين القصة التي يتقمصها والدور الذي يؤديه ... فمرة نراه بطلاً صنديدا يدافع عن الحقوق المسلوبة ومرة نراه فقيرا شحاذاً يبحث عن لقمة عيشه بين الركام و ربما يكون هو الملك في سينارو قصة أخرى ولكن في مسرحيتنا مازال الممثلون خالدون ملتصقون متخمون ومترفون ومازالت أدوارهم سيادية ورفيعة المستوى ! فيأبى ممثلوا مسرحيتنا الظهور بدور الفقير أو الشحاذ ولا يرضى أحدهم بأقل من دور الملك أو الوزير أو على أقل تقدير (برلماني) في مجلس النواب ! فأين أمسى الفقير ؟! ليس للفقير مكان في تلك المسرحية المقيتة ذات الرائحة الكريهة ,, وربما أن الفقير ذو حظ عظيم حينما لم يكن له أي وجود في السناريو الذي عُدَ من ذي قبل !
قيل قديماً الطيور على أشكالها تقع ... هذا هو عنوان مسرحيتنا للموسم الحالي تلك المسرحية التي راهن منتجوها بأنها ستحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر !! لنعود ألى - الطيور على أشكالها تقع - لم نرى مرةً نسراً يحط على سرب من الحمام أو عصفوراً يلتحق بسرب للغربان أو لقلقاً يسبح مع فصيل للبط في أحدى البحيرات فكل طير يعرف أين يمضي وأين يطير وأين يحط وبالتالي فسوف تتحقق له مصالحه حين يحط على سرب من مجموعته ومن أشباهه وهذه المصالح لاتتعدى الشعور بالأمن والطمأنينه مع رفاقه وأقرانه وهذا مايبتغيه الطير لأنه ليس سوى طير ومطالبه الغريزية محدودة للغايه ولكن هل تنطبق هذه الفرضية بشكلها الصحيح في أنتخاباتنا كمواطنين سياسيين والمعروف في القانون الدستوري أن المواطن السياسي هو كل من أتم السن القانونية التي تؤهله لممارسة حقه الأنتخابي والأدلاء بصوته (الثمين ) في أختيار ممثليه ؟! فالفرضية تقول أن الفقير يبحث عمن يغنيه والمريض يبحث عمن يداويه وسجين الرأي يبحث عمن يفك أسره ويحترم رأيه وفاقد الحنان يبحث عمن يمنحه الحنان وهكذا هو حال الدنيا كما ألفناها فهل تحقق لنا هذه الفرضية مبتغانا ؟ فنحن لسنا طيوراً بلا عقول ولسنا نحط حين نرى أشباهنا في اللون أو العرق أو العقيدة دون الأكتراث بماسيقدمونه لنا هؤلاء الأشباه من أنجازات ومكاسب نطمح ونسعى للوصول أليها ...ومع أنتخابات وأنتخابات وأنتخابت قد جرت !!... في بلادنا الأبيض ينتخب الأبيض والأسود يختار الأسود والطويل ينتخب الطويل والنحيف ينتخب النحيف دونما وعي أو أدراك للنتائج الكارثية التي سوف تحدث ! في بلادنا نطبق ماقيل قديماً هذا ماوجدنا عليه أبائنا وأجدادنا ... فأبن الشمال لابد أن ينتخب أبن الشمال وفقا لتوجيهات الباب العالي وأبن الجنوب حرام عليه أن ينتخب غير أبن الجنوب وفقاً لوصية (الكاهن الأكبر) وكذا الحال لأبن الشرق والغرب فكل يبحث عن شبيهه في الخلقة والخلق كما الطيور ولكن الفارق هنا في الشبيه فهو لم يكن شبيهاً في الخلقة أو في الخلق أنما والكل يعلمون شبيه العرق والدين والمعتقد ! فهل ياترى سيؤدي هذا الذي ستنتخبونه دوره في المسرحية كما يجب أم سوف يخرج عن النص بل ربما يضرب مسرحيتكم عرض الحائط حين يستقر على كرسي الدور الذي جاء من أجله ؟؟!!
في الغرب لا يهتم الناخبون لعرق المرشح أو دمه أو لونه أو عقيدته أنما يهتمون بالوعود التي سيقدمها لهم وماذا سوف يفعل والفترة التي تستغرق منه أتمام مهامه التي أنتُخب من أجلها وسيحاسب حساباً عسيراً أن أخطأ أو تلكأ أو تنصل من مسؤلياته أمام منتخبيه ! لذلك سيعمل بكل جهد وتفانِ لتحقيق ماطُلب منه من مطالب وطنية تصب في مصلحة الوطن والمواطن وليست في مصلحته الشخصيه ومصلحة عائلته ومقربيه كما في مسرحيتنا التي يدخلها الممثل هزيلا سقيما ضعيف البنية ينادي - وفقا لدوره - بحقوق الأغلبية المنهكة المتعبة المعدمة وما أن يحل فصل الختام وأذا بممثلنا قد أمتلأ جسمه ونمى كرشه وبانت عليه مظاهر الترف السريع دون سابق أنذار أو أشعار!! وأصبح كالبطريرك الذي تحدث عنه غارسيا ماركيز في روياته فالكل هنا والحمد لله بطاركه والكل هنا ملوك ووزراء وأسياد والكل يعيش في رغد من العيش ويلبس الخز والحرير ألا الفقير! ومن هو الفقراء في بلادنا ؟ أنهم ليسوا سوى ثلة لاتعدو عدد الأصابع ولاتمثل شيئاً في المنحنى الأعتدالي لذلك من السهل تجاوزها وعدم الأهتمام بها وليهنأ الشعب بممثليه الذين سيزدادون تخمةً وأكتراشاً وهنيئاً لكم ايها الفقراء بما أنتم فيه من مكاسب نتيجة ما أقترفت أقلامكم من سوءٍ في ألأختيار !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك