الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمعية الوطنية - جمعية الخصخصة ونهب العمال وزرع المذهبية وحماية النظام العالمي الامريكي الجديد

عصام شكري

2005 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ها قد التئم شمل البرجوازية العراقية من مستغلي العمال والكادحين العراقيين واتفقوا على تسمية ممثليهم من الاسلاميين والقوميين. ها قد حققوا دولتهم الكارتونية بعد ان تبين لهم ان الوقت هو وقت النهب وتقاسم ارباح حرب حليفهم الامريكي التي طبلوا لها طويلا.

في مسرحية هزيلة وتحت اشراف امريكي هاهم يتفقون على ادارة شؤون محمياتهم وطوائفهم وكانتوناتهم الاثنية في العراق بالتراضي المتوتر؛ رؤساء عشائر وطوائف ومذاهب يوزعون الكراسي بينهم على حساب معاناة عمال العراق وجماهيره الغفيرة الكادحة والمعدمة والتي دفعت من دماءها ودماء اطفالها وحياتها ثمن شراء هؤلاء البرجوازيون لكراسي جمعيتهم الوطنية – برلمان العراق الجديد، برلمان برجوازية النظام العالمي الجديد المحمية بالخرافة الاسلامية –القومية وايديولوجية النظام العالمي الجديد لليمين الامريكي المتوحش.

الجمعية الوطنية الملتئمة (والتي يلعن العراقيون يومهم كلما اجتمعت) هي تنظيم البرجوازية العراقية الجديد لحكم الطبقة العاملة والسيطرة عليها وتنظيم استغلال البرجوازية للجماهير الغفيرة وتشكيل اجهزة الدولة القمعية الموجهة لا ضد الارهاب الاسلامي وهو جزء من هذه المنظمة الرجعية بل ضد العامل العراقي تحديدا.

لا يتوهمن احد بان هذه الجمعية المذهبية والعشائرية والاسلامية المتخلفة شكلا ومضمونا والمعادية للتمدن والعلمانية بكل المعاني، بقادرة على الاجابة على أي من معضلات الجماهير او الاستجابة لمطالبها في توفير الامان او الحياة الكريمة اوالرفاه او توفير العمل وانهاء البطالة او الضمان الاجتماعي او الاستشفاء والتعليم المجانيين او حماية علمانية وتمدن الجماهير العراقية وحماية مكتسبات العمال والنساء والشباب ومنع تراجعهم المادي والمعنوي من اثر ضربات الاسلاميين والقوميين. هذه الجمعية هي في الحقيقة جمعية الخصخصة وديمقراطيتها الاسلامية - القومية المتخلفة هي ديمقراطية السوق الحرة والنهب المنظم الواسع النطاق للعمال.

لقد اغرق هؤلاء البرجوازيون الجدد "الديمقراطيون حتى النخاع!!" ، والكثير منهم ينتم الى قوى العهد الفاشي الدموي السابق، الناس في الوهم حول ديمقراطيتهم التي تظهر على شاشات التلفزة ومفاتنها البليدة. فهم دائموا الحديث عن الرئيس القومي الكردي والنائب الطائفي السني والاخر المذهبي الشيعي والثالث القومي العشائري والرابع الاسلامي المجاهد والخامس العلامة الجاهل والى ذلك من الشخصيات الفذة وكأنها منجزات عبقرية. ان هذه البرجوازية الرجعية السافرة تنفث سموم الاحقاد المذهبية بين الجماهير العمالية املا في تمزيقها مستقبلا بالحروب والكراهية وحفر خنادق البغضاء بين الجماهير وبمعونة جورج بوش ورامسفيلد وركونداليسا رايس القابعين وراء ستائر هذه الجمعية المخملية.

هذه الجمعية تذكي نار البغضاء المذهبية والقومية والعشائرية وتسقي سمومها البرجوازية للعمال بمعالق النظام العالمي المتوحش الجديد الذي تحمله قوى البرجوازية العالمية لجماهير الارض على متن طائرات الاباتشي وصواريخ التوماهوك والهامرات. انها تمزق الناس ارباً لتديم وجودها الوحشي.

ان هذه البرجوازية المتخلفة بكل الوانها الكالحة والمسنودة من اليمين الامريكي والبرجوازية العالمية غير قادرة وعاجزة عن الاجابة على معضلات الجماهير في العراق. هذه القوى متناقضة جذريا مع تمدن الجماهير. انها بحكم تركيبتها القومية والاسلامية العنصرية المذهبية لا علاقة لها باي ميل علماني او تحرري او متمدن حديث. ان جل همها هو تحقيق نفوذها على حساب القوى المذهبية والقومية المنافسة الاخرى. القومي يفكر في الاستحواذ على ارض القومي الاخر والاسلامي المذهبي ينافس المذهبي الاخر على نفوذه وسلطته ورأسماله والقبائلي هنا ينازع العشائري الاخر على حدود ملكيته هناك وهكذا دواليك وهلمجرا.

اين العمال من كل هذا؟ اين الجماهير؟ واين قضاياها؟ من يجيب على معاناتها؟. ان نفي هذه القوى الرجعية لن يأتي الا من قبل قوى الاشتراكية واليسار والتقدم والعلمانية في المجتمع العراقي. فقط الاشتراكيون والشيوعيون العماليون اليساريون وبمنهجهم الاشتراكي الثوري وبأيمانهم بالثورة الاشتراكية وضرورة الشروع بتنظيمها فوراً بامكانهم الاجابة على معضلة الحرية والمساواة والامان والرفاه والعلمانية والتمدن وارهاب الدولة الامريكية وقوى الاسلام السياسي بصنوفه في العراق.

اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري نناضل من اجل تحقيق هذه المطالب. ان تيارنا الاشتراكي اليساري العمالي المتمدن موجود وحي في المجتمع. الاشتراكية وميل العامل الى البديل الاشتراكي وميل المرأة والشاب وكل الاحرار الى العلمانية والتمدن والحداثة ضد هذا الاستلاب البرجوازي المتخلف للمجتمع، تيار موجود ونحن حاضرون لحمل رايته. منهجنا ليس منهج امريكا واعوانها وخصومها من الاسلاميين والقوميين البرجوازيين المتخلفين. منهجنا يتقاطع مع نظام امريكا العالمي في الهيمنة وتعميق الطائفية والاسلام السياسي كاشكال للراسمالية في العراق. منهجنا هو منهج الحرية والمساواة والرفاه والمدنية وباوسع الاشكال. هدفنا النهائي والاني هو تحقيق الاشتراكية في العراق ووسيلتنا لا تمر بالبرلمانات الطائفية والعشائرية والمذهبية بل بالمجالس الجماهيرية ومجالس العمال والكادحين والجماهير المليونية المنتجة والمستلبة. بالمجالس العمالية والشعبية بامكان الجماهير تعبئة قواها واظهار مطالبها وتلمس سبل معالجة وضعها الذي دمرته قوى البرجوازية.

لن تحقق الجمعية الوطنية ولا دولتها البرجوازية الجديدة في العراق للجماهير الا مخططها المحاصصاتي الطائفي القومي البغيض. على الجماهير ان تواجه هذه الدولة بالاعتراض والاحتجاج وبتنظيم صفوفها الطبقية فوراً وبلا ابطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ