الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة تيسير خالد – في المؤتمر العالمي الاول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر

تيسير خالد

2013 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


إنطلقت أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح، وذلك بمشاركة واسعة من أكاديميين فلسطينيين في المهجر والشتات بتعاون مشترك بين دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة النجاح الوطنية . والقى تيسير خالد رئيس دائرة شؤون المغتربين كلمة في المؤتمر قال فيها :

السيدات والسادة

دابت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها على الوفاء بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في تمتين وتطوير الروابط الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني في دول المهجر والشتات وبين وطنهم الام فلسطين . يأتي ذلك في إطار المهمات الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعبر عن هويته الوطنية وتطلعاته المشروعة .والعمل على بناء وتفعيل مختلف ابعاد الهوية الوطنية والاحساس الجمعي بالانتماء ووحدة الهدف في دفع القضية الوطنية الفلسطينية قدما نحو تحقيق تطلعات الفلسطينيين في كل مكان في الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال واللجوء . وبهذا المعنى فإننا نأمل ان يكون المؤتمر العالمي الاول للاكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات بمثابة اعلان وطني لولادة منتدى متخصص يشكل حلقة متينة في سلسلة البناء الوطني – السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني على ابواب التحرر وبزوغ فجر الدولة الفلسطينية المستقلة وافول عهد الاحتلال الاسرائيلي .

السيدات والسادة

نلتقي اليوم بكوكبة من خيرة ابناء فلسطين على ارض الوطن وبالذات في هذا الصرح العلمي الوطني الشامخ ، جامعة النجاح الوطنية في هذه التظاهرة المتميزة التي تعبر بنكهة العلوم ، على تنوعها ، عن حقيقة تاريخية صلبة ، بأن الشعب الفلسطنيي قد وجد ليبقى وليبدع اشكال وجوده الحي علما ، فنا وادبا وانتاجا معرفيا يعكس القدرات الحضارية والارث الانساني لهذا الشعب .

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العلمي الهام الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات تنفيذاً لإستراتجية دائرة شؤون المغتربين التي تقضي ببناء جسور التواصل بين الجاليات الفلسطينية في الخارج وبين الوطن، وتفعيل دورها في خدمة الوطن الأم، ومن أجل الاستفادة من خبرات وكفاءات أبناء الشعب الفلسطيني المغتربين في عملية تنمية الوطن وتطوير قدراته العلمية والأكاديمية وتطوير التعليم في فلسطين بكل مستوياته. وفي هذا الإطار يأتي تعاون دائرة شؤون المغتربين مع جامعة النجاح الوطنية وغيرها من الجامعات الفلسطينية.

وتتوخى دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من هذا المؤتمر تحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الأكاديميين الفلسطينيين والمؤسسات العلمية الوطنية ، وتحقيق التواصل الفعال بين الأكاديميين الفلسطينين في الشتات والمهجر وبين الوطن ومؤسساته الأكاديمية والعلمية والإفادة من خبرات الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد المهجر وتشكيل مؤسسات بحثية مشتركة بين الأكاديميين المغتربين والمؤسسات العلمية الفلسطينية وتشجيع الأكاديميين المغتربين على العودة، وتوجيه أبنائهم للالتحاق بالجامعات الفلسطينية، وذلك تكريسا للتواصل مع فلسطين الأرض والإنسان والسعي إلى تشكيل إطار إن وجدتم ذلك مناسبا ، ينظم من خلاله الاكاديميون الفلسطينيون في المهجر أمورهم، ويوحدون كلمتهم، ويرفعون اسم بلدهم وقضيتهم عاليا في كل مكان ، الأمر الذي ينسجم مع المتغيرات على صعد العولمة وثورة المعرفة والاتصال فضلا عن معرفة العقبات التي تحول دون التعاون، والتجارب السابقة في هذا المجال، والإفادة من تجارب الشعوب الأخرى ، هذا الى جانب دور جالياتنا وعلمائنا وأكاديميينا في بلدان المهجر في المشاركة في الحملة الدولية للمقاطعة الثقافية والاكاديمية لجميع الجامعات والمؤسسات الاسرائيلية ، التي تقدم الخدمة والرعاية للنشاطات الاستيطانية وسياسة الابارتهايد الاسرائيلية ، التي انطلقت منذ العام 2004 وأخذت تعطي نتائج طيبة في كثير من بلدان العالم ، بدءا بإيرلندا وجنوب افريقيا ، مرورا بالدول الاسكندنافية وبلجيكا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وانتهاء بالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وكندا واستراليا .

السيدات والسادة

ويكتسب هذا المؤتمر اهمية اضافية في ظل الظروف السياسية التي تعيشها القضية الفلسطنيية اليوم . هذه الظروف الصعبة تتطلب اكثر من اي وقت مضى استنهاض وحشد طاقات وقوى الشعب الفلسطيني على كل المستويات دفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني . ولعلكم تتابعون بالتأكيد التطورات الجارية في المنطقة والتحركات السياسية ، التي تقوم بها الادارة الاميركية في بداية الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما ، بعد انكفأ أن الرئيس الاميركي مستسلما امام قوة اللوبي الصهيوني وحلفائه في الكونغرس عن طلبه بتجميد الاستيطان وما سبق ذلك من اعلان عن رغبة الادارة الاميركية برؤية فلسطين دولة عضو في الامم المتحدة بحلول العام 2012 ، نحو تبني مقاربة للتسوية تتلائم مع الاعتبارات السياسية والأمنية الاسرائيلية الى حد كبير في ظل التطورات التي تعصف بالمنطقة ، وهي مقاربة تعكس كذلك توجها اميركيا يركز على قضايا اكثر حيوية لمصالح واشنطن الاسترايتيجة ، في ظل تطورات الاحداث التي تجري في المنطقة . وفي ظل هذا فإنه من غير الواقعي الذهاب بعيدا في الرهان على تدخل يتسم بالنزاهة من قبل واشنطن ، خاصة إذا ما استمرت الادارة الاميركية تتعامل مع دولة اسرائيل كدولة استثنائية فوق القانون .

فسياسة دولة اسرائيل وفق ما يصدر من مواقف عن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ما زالت تقوم على استغلال ما يجري في المنطقة من أجل خلط الاوراق وإعادة ترتيب الأولويات ومن أجل كسب مزيد من الوقت لمواصلة مشروعها الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، من خلال دفع قطاع غزة الى أحضان جمهورية مصر العربية من ناحية ، ومن خلال مزيد من الاستيطان في الضفة الغربية بهدف تحويلها مع الوقت الى جليل جديد من ناحية ثانية . كان هذا واضحا تماما من النوايا المبيتة للعدوان الأخير على قطاع غزة ومن اتفاق التهدئة الذي أعقب ذلك العدوان ، والذي تريده حكومة اسرائيل هدنة طويلة الأمد ، وواضح تماما من قرار الحكومة الاسرائيلية والتوجهات التي خرجت بها بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو في المنظمة الدولية ، حين أعلنت أن مشروعها الاستيطاني سوف يتواصل وفقا لخارطة المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية ، كما حددتها حكومة نتنياهو الاولى . لقد أعادت حكومة نتنياهو التذكير بخارطة المصالح الاستراتيجية تلك ، كما أعادت تذكيرنا بجوهر سياستها وأسلوب تعاملها مع ملف الصراع وملف المفاوضات وملف ما يسمى بعملية السلام ، تلك العملية ، التي ينطبق عليها وصف مستشار ارئيل شارون ، دوف فايسغلاس عام 2004 بأنها جثة هامدة ميته تحافظ عليها حكومة اسرائيل وتحفظها في مادة الفورمالين خشية عليها من التعفن والتحلل ، حتى يبقى العالم بمنآى عن رائحتها الكريهة .

لقد أحالت سياسات اسرائيل الإستيطانية التوسعية مشروع حق تقرير المصير الفلسطيني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة الى رهينة لأطماعها الكولونياليه . فقد أدت عمليات التوسع الإستيطاني ونهب الأراضي الفلسطينيه الى تجريد الفلسطينين من أرضهم وتهجير قطاعات واسعة منهم، بفعل اغلاق أبواب الحياة والرزق أمامهم. فضلا عن قيام سلطات الاحتلال بهدم نحو 25 ألف مسكن في فلسطين منذ العام 1967، بتركيز متزايد على مدينة ومحافظة القدس ، التي تعاني مع الاغوار الفلسطينية من سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي .

وإلى جانب كل هذا تمعن سلطات وقوات الاحتلال في ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية الاسيرة ، فالاعتقالات طالت منذ العام 1967 نحو 800 ألف فلسطيني احتجزتهم اسرائيل خلافا للقانون الانساني الدولي في معسكرات اعتقال جماعية . وتواصل اسرائيل حجز حرية نحو خمسة الاف أسير فلسطيني ، بينهم عدد كبير من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ، ومئات الاطفال والمرضى . هؤلاء لا يتمتعون بأدنى حقوقهم كمعتقلين سياسيين ، وقد قضى منهم في سجون الاحتلال نحو 207 شهداء كان آخرهم الاسير المناضل ميسره ابو حمدية ، ومن بينهم كذلك أكثر من 300 سجين يخضعون للاعتقال الإداري من دون محاكمة. ولم يكن إضراب عدد من هؤلاء المناضلين عن الطعام وفي طليعتهم الأسير المناضل سامر العيساوي ، الذي يدخل هذه الايام شهره التاسع في الاضراب عن الطعام ، سوى صرخة في وجه المحتل الاسرائيلي و للفت نظر العالم للجريمة التي ترتكب بحقهم ، ما يملي على جالياتنا وعلى علمائنا وأكاديميينا حمل قضية الحركة الاسيرة الى الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان الدولية والدفع باتجاه مسالة ومحاسبة اسرائيل على الجرائم ، التي ترتكبها بحق الحركة الفلسطينية الاسيرة

السيدات والسادة

ندرك مدى القلق الذي يسود أوساط جالياتنا الفلسطينية في بلدان المهجر ويسود الرأي العام الفلسطيني بشأن الاوضاع الداخلية الفلسطينية وحالة الانقسام ، الذي لا يستفيد منه غير العدو الاسرائيلي . يجب انهاء هذا الانقسام ، ومدخل ذلك هو الاحتكام الى الممارسة الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في اقرب الآجال وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني كذلك ، لنبني معا ذلك النظام السياسي ، الذي بشر به إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 ، والذي يحترم الحريات العامة والديمقراطية وحقوق المواطن ويكفل المساواة في الحقوق المدنية لجميع المواطنين بصرف النظر عن أية اعتبارات .

اسمحوا لي أخيرا أن أعبر عن تقديري وشكري للجهود الهامة التي بذلتها اللجنة التحضيرية من أجل عقد هذا المؤتمر الهام . بفعل هذه الجهود الدؤوبة والمتواصلة تمكنا من الوصول لهذه اللحظة التي نعلن فيها عقد هذا المؤتمر، الذي نتمنى له النجاح وأن يكون اللبنة الاولى في صرح يعزز ويطور التواصل في مختلف الميادين بين ابناء الشعب الواحد وأخص منهم العلماء والاكاديميين الفلسطينيين ، ويعزز ويطور دور جالياتنا الفلسطينية ودور علمائنا وأكاديميينا في بلدان المهجر والغربة في حمل قضية شعبهم وحقوقه الوطنية الثابته غير القابلة للتصرف في بلدان إقامتهم لدفع حكوماتها لنصرة الحق الفلسطيني والتوصل الى تسوية سياسية شاملة ومتوازنة على اساس قرارات الشرعية الدولية وبما يوفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا