الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الجسد المقهور !

سليم المؤيد

2013 / 4 / 10
كتابات ساخرة


لا أجدني في تعرية جسدي الجميل و الكتابة على نهدي ( أنا لست عورة ، أنا ثورة ) و أنا أعلم جيدا أنني أتعامل مع ذكورية حداثوية تتكاثر بسرعة خيالية كطفيليات .

مستنقعات مياه آسنة ، أرفض تعرية جسدي باسم الليبيرالية و التحرر ظنا مني بأن هذا الكم الكبير من التقدمويين أصحاب الرؤوس الصغيرة جدا سيتسيغ لغة جسدي ، كيف له أن يفعل و هو لا يفهم المرأة إلا بالسرير كما قال نزار يوما " الرجل الشرقي .. و اغفر جرأتي .. لا يعرف المرأة الا داخل السرير "

كيف له ان يفعل وهو لا يتذوق فن التعبير الجسدي حتى ، يحدق كل الوقت بمؤخرة الراقصة أمامه ( التي يفضلها كبيرة طبعا لمعلومات سيكسولوجية مغلوطة تماما ) و نهدها الذي يذكره تحركه بهزة السرير تلك و صراخ المضاجعة .. هو لا يتذوق فن الرقص إلا عن طريق تبليل سرواله الداخلي المتعفن..

اعلمي يا عزيزتي أن تحقق الحداثة بالغرب عرف نضالات حركات ثقافية كثيرة دافعت و ضحت بكل ما تملك بل بدماء و أعناق أصحابها و صاحباتها من أجل التأسيس لعقلانية تنويرية ، إنسية تعيد النظر في الإنسان و التأكيد على محوريته و طرح أصالته بعيدا عن التدخل اللاهوتي او الميتافيزيقي بل و السعي إلى إقرار الفكر العلماني الذي يفقد فيه الدين شرعيته اجتماعيا و ايضا سياسيا ..

فأين هؤلاء الواهمين الذي يظنون ذواتهم مستلبي الفكر و يأسفون لذلك, ذلك أنهم يحفظون عن ظهر قلب عنواين كتب رواد الفكر و الإبداع ،
( و ياريتهم كانو مستلبين ..)


ماديين حتى النخاع و و لا يزالون يحتفظون في تسربات موروثاتهم الثقافية بالاحادية الطبيعية ,يعتقدون بشكل قطعي ان الكوسموس هو تشكل روحي فقط ; فكري صرف ،لا يفقهون ما النظرة المادية للأخلاق و لا يعرفون عن الأخلاق بكل سطحية غير أنها ( ألا أنطق الفاحشة أمام أسرتي الجميلة و ألا تخرج أختي رفقة صديق لها و ألا يقرب أبي المدام و ألا تقيم أمي علاقة أخرى غير تلك التي تجمع بينها و بين أبي و ألا أتزوج أنثى لا شرف لها ( مفضوضة البكارة ))


ماديين حتى النخاع و لا فكرة لديهم عن نظرية الاستقراء البيكونية أو جنس الكتابات الإنكارية للروح المطلقة لا يعرفون اسبينوزا الخ الخ الخ لكن يعرفون الكوجيطو المشهور جدا .. قمة المفارقة !

أين هي الأنتلجسنيا المثقفة التي يمكنها التطلع لجسدك و قراءة ما فوقه دون استمناء و المدافعة عن حقك في ذلك , تلك النخبة التي تمثل اللوبي الضاغط .. إننا نعيش أوج صدمة حداثة عزيزتي .. قال سبيلا سبيلا ,

من سينظر إلى جسدك يا عزيزتي بصفاء و نقاء و يفهم المراد من الكتابة فوقه ؟؟

ربما يفعل أحدهم ! لكن بعد أن يقوم بتبليل سرواله العفن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يوميات نهد لا يحتفل ...
السعدية الفضيلي ( 2013 / 4 / 11 - 11:56 )
ألف اعتذار لك أمي فقد أخطأت وجهة الفسحة اليوم ،ووضعتك دون قصد وجها لوجه أمام الوجه القبيح للوطن ،

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي