الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغاني الوطنية .. دعوة للحب !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نعم لم نسمع يوماً في أوربا أو أمريكا عن أغاني وطنية تبث عبر قنواتها الفضائية والمحطات الإذاعية ، فهم لا يحتاجون دعوة للحب ، فأوطانهم توفر لهم كل مايحتاجونه لدرجة أننا نتهافت ونهرول بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة لنهاجر إليها بحثا عن حياة كريمة وإنسانية ، نعم حينما تكون هناك ديمقراطية حقيقية وحقوق وواجبات ، لن نحتاج حينها لأناشيد وطنية وأغاني تمجد الوطن على الورق وعلى شاشات الفضائيات والإذاعات الموجهة نعم الموجهة والتي تخدم الحكومات الفاقدة للقبول الشعبي ، فهنا العلاقة عكسية تماماً بين الحريات وحب الوطن فكلما كانت هناك حريات كلما زادت الوطنية وكلما كان هناك قمع وبطش وتشريد كلما قلت درجة الوطنية بداخلنا تماماً كواقعنا اليوم ..

ونحن لا نندهش كثيراً لذلك الشيخ الفقيه الذي نجد حوله كثير من الشباب والشابات يحتمون بما يقول ويحتمي بهم ، عندما يصرح ليل نهار لاعناً دول الكفر والكفار ، في إشارة واضحة للغرب ، يلعنها في حله وترحاله ويصف تلك البلاد ببلاد الكفار والجهال ، مع علمه وعلمنا جميعاً أن عدد المسلمين اليوم في بلاد الغرب أصبح يفوق عدد المسلمين في كثير من دول الشرق الأوسط وأفريقيا ، وليعلم هؤلاء الشيوخ أن الإسلام يتنشر في بلاد الديمقراطية والحرية أكثر من بلاد القمع والدكتاتوريات وإستغلال الدين ، ولا نندهش عندما نشاهد ظاهرة ترك الدين الإسلامي ( الردة ) التي في تزايد بسبب سياسة الجماعات الإسلامية التي تنفر من الإسلام ، ولا نندهش عندما نسمع عن ذات الشيخ والخطيب الشاتم والحانق على الغرب ذاهب إلى تلك الدول ليتلقى العلاج على يد الكفار ، نعم هكذا تورد الإبل في بلادنا ، وهكذا هي الأشياء تبدو ، عداء غير مبرر لدول ديمقراطية متطورة منظمة متقدمة تحترم مواطنها مهما صغر شأنه دول يتمنى كل شاب وشابة أن يهاجر إليها من أجل حياة إنسانية ، دول تنتهج العلم سبيلأ لتحقيق ألرفاه لشعبها ، دول يتقدم الوزير الفاشل فيها بإستقالته دون تردد أو خجل ، دول تحاكم الرؤساء كمحاكمة أي مواطن ينتمي إليها ، دول تحترم الدستور والقانون ، دول توفر لمواطنيها كل سبل العيش الكريم ، وترعى مبدعيها وعلمائها ، دول تحترم كبار السن والعجزة والمرضى ، دول تحترم المعاقين وتوفر لهم حقوقهم العامة والخاصة ، دول حتى الطرق فيها نظيفة ومنظمة ، يحترم فيها السائقون إشارات المرور ، ويحترمون شرطي المرور الذي يبادلهم ذات الإحترام ولا يلقي عليهم التهم جزافاً كما يفعلون هنا ، دول يحج إليها شيوخ ديننا ووزرائنا ورؤسائنا إليها لتلقي العلاج ، وتلقي المعونات ، وتلقي الدعم المعنوي ، وتلقي العمولات ، ولكنهم يعودون ليواصلوا مسيرة الشتائم الغير مبررة ليخفوا سوءاتهم ، نعم دول بهذه المواصفات قطعاً لن تحتاج لأناشيد وطنية وأغاني وطنية تدعو فيها مواطنيها لحب الوطن ..

نعم نحن هنا في عالمنا الثالث من يحتاج لأغاني وطنية ، والتي كلما كثرت ، تأكد أن هناك جفوة ومساحات شاسعة بين الوطن وأبنائه ، نعم ويعلم حكامنا هذه الحقيقة لذلك يكثرون منها لسد هذه الفجوة فهذه البلاد لا تقدم لمواطنيها شيئاً بل تأخذ منهم عرق جبينهم بدعوى ذات الوطنية المفقودة نعم ، وقديماً قالو ، وللأوطان في يد كل حر يد سلفت ودين مستحق ، ولكن لم تقل وللأوطان في يد كل مقيد محتقر معتقل مظلوم يد سلفت نعم هناك كره وجفوة ودين مستحق للإنتقام ، نعم هنا دعوة للكراهية وهنا هجرة للوطن بحثاً عن وطن جديد يقدر ويحترم إنسانيته ، لذلك شعوبنا في حاجة كل يوم وكل لحظة ليتذكروا حب الوطن الذي لن يحبوه طالما هناك مساحة شاسعة لن تردم إلا بوجود إحترام متبادل بين الوطن والمواطن وبين الدولة والشعب ، وليس بالتوسلات والأغاني والأناشيد ، ولن يأتي هذا الإحترام إلا في ظل الحرية والديمقراطية ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ