الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يا حليل كرري !!
نورالدين محمد عثمان نورالدين
2013 / 4 / 10مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/c0c1bf7a-b73c-40ec-a497-bf860afe8a25.jpg)
عادت بي الذاكرة لأتأمل تلك الأحداث العجاف التي مر بها هذا الوطن ، تلك الأحداث التي سمعنا عنها وقرأنا عنها ، وإستمد منها بعضنا الصمود وبعضنا الشموخ وبعضنا الوطنية ، فالوطن مازال ينجب الأبطال كل يوم ، وسيظل ينجب ، ولولا هذا العشق الذي نحمله بين جنبينا ، لما ترددنا لحظة في بيع الوطنية والوطن بأبخس الأثمان كما يفعل اليوم الكثيرون ، الذين لاضمير لهم ولا وطنية ، نعم لا هم لهم سوي إكتناز الذهب والفضة والريال والدولار ، لاهم لهم سوى إقتناء أفخم المنازل وقيادة السيارات الفارهة ، وما أسهل هذه الأشياء إذا إنعدم الضمير وإنعدمت الأخلاق ..
نعم طفت بذاكرتي على ألئك النفر الذين علمونا ما معنى الصمود وما البسالة ، عندما كان أحدهم يقف في الدروة وهو يردد الأناشيد الوطنية ويستقبل الرصاص على صدره دون خوف أو تردد أو إرتجاف ، نعم كانوا يستقبلون مقاصل ( السفاح ) نميري الذي قتل خيرة أبناء هذا الوطن ، وتآمر على الشعب حتى إقتلعه في ملحمة مارس أبريل المجيدة تلك الملحمة التي صورت إنتفاضة هذا الشعب ضد الظلم وضد الدكتاتورية وضد الفساد ، نعم ذهب السفاح لمزبلة التاريخ بعد أن خرج الشعب بكل أطيافه ، اطباء ، عمال ، طلاب ، تلاميذ ، موظفين ، أحزاب ، منظمات ، نقابات ، خرج الجميع ليقولوا للظلم لا ، نعم إرتوى تراب الوطن بدماء طاهرة نقية ، دماء كانت ممزوجة بحب الوطن والنقاء ، بحب التراب ، بحب الحقيقة ..
وهاهي الأيام تدور والسنون تذهب ، ونحن مازلنا نستلهم منهم العبر والدروس ، نعم لم يذهبوا ولن يذهبوا ، فهم باقون بيننا ، نعم كلما شاهدنا موقفاً متخازلاً ، أو مشهداً مبكياً ، تذكرنا هؤلاء الرجال ، الذين لم يقدموا إسترحاماً ولم يمنحوا حق الإستئناف ، وإنما أقتيدوا للدروة مباشرة ، ومنهم من أطلقت عليه 800 طلقة على ظهره قبل أن يصل إلى الدروة حيث إعدامه ، ولكن هو إرتجاف القتلة وخوفهم ، فالزناد كان أسرع منهم وكانت أعينهم مغمضة ، لا يستطيون النظر في عيون الأشاوس ، لم يخافوا ولم يعترفوا بجرم ، بل قدموا مرافعات تاريخية عن ظلم الدكتاتورية ، نعم تحدوا المقصلة والرصاص ، تحدوا جبروت السفاح ، ولكن كان الخوف حليف السفاح دائماً ، نعم كان السفاح نميري جباناً بحيث قام ، بقتل خيرة أبناء هذا البلد وخيرة قيادات قوات الشعب المسلحة وخيرة القيادات السياسية ، لدرجة أنه أمر بدفنهم في مكان مجهول ، خوفاً من أن يعرف مقابرهم الناس وخوفاً من أن تكون شاهدة على جبنه وخوفة وخيانته ، نعم حتي لحظة كتابة هذه السطور ، لم يعرف أحد طريق هؤلاء الشهداء الأماجد لا نعرف أين دفنوا ومن دفنهم ، ولكن هاهو التاريخ يحكي عن صمودهم ومآثرهم ونضالهم ، وذات التاريخ يحكي عن دكتاتورية السفاح وجبنه وهروبه من البلاد ، خوفاً من بطش الشعب ..
وما البارحة ببعيدة ، ولكن نقول الرجال ماتوا في مايو ، وكرري ، ولم يقدموا إسترحاماً على فعل فعلوه عن قناعة ، وشرف وقوة ، ولكن دائماً المخطئ هو من يرتجف ويخاف ويسترحم ، فكل من يقدم على فعل عن قناعة ، عليه الصمود ، حتى آخر لحظة ، ولكن لكل لبيب نقول إشارتنا لك هو اننا اليوم نجلس على كراسي المشاهدة عن قرب ، ونتابع مسرحية أتقنت أدوارها ، وأدى أبطالها الدور بكل إتقان ، ولكن دائماً صورة الفتوشوب لم تشبه يوماً ولن تشبه صورة الحقيقة ، وياحليل كرري ورجالها ..!!
ولكم ودي ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السودان الآن مع صلاح شرارة:
![](https://i4.ytimg.com/vi/F0lXp34H_5o/default.jpg)
.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت
![](https://i4.ytimg.com/vi/2GIxx-PFPz4/default.jpg)
.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24
![](https://i4.ytimg.com/vi/FToT5-fZrSc/default.jpg)
.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي
![](https://i4.ytimg.com/vi/SzpYsiZfmrc/default.jpg)
.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ
![](https://i4.ytimg.com/vi/8MP9JlLaGko/default.jpg)