الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخبز قبل الحرية أحياناً

سيد عبدالخالق الجندى

2013 / 4 / 11
حقوق الانسان


"عيش ..حرية .. عدالة اجتماعية" لهؤلاء الثلاث خرجت انتفاضة الشعب المصرى والتى كانت فى نظر العالم كله أفضل ثورة شعبية سلمية اطاحت بنظام القمع والأستبداد، خرجنا لنطالب بالعيش والحرية والعدالة فى عصر أرتفعت فيه حدة الظلم والقهر والجوع.
حينما رفع المصريون مبادئ ثورتهم فى ميادين التحرير لم يعي الكثير لماذا تقديم العيش على الحرية لتتصدر اهم أهداف الثورة وبجدارة، ولكن السر يكمن فى احوال البسطاء من هذا الشعب وكم المعاناة والظروف الطاحنة التى تحاصرهم من كافة الاتجاهات، حتى أصبحوا ألة تدور لكسب العيش وفى النهاية مصيرها التكهين، نفس مصير سابقيهم لتكتمل حلقة الاستبداد والفقر المدقع ويزداد المصريون مذلة وهوان.
النظام الساقط كان واعيا لخطورة العيش على وجوده، لذلك حرص على إذلال الشعب ليلقى به فى الفجوة التى لم يخرج منها حتى بعد الإطاحة برؤس هذا النظام، وكأن العيش هو مفتاح النصر وبداية السقوط لديكتاتوريات الرأسمالية المتفشية والمتحكمة فى كافة مقاليد الأمور.
التاريخ يثبت نفسه وتتجدد الصور من جديد، فالنضال من أجل العيش لم يكن جديدا على هذا الشعب، بل أنه مسطورا فى كتب التاريخ المصرى خلال كافة العصور، من وفر لهم الخبز أصبح زعيما خالدا، ومن حرمهم منه مات ملعونا مصحوبا بكراهية الفقراء.
الحرية لا معنى لها دون العيش وكما قال العالمى كارل ماركس – البطون الخاوية لا تصنع الحرية – بالفعل لا يمكننا ان نكون احرار دون ان نملك قوت يومنا، فبدون العيش تظل الشعوب مقهورة مستعمرة لحين تحقيق الهدف وانتزاع حريتها الأجتماعية والمتمثلة فى - الغذاء- العامل الأول والوحيد فى منظور الكثير من ابناء المجتمع المصرى، فلا حرية بلا عيش مهما كانت الظروف والبدائل.
وربما أن هذا النظام الحالى الذى يميل الى نهج الاسلام السياسى لم يتعلم الدرس ولم يتطلع على كتب التاريخ، بل سار فى نفس الدرب الذى أودى بحياة من سبقوه، ليزيد الفقراء مذلة وفقرا، ويحرقهم بنيران غلاء الاسعار وترتفع الاعباء فوق طاقاتهم بطاقات مضاعفة حتى بدت الأرض خصبة لثورة الجياع التى لن ترى امامها ملكية خاصة أو عامة، غنى او فقير، عادل أو مستبد، الكل سواسية أمامها لتكون كالعاصفة تجتاح ما على تلك الأرض من خيرات.
تلك الطبقات الكادحة التى مازالت تعانى من السياسات المالية الفجة، وغلاء الاسعار وضياع البسطاء تحت أسنان الرأسمالية، والاستبداد المالى الحكومى ومحاولة إلهائهم فى طاحونة لقمة العيش، لن تسمح ان يدوم الأمر طويلا، فقد عانت الأمرين خلال عقود مضت مع سياسات الإفقار والتجويع ولا يمكنها ان تتحمل المزيد، فقد قاربت ان تخرج من عقلها نحو تحركات أكثر خطورة على هذا النظام الذى حكم على نفسه بالاعدام.
وجب على النظام الحالى ان يخطو نحو مزيدا من العدالة الاجتماعية والنظر الى الطبقات المهمشة ورفع وطأة الاستغلال عنهم قبل فوات الأوان وحينها لن ينفع الندم ولا الرجوع بالزمن إلى الوراء، فإن الجياع سيقتلعوا هذا النظام من جذوره فى احتفالية على طريقتهم الخاصة خارج كافة التوقعات والتنبؤات - فإذا جاع الأنسان لا مال لأحد – هنا يكمن السر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلة مصر
هانى شاكر ( 2013 / 4 / 11 - 13:00 )

مشكلة مصر

مصر بها 90 مليون نسمه

كل نسمة تحتاج 5 أرغفة يومياً

مافيش فلوس ولا قمح ولا هباب

نحتاج لفرعون يخبز لنا نص مليار رغيف يومياً

نبيع حريتنا وكرامتنا للفرعون ألقادر على ألخبيز

أول فرعون كان أسمه مينا

آخر فرعون أسمه خيرت

مطلوب قتل ألفرعون وألصوم عن ألخبز أسبوع واحد فقط

نحتاج 100 سنة قادمة لأستيعاب هذه ألحسبة

ناولنى رغيف .. ألله يخليك

...

اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: الكونغرس يدرس معاقبة -الجنائية ال


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: المعابر البرية الطريقة




.. أمل كلوني: شاركت بجهود قانونية في قرار اعتقال كبار قادة إسرا


.. ما هي عواقب مذكرات اعتقال الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالا




.. عقبة أمام -الجنائية الدولية- حال صدور قرار اعتقال لقادة إسرا