الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي

ثائر الربيعي

2013 / 4 / 11
حقوق الانسان


لأكثر من خمسة اشهر وانا أتوسم الخير في ان يتم صرف مستحقاتي المالية بعد الترقية حصلت عليها والتي تقدر(450) الف دينار وهو مبلغ وعدت نفسي عند حصولي عليه(نذر) ان أرسل أمي الكهولة للأمام الرضا عليه السلام لتؤدي مراسيم الزيارة فهي أمنيتها الوحيدة بعد أداؤها مناسك العمرة ،لان حج بيت الله الحرام اصبح ضرب من الخيال لأشخاص يذهبون كل سنة وآخرين يأخذهم الموت ودون جدوى،هذه الترقية رفعتني حسب السلم الوظيفي درجة وظيفية لأصبح في الدرجة السادسة ،وفرحت جدا لان راتبي طرأت عليه زيادة وان كانت قليلة وخجولة الا أنها تمثل شيء كبيراً لي،فزيادة خمسين ألف دينار على راتبي تعني إنني تخلصت من كاهل أجرة دفع خط المولدة ،هذا الرزق البسيط وان كان قليلاً ففي نهاية المطاف انه حلال وهذا هو بيت القصيد ،فهو افصل مما يسرق من المال العام وشبهات الفساد المنتشرة هنا هناك،فالقناعة كنز لايفنى،وفعلا بعد جهود جهيدة من الخيرين في المكتب واخص بالذكر آخي العزيزمديرنا رائد كاظم محمد ،ما ان سمع هناك صرف للمستحقات وبأثر رجعي بادر فوراً بإصدار امراً اداري بالصرف ،كانت فرحة ليس بعدها فرحة حين اخبرت أمي بان أمنيتها ستتحقق ودعت بالتوفيق وحسن العاقبة بصوت تحيط به العبرات والدموع لكل من ساهم بهذا الرزق المتواضع ،فطموحنا لا يتعدى سوى اننا نرى كل من حولنا وأحبائنا سالمين ،والنوم على الوسادة بضمير مرتاح دون ان تكون لنا ظلامات او إساءة بحق الآخرين، والفضل يرجع لقرار الأثر الرجعي،ولكن لعن الله كل قرارات البعث الدموية وعلى رأسهم قرار الأثر الرجعي وهو قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 461 بتاريخ 31/3/1980 والقاضي بتنفيذ حكم الاعدام بكل من ينتمي لحزب الدعوة او يتعاطف او يتعاون او يروج لافكاره ولو بأثر رجعي ،وبالمناسبة هذا هو القرار الوحيد الذي يصدر في العراق الحديث بأثر رجعي،كان هذا القرار هو السبب الذي جعل من الدعاة المقبوض عليهم من قبل السلطات في زمن حكم حزب البعث ان يدعو تنظيمات غير حزب الدعوة لكي لا ينطبق قرار 461 على حالتهم للااعدام.
لقد اقتادوا البعثيين والاجهزة القمعية منها المخابرات والامن وجهاز الامن الخاص وفدائي صدام الذين كانوا اليد الضاربة للنظام البائد الكثير من ابناء الوطن واعدموا في غياهب المطامير من نساء وشيوخ وشباب وأطفال ورضع كان هذا في وادي ،والوادي الأخر هم علماء ومراجع من ضمنهم الشهيد الاول محمد باقر الصد،والشهيد الثاني محمد صادق الصدر، والبرجوردي ،والغروي ،وال الحكيم وطلبة الحوزة ،ولعل المقابر الجماعية تؤكد صدق حديثي عن وحشية النظام الذي تجسدت به كل الشخصيات وفي مقدمتها الشخصية السايكوباثية ومروراً بالسادية وانتهاءاً بالماسوشية ،حتى ان الكثير ممن ليس لهم علاقة بحزب الدعوة اعدموا ايضاً لأنهم يترددون للحسينيات أو يواكبون على أداء زيارة العتبات المقدسة فالتهمة جاهزة لهم هوالانتماء لحزب الدعوة العميل،فضلاً عن السجون الممتلئ باناس لاحول لهم ولا قوة،وكانت أقساها شراسة فترة (81و82و83) من القرن المنصرم والتي تولى فيها ادارة الملف الإسلامي فاضل البراك والذي استنفذ كل قواه الدموية واجهزتة القمعية (جهاز المخابرات) الذي نسب لمديرية الإعاشة العامة مع زميله ورفيقه عبدالرحمن الدوري، وأسندت إليهما وظيفة مراقب مخابز،عندما حدثت حركة 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 وأقصت حزب البعث عن السلطة، كان فاضل البراك في الصف المنتهي بالكلية العسكرية وعلى أبواب التخرج منها برتبة(ملازم ثان) غير أن الرئيس عبدالسلام عارف اصدر قراراً منع بموجبه المتخرجين البعثيين من العمل في الجيش ،الاان ارادة الله كانت له بالمرصاد فقد اختلف مع صدام ونفذ حكم الإعدام به في نهاية عام 1993،وسلمت جثته الى أسرته مع تعليمات بدفنه سراً وعدم إقامة مجلس عزاء أو فاتحة على روحه .
كل تلك الماسي والالآم وغيرها قد تركت بصماتها في نفوسنا وقلوبنا وعلقت على أبواب بيوتنا لافتتات سوداء تشير الى موتى ودفع مبلغ للفرقة الحزبية لطلقات الرصاص التي اعدم بها اخواننا وإباؤنا ورجالاتنا حسب وصفهم الخونة والعملاء للوطن وبأسم الوطن سرقوا أحلامنا البريئة وقتلوا وهدموا البنى التحتية للبشر،وعدموا وانتهكوا حرماتنا والوطن يدعي انها ضريبة الوطن والوطنية والمبادئ ، واليوم هنالك من يطالب بحقوق البعثيين والصدامين والفدائيين وبأثر رجعي صرف مستحقات روابتهم والدواعي اسباب إنسانية ،والتي قد تصل من (50- 80) مليون دينار لكل واحد منهم ،والحصول على غطاء قانوني لعودتهم للسلطة وتحت مسميات عديدة وتسنمهم مراكز في دولتنا الحديثة التي قدمنا أغلى الدماء حتى تقف على قدميها من ارهاب أعمى نشر الموت على ضفاف شوارعنا وأزقتنا ومحلاتنا حتى اضحى جزء لا يتجزأ من مسيرة حياتنا ،وصبرنا وصارعنا كل تلك الاشباح المخيفة ،وتساءل لماذا هم في كل وقت وزمان ؟ وانا وغيري نجتهد ونثابر حتى نحصل على مكافأة قدرها (150) الف دينار.
ان جرأتي على الطرح هو لأنني أخاطب من عرفناه عن قرباً وعن بعداً صادقاً مع ذاته يريد البناء والتغيير ويؤسس لدولة القانون التي تحترم كل المكونات ،والذي لم يتركنا نواجه مصيرنا بين فكي الموت والأسد في تلك الايام السوداء والسنين الحالكة التي خيم عليها العنف الطائفي ،الأب والحاج ابو أسراء ودولة رئيس الوزراء نوري المالكي، تلك أمانة احملها لك من كل الذين لا يريدون عودة الظلام والظالمين للساحة من جديد وبقناع اخر ،وطلب لأمي التي ستذهب للأمام الرضا لتوصي لي انهم ان عادوا لن يبقوا منا شيء ،ومرة اخرى لعن الله قرار الأثر الرجعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص


.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة




.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر


.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ




.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا