الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{ رسالتي الأخيرة .......إليه }

حسناء الرشيد

2013 / 4 / 11
الادب والفن


" وها نحنُ على مفترق طرق ....... أرجوك أن تتركني بسلام .... وترحل "

كنتَ أكبرَ أكاذيب حياتي ... وها أنتَ تنتهي منها ...

كانت روحي تعاقرُ الموتَ اللذيذ كلّ ليلةٍ بقربك , ورغم أني تمنيتهُ كثيراً ( معكَ أو بدونك ) ولكني فقدتُ رغبتي تلك حين وجدتها قيد التنفيذ فعلاً !!ُ

كلّ ليلة ... كنتَ تقدّمُ لي طبقاً مليئاً بالفواكه المحرمة .... وكنتُ أقضمها بشراهةِ من لم يتذوق طعاماً منذُ زمن ولكن شهيتي بدأت تضعف تدريجياً ... فجأةً أصبحتُ أفقد رغبتي في الطعام ولم يعد منظر ذلك الطبق يغريني

رغم أنكَ كنتَ تتفننُ في طريقة عرضه وتقديمه ولكني هكذا , فدوماً كان منظرُ الأشياء الجديدة يغريني ويبهرُ أحاسيسي ثم ما تلبثُ حدّة التوهج بالخفوت تدريجياً حتى تصل حدّ التلاشي بمرور الزمن

والأمرُ معكَ لم يكن مختلفاً أبداً .... فلا زالت نظرة الدهشة تلك لم تفارقني .... لا زالت عينايَ تشعّانِ ببريقٍ طفوليٍ يلحظهُ كل من يعرفني جيداً كلما فاجأتني الحياة بما يلفت انتباهي ويثير فضول مشاعري للتعرف إليه عن قرب

وهكذا اقتربتُ إليك ... عشتُ معك أجمل لحظاتي ... أعترفُ أني استطعتُ _وللمرة الأولى في حياتي_ أن أقتربَ من نار الحب لأتدفاَ بها ولكن من دون خوفٍ أو توجّس فقد اعتدتُ النظر إليها من بعيد ... كنتُ أتخيلها فقط ولم
يحدث أن اقتربتُ منها أبداً إلا معك
فمنذُ أحببتك ... منذُ ذلك اليوم وأنا أرتكبُ كل ما كنتُ أمنعُ روحي من ارتكابه سابقاً .... مشكلتي الكبيرة تكمنُ في أني لم أجرّب الحب أبداً

لا تستغرب يا سيدي فأنا امرأةٌ لا تتقنُ كيف لها أن تعشق .. كل ما تعرفهُ عنه تعَرفَت إليه عن طريق الروايات والقصص التي قرأَت ... كانت تلتقي بحبيب خيالاتها وفارس أحلامها بين سطور الحب التي كانت تنفردُ بها دائماً لوحدها بعيداً عن أنظار الجميع وأسماعهم ...

كانت تظنُ أنها ستستطيع التعرف إلى الحب جيداً من خلالها ولم تكن تعلم أن الأمر ليس هكذا أبداً ... لم تدرك أننا كي نحب فلا بدّ لنا من أن نطلق سراح ذلك الحبيب ... نساعده على الخروج من بين قضبان سطورنا وأغلفة كتبنا كي يستقر على أرض الواقع ... يقفُ أمامنا ... نبثّهُ مشاعرنا ونحنُ نطيل النظر إلى عينيه كي نرى حينها انعكاس صورتنا فيهما .... بل انعكاس حبه ومشاعره تجاهنا

لم تكن تعلم أن نار الحب وُجدَت كي تُدفيء قلوبنا أو كي تكتوي بها أحاسيسنا حال ابتعادنا عن ذلك الحبيب وعدم القدرة على رؤيته أو لمسه ولم توجد كي نلتقط لها صوراً تذكارية لا تتضح ملامحها حتى لأننا نخشى الاقتراب منها فتبدو الصورة مشوشة وغير واضحة المعالم حينها ....

وهكذا كنت .... قبلَ أن تلمحك دقات قلبي ونحنُ نُقلّبُ معاً صفحات كتابٍ أثار إعجابنا سوياً ... كنتُ لوحدي حينها وللأسف لم أتوقع أن تكون أنت ذلك الحب الذي ( لم أنتظر من الأساس ) !!
فأنا أبداً لم أكن أقفُ في المحطة بانتظار ذلك القطار الذي سيأتي حاملاً معهُ ذلك الحبيب الأسطوري الذي داعبت خيالاته أفكاري دائماً

صدقني إن أخبرتكَ هذا .... وأكثر كذلك .... فالحب لم يكن ضمن مشاريعي وأولويات حياتي بل إني لم أفكر أبداً بأني قد أعيش تلك المشاعر يوماً ... اكتفيتُ بما أنا عليه فقط ( فدائماً كنتُ قنوعة ) ... ولكنهُ هكذا يأتينا دوماً على غير انتظار
الغريبُ في الأمر أني اكتشفتُ ( فجأة ) أني لم أعدّ العدة الكافية لعدم استقباله أو مقاومته ببساطة لأني لم أفكر في أنه قد يقتحمُ حياتي وبلا مقدمات تُذكر كما فعل حين وجدتكَ تتربعُ على عرش قلبي وتتملكُ كل أحاسيسي وبدون أن تعلمني مسبقاً بهذا .... ( من باب الاستئذان مثلاً ) .... !!

وهكذا أحببتك .... كانت مشاعري مرتبكةً وخجولةً للغاية معك .... فأنا لم أدرك بعد كيف لي أن أكون حبيبة أو أن يكون لي حبيب لا أفسحُ له مجالاً في عمري ... بل أسلمهُ زمام حياتي كلها كي يتصرف فيها وكما يحلو له

وهكذا تعلمتُ الدرس الأول .... كان أيماني بك وثقتي الكبيرة بأنكَ ملاذي الآمن هما ما جعلاني أستسلمُ لك ولم أكن مخطئةً حينها أبداً فحتى هذه اللحظة ..._ وبعد أن انتهى كل شيء _ أدركُ جيداً أن قراري كانَ صائباً للغاية وبأنكَ كنتَ أماناً لمشاعري وأحاسيس روحي

ولكنني كنتُ أتمنى لو بقينا هكذا ( أماناً لبعضنا فقط ) ... دفئاً وحناناً متبادلاً

لا أدري ما الذي يجعلني أشعر أن وجود مشاعر الحب بيننا وكأنهُ كان المسمار الأخير في نعش علاقتنا الجميلة تلك

لا أدري أيضاً ما الذي يجعلني أشعر أن الحب لعنةٌ في حياتي فبمجرد دخوله إليها ورغم أني كنتُ سعيدةً جداً به , ولكني كنتُ أشمُّ رائحة الفراق وهي تملأُ كل اجوائي وتُعطّرُ سطور علاقتي بك ومنذ اللحظة الأولى تلك التي ادركتُ فيها معنى أن أعشق ... أن أهواك بمشاعر غريبة لم أقرأ عنها حتى

فهل تدرك ما الذي يعنيه أن تهوى امرأةٌ تجاوزت عمر المراهقة بسنواتٍ عديدة بمشاعر تجمع كل تناقضات الأعمار التي قد يعشق فيها الإنسان

هل لكَ أن تتخيل أني كنتُ أحبك باندفاعٍ متهور ... ( حب المراهقة ) بطيش الحب الأول وببراءته وبأيماني جيداً أنكَ صفحةٌ لن تنسى من حياتي حتى لو طويتها ... بل حتى لو اقتلعتها أو أحرقتها فقد طبعتَ عمري ببصمةٍ لن تزول لأني لم أحب شخصاً قبلكَ من الأساس

( لم أرتكب الحب ... إلا معك ) ....

كنتُ أعودُ إلى صوابي في بعض الأحيان فأحبك بعقلانيةٍ كبيرة ... ثم أعود لأخلط تلك المشاعر الناضجة بمشاعر الطفولة والدلع الأنثوي كي تظهر بصورةٍ لم أخبرها قبلاً ... صورةٌ مؤطرة بنارٍ متأججة تلهبُ كل تفاصيلها

كنتُ أنثى ناضجة .... مرحةً كالأطفال وشهيةً جداً تماماً كما هي تلك الفاكهة التي قدمتها لي يوماً ولا زالت مُحرمةً عليك .... وستبقى

فقد انتهت فصول حكايتنا معاً .... ولا بد لي من أن أغلق الكتاب ... وأعود لحياتي من جديد

فالتأملاتُ والخيالات ........ تنتظرني

(( بقلمي .... حسناء ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان