الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشب أخضر على حافة صحراء الاستبداد

عبد الغني سهاد

2013 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


عشب أخضر على حافة صحراء الاستبداد

ليست الدبابات ولا الطائرات ولا الرشاشات هي الباعثة على الهمم والموقدة لنيران الحمية في صدور البشر ولكنها العزيمة والارادة القوية هي التي تاتي بالطائرات والدبابات والقنابل . فالحديث بشان العلم اليوم يتوقف على الفكرة والعزيمة وارادة تحويل الفكرة والعزيمة الى قوة مادية حقيقية .ومتى وجدت هاتان الركيزتان وجد العلم الحديث وتوفرت معه سبل النجاح والتقدم من تنمية تقنية وصناعة وغيرها من علامات ولوج العصر ...
فملاك الامر كله هو الارادة ...ومتى تواجدت الارادة وجد الشيء المراد .
من وراء المظاهر جميعها وفي كل نهوظ بشري توجد روحا دافعة وقوة باطنية تسيرها وتهيمن عليها وتدفع اليها فمحال ان تنهظ امة من الامم بغير هده اليقظة الحقيقية في النفوس والارواح والمشاعر ...
تنامي الحراك الشعبي العربي في ربيع عام 2011 دليل على نمو الرغبة عند الشعوب العربية في اخد مصيرها بنفسها في غياب الادوات الثورية بل و في غياب ادنى بصيص من الامل في التغيير لما اقحمت المنظمات المدعوة شعبية ووطنية نفسها في لجة الصراع لاجل الثمتيلية البرلمانية المزيفة اوالمشاركة الوهمية في الحكم مقابل التنكر للخطوط السياسية العامة التي كانت تحترمها ...مسايرة بدلك الاكدوبة الكبرى التي مررتها الانظمة الشمولية القائلة بموت الايديولوجيات ..وتراجع التاريخ الى الوراء ونهايته حتى .....
لكن الربيع العربي تحركت خضرته من قطر الى اخر ابتدءا من تونس الخضراء مضمونه مطالب متشابهة تتمثل في الحرية والكرامة والولوج الى الخدمات العمومية ..لاشك انها مطالب تاريخية مشروعة غيبت من حصول الشعوب العربية لاستقلالها السياسي بعد الحرب العالمية الثانية .
هذا التغييب مخطط له في تفاهمات الاستقلالات السياسية مع الدول الكولونيالية التي تحالفت مع الاقطاع والملاكين الزراعيين الكبار والبورجوازية التجارية الهجينة لاجل استبدال نظام استعماري بنظام شبيه اتوقراطي استبدادي لا يرحم الشعب المكون من الفلاحين والعمال والطلبة .
لم تكن تلك الانظمة التي افرزتها موازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية والتي اسست الحركة الوطنية للم تكن قادرة على تنزيل الديموقراطية وتحرير الناس من سلطة القهر والفقر والامية والتهميش ...بل زكت تلك العاهات وتناست برامجها التي رفعتها في بداية الصراع مع القوى الاستعمارية ....لم تكن التنظيمات الوطنية قادرة على ضخ الدماء الجديدة للثورة والروح القوية لاجل الربط بين التحرر السياسي والاجتماعي ,,,
تغييب الممارسة الديموقراطية جعل المثقف العربي يشكك في قدرته على الفعل الثوري على التاطير الفعلي للناس تحث شعارات فقدت كل معانيها شعارات اصبحت فارغة من كل مضمون ثوري ...فشل ادن في القيام بدوره في الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي ..وتركن في الصالونات الادبية يسلخ في ذاته واحيانا يمجدها كونه ينآى بنفسه عن مستنقع الصراع الطبقي واخد يتنافس على نزع حقه التاريخي من كعكة الاستقلال و نصيبه من التنمية العرجاء التي نهجتها حكومات الحركات الوطنية الفاشلة ....بعد الاستقلال السياسي ...
وقراءة خاطفة لوثيقة المطالبة بالاستقلال في المغرب سنة 1944 نندهش عند معرفة ان المطلب السياسي بالاستقلال كان مربوطا عند الوطنيين الاوائل بمطلب الديموقراطية ...وهي لم تكن تعني سوى مشاركة الشعب بمختلف اطيافه في الحكم ...لكن صراعات الاستقلال السياسيى وتدخل الكولونياليزم للابقاء على مصالحها الاقتصادية في المستعمرات ...عرقل ارساء الديموقراطية بلونها البورجوازي الحضاري في البلدان مثل المغرب ,,,وفشل للاستقلال السياسي ولم تتحق بتاتا التنمية
ولا وزعت الثروات بالعدل والمساواة ..فلم تنجح الاصلاحات الزراعية ,,ولامخططات التصنيع وقفت على قدميها ..ولم يتحقق الاستقلال المالي عن الهيئات الدولية بل ازداد تكبيله موسم بعد اخر بمزيد من الديون والقروض الطويلة الامد ,,,,
تاريخ الحركات الوطنية في البلدان العربية ليس الا تاريخا للصراع الدامي حول المصالح الطبقية وحتى الفئوية والطائفية ..لم يكن في يوم من الايام تاريخا يهم المستضعفين من الشعب . فهو تاريخ اغتيالات وانقلابات عسكرية وتصفيات جسدية للمعارضين السياسيين في الداخل او الخارج واختفاء للزعماء والرموز الوطنية واستقواء بالقوى الخارجية سواء كان غربية او شرقية ... هذا الصراع المرير اصاب المجتمعات العربية بمرض الفشل السياسوي لعقود من الزمن سميه ما شئت عقود الاستبداد ,,,أو القهر ...أو فقدان الكرامة الانسانية ....شاركت الاحزاب الوطنية كما تقول عن نفسها واحزاب محسوبة على اليسار الاشتراكي الديموقراطي مع الجيش في تدبير دفة الحكم وتراكمت مشاكل التخلف رغم بعض مظاهر التقدم المخادع على الصعيد التقني
والسطحي لا غير ..غيرت الفئات السياسية الانتهازية من مواقعها الطبقية وتركت عن طيب خاطر الاطلاع على برامجها الحزبية المتروكة للارضة في مقراتها المغلوقة على الدوام ...لعقود من الزمن تركت الجماهير والطبعة العاملة على الخصوص تواجه مصيرها بنفسها ,,,تقاوم من جهة الاستغلال الراسمالي والباطرونا ..وتشكوا من التفتت والانعزال النقابي وكذلك تواطؤ بعض النقابات التقليدية القديمة مع الباطرونا .الاتحاد العام للشغالين المغاربة والكونفدرالية الديموقراطية للشغل ...
لم تتمكن تلك الاحزاب النقابات الوطنية والتقدمية من تحقيق ولو القليل من المطالب الديموقراطية البورجوازية التي تعلنها ..فكان الشعب عرضة الى التفقير والتهميش الاقصاء,,وكانت هي لا تستطيع بحكم اصطفافها الى جانب المخزن رع صوتها والمطالبة بالاصلاحات الدستورية ,,,او اي تعديل للدستور بما يتماشى و متطلبات المرحلة ...
تراكم في صفوفها شراذم من الانتهازية ووصلت بسرعة الى قيادتها بسرعة ,,,,,عناصر معروفة بانتهازيتها وركبها موجات الفرص المتاحة وغير المتاحة .
واصبحت جزءا من الحكم تحافظ على الوضع كما هوحفاظا على مصالحها الفئوية ..
لذلك لا غرابة ان تظهر حركة 20 فبراير لتتجاوز كل تلك التنظيمات السياسية والنقابية المتعفنة والموالية لحكم المخزن الذي ر يزال يجمع بين يديه كل السلطات ,,,فجاءت الحركة بمطلب اساسي تغيير الدستور والفصل بين السلط ووالولوج الى الخدمات الاجتماعية وباختصار ... .,,اسقاط حكومة عباس الفاسي التي تنتسب كما تقول الى الكثلة الديموقراطية المزيفة طبعا والذي استغرقت في مشاركتها في الحكم مدة 12 سنة دون تقويم لتجربة التناوب التوافقي الذي طبلت له تلك الاحزاب وزمرت له النقابات ووعدت الشعب بالاوراش الكبرى ,لكنه لم يفهم انها اوراش تخصها وحدها .
الحراك الشعبي في فبراير 2011 شمل كل مكونات الشعب المغربي من اشتراكيين وعلمانيين الى اسلاميين معتدلين ومتطرفين ,,واجتمعوا على كلمة واحدة اسقاط الفساد وهو متفشي في الحكومة وفي الاحزاب والنقابات والنظام في رمته ...
نلاحظ أن النظام يستعمل العامل الزمني بدقة و لصالحه ، على عكس دلك ، نرى حركة 20 فبراير و القوى المؤيدة لها لا تبالي لهدا العامل و أصبحت بدلك ديلية لمبادرات النظام ، غير ماكانت عليه في بداية انطلاق الحراك . وهو صحيح كون الحرب خدعة و القوة في القدرة على أخد المبادرة ، لهدا من المعقول ادا فطن الخصم لمباغثتك له و تهيأ للهجوم ما عليك سوى تغيير الاستراتيجية و هدا ما لم يعد في مقدور الحركة فعله ، و هدا ما يلزم التفكير فيه جليا . ما هي المعادلة المطروحة أمامنا الآن ؟ النظام استغل العامل الزمني و و ضفه ليتمكن من أخد زمام المبادرة السياسية عن طريق وضع دستور جديد و برلمان جديد و حكومة جديدة و ابعاد المعارضة الحقيقية عن مساندة القوة التي وضعت شرعيتة في مهب الريح وفي كفة ميزان . في الطرف الآخر للمعادلة لا زال الحراك الشعبي يسير على نفس المنوال ، حراك شعبي مستمر و كفاح بلا هوادة ، غير أن هدا العطاء و هدا النضال الشعبي السلمي أصبح يكب في طاحونة تمكن النظام السيطرة عليها وذلك في غياب القيادة المنظمة الثورية التي تستطيع الاخد بزمام المبادرة .
====








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د