الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى محمية أممية

جاسم محمد كاظم

2013 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يقول احد الشعراء الشعبيين العراقيين في ذم السلطة الحقيرة حين وصلت سنابك خيول شرطتها الجوالة إلى حدود أرضة بقصيدة هجاء لاذعة أيام الخمسينات .
"جاورينة الحكومة ... وجاورينة الطوف"
"لا إنصاف عدهم.... لا حجي معروف"
ووقف احد الشعراء الشعبيين أمام فيصل الثاني في زيارته لأحد المدن وهو يجود بقريحة صادقة منتقدا فيها العراق وسلطته الحقيرة
"أنت ملكنا لو ملك سختات"
"وهذا عراق فاسد من زمان الفات"
"وحك ذاك "غازي" . الطكوة بحديدة ومات"
ثم أردف بهوستة الشهيرة
"ظل البيت لمطرة وكامت مطرة تصاوغ بية "
وكل سلطات العراق الحقيرة على غرار "مطرة" .. بفسادها ودناءتها واستهجانها بأهل العراق وثرواته .
والعراقيين تذوقوا كل عفونة طعم السلطات الماسخة ابتدائنا بالملكية مرورا بفاشيات القومية حتى وصلوا في آخر مطافهم إلى حلقة الرجوع إلى بدايات التفكير البشري وطفولته .
وتعرف العراقيون بهذه المسيرة المضنية على الكذابين . المحتالين .والدجالين من الحكام والخطباء الضاحكين على البسطاء بالكلمات الموهومة الفارغة والمعفرة بالوات الغش والكذب من اجل ديمومة البقاء في سدة الحكم والاستمرار بنهب الثروة المتحولة من النقد الكاش إلى العقار الثابت .
وتناسى كل محتالي الخطابة أن سبب هذا الاقتتال والموت والدمار هو امتلاك تلك السلطات لأموال النفط وكل الثروات المخبوءة في رحم هذا التراب وأصبحت هذه الثروات هي سبب المباشر للاستبداد والفساد والطغيان على مر الأزمنة.
ولان السلطات التي تمتلك عوائد أموال النفط والثروات الضخمة تكون دائما غير عابئة بشعبها لعدم احتياجها إلى نشاط الجماهير الاقتصادي البناء في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات بل هي غير عابئة بناتج العمل ومردودة أبدا.و تستبدله بدل ذلك بالاستيراد الجاهز من السلع والخدمات بكفالة أموال النفط وتلك الثروات .
لذلك كان الشغل و العمل الأساسي لتلك السلطات النفطية هو تدعيم سلطانها بخلق الجيوش والأجهزة الأمنية والقمعية والإنفاق على تسليحها لمواجهة نقمة الشعب وغضبه وأشغاله بالقضايا الجانبية غير الجوهرية .
ولم تحرك هذه السلطات أي جهد للارتقاء بواقع الشعب المعاشي وخدمة قضاياة بل إن هدفها الأساسي و الدائم هو خلق الأتباع المعتاشين على موائدها الدسمة من الساسة الانتهازيين ورجال الإدارة الفاسدين والقادة العسكريين وكبار ضباط الجيش و كبار الموظفين اللا منتجين والقضاء المتواطئ والإعلام الاستهلاكي والدعائي ومتعهدي العمل الطفيليين وشيوخ العشائر الراقصين لكل سلطة ومسمى يجزل لهم الرواتب الضخمة والعطايا الكبيرة والهبات الفاخرة وتضمن لهم الحماية والرفاة لكي تديم دعائم سلطانها القبيح .
لذلك كانت السلطات النفطية قبلة السياسيين الانتهازيين سواء كانوا في السلطة أم المعارضة . وهي مطمح أنصاف المتعلمين مادامت تفضل الولاء على الكفاءة.
لذلك تردى الاقتصاد العراقي في ظل السلطات النفطية برغم موارده العظيمة وكفاءاته البشرية وأرثه الحضاري..وسبقته بلدان صغيرة وفقيرة وشعوب ناشئة في سلم الحضارة الحديث وبقي العراق ذيلا في أسفل القائمة الصناعية .
لذلك لقد كان على أميركا الفاتحة بعد أن دخلت ارض ميسوبوتاميا ان تشكل لجان خاصة ذات عقلية حضارية تنبثق من الأمم المتحدة تشرف على كل شي في العراق ابتدائنا من توزيع الثروة إلى توفير الحياة الهانئة للعراقيين عبر تقسيم العراق إلى أقاليم محمية من اجل تسهيل السيطرة علية إداريا.
. وتنشا لجان خاصة تأخذ أموالها من واردات النفط العراقي بعد وضعة في حساب خاص للعراقيين لحمايته من اللصوص والسراق . ثم تدرس بعد ذلك المشاريع الخدمية المطلوبة والمهمة للعراقيين بدئا بالمنشات الكهربائية إلى إعداد المستشفيات المجانية .كلف الوقاية من الإمراض . حاجات التعليم .البنوك وكالات الطيران حتى نظام المحاكم وإصدار القوانين المتعلقة الأمور الشخصية وتنظيم شؤون الأفراد.
وتشكل لجان متخصصة تختص بوضع خطط للتعيين في المؤسسات الخدمية والصناعية ووضع ضوابط لسلم لرواتب الموظفين العاملين في المنشات الخدمية والصناعية تهتم باحتساب ساعات العمل .الخطورة والمؤهل العلمي وتأخذ هذه اللجان في الحسبان الضمان الاجتماعي للعراقيين العاطلين عن العمل أسوة ببقية الدول الأوربية المتمدنة .
ولعل أهم شي تفعله هذه الهيئات الأممية حل كل الوزارات ذات الصبغة العسكرية مثل الداخلية والدفاع والداخلية وإقامة نظام امني يكون منظما بقوات حماية أممية تعمل بإمرتها المباشرة بعض تشكيلات العسكرية البسيطة من الشرطة والجيش المحلي وتجرد هذه التشكيلات المسلحة من أية صلاحية مخولة بالاعتقال و تطبيق الأوامر .
وتخضع كل السلطات المحلية والمؤسسات الخدمية إلى هذه الإدارة الأممية بإدارة مباشرة ويحظر تشكيل الأحزاب السياسية لكافة أنواعها من اليمين الديني حتى أقصى اليسار .
ويبيح القانون الأممي وهيئاته حرية التفكير والعبادة للكل وممارسة الطقس الذي يريد لكن بدون فرض هذا الطقس على الآخرين فمن شاء عبد الرحمن ومن شاء عبد الشيطان ويحق لمن يريد ترك الاثنين .
ويخضع النظام القضائي لإشراف دولي أممي عبر لجان حقوقية عالمية مستقلة عن كل سلطة ويحكم العراق طبقا لقوانين حقوق الإنسان الموقع عليها في نصوص الأمم المتحدة بلجان إشراف دولي وتكون هذه الأقاليم أشبة بمحميات تمارس إعمالها العادية تحت مظلة الأمم المتحدة .
إن هذا هو الحل الذي يضمن حقوق العراقيين بحياة كريمة بالتعليم والخدمات ويجنبهم كل الأهوال ومليشيات الموت وجور السلطات وفشلها المزمن وتناقضات الأفكار والخطوط الحمراء و سيطرة الطبقات المهيمنة بالسلطة والامتياز والنقابات السلطوية المحتكرة لغيرها المحتمية بقوة البوليس والقضاء المتعالي بعد أن اثبت التاريخ أن العراقيين لا يصلحون للحكم والسلطة ولو بعد ألف سنة بالتمام والكمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخطا الامريكان وان اصابوا !!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 4 / 12 - 05:54 )
يقال ان رئيس بريطانيا الاسبق (Harold Macmillan) اوصى بان ثلاث امم لا يجوز ان يحكموا انفسهم ولا شك ان قوله هذا مستند على الامر الواقع آنذاك ابان الاسعمار البريطانيلشعوب المسلمين. اما الامم الثلاث هم العرب والمسلمون والافارقة. لقد اصاب الرجل في اثنتين واحظا في واحدة وهم الافارقة ولو كانوا يصنفون بانهم عبيد سابقا الا اهم افضل بكثير من امة خير امة اخرجت للناس كما تدعي.هل امة لا زالت تتغنى بامجادها وتتقاتل على من هو اولى بالخلافة علي ام ابو بكر وتعتقد ان الله ينفذ اوامر الصحابة كما قال الخليفة الثاني عمر وافقني ربي في ثلاث اقتراحات: حجاب نساء الرسول والصلاة في مقام ابراهيم والاسرى يو بدر او تعتقد بان زيارة ولي تعادل اجر شهداء بدر واجر الف حجة والف عمرة مع نبي اوتسلم عقلها لفقيه او تحرم الخروج على الظلمة امة جديرة بحكم نفسها مهما كان مستواها العلمي؟؟.وهل دولة احزابها تملك جيوشا كـ جبش المهدي ولواء بدر والصحوة للاستعمال عند الحاجة هي دولة ام حكم عصابات.؟. نعم كان الافضل ان يتحول العراق الى محمية اممية الى ان تستقر الامور واختيار قيادة مثقفة وايمانها:
(الدين لله والوطن للجنيع)لا لولاية فقيه


2 - الاخ فهد العنزي تحية اخوية
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 4 / 13 - 16:41 )
تحليل رائع واوافقكم تماما مع اسمى تحية واعتبار

اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح