الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تتركه

سامح حنا

2013 / 4 / 12
الادب والفن


استيقظت .. ليس صباحا باكرا بل ضاحيا مطعما بطعم الكسل اللذيذ .. التصقت بفراشها فى نعومة حدقت

بالسقف و اصدرت تثاؤبات عميقة قبل ان تنزع غطاء قطنى رقيق الملمس من على جسدها لتصيبها قشعريرة باردة ارتجفت لها اوصال كتفيها .. لم تغب الإبتسامة الغامضة تلك عن شفتيها.. همت لتقف اكثر من مرة فتسقط جالسة على حرف السرير اعتدلت و كأنها قررت ان تفيق .. جرجرت قدميها حتى مغطس استحمامها فتحت صنابير المياة الساخنة وصبت الكثير من الرغوة و العطور الزيتية.. لم تكن غير ورقة التوت لتنزعها قبل ان تولج جسدها فى مغطسها مستمتعة بحرارة المياة .. تتهادى الى مسامعها نغمات فيروزية رقيقة ...."سألتك حبيبى احنا وين رايحين ؟ " استلقت برأسها على حرف المغطس تعطى جسدها كل نسمة عطر .. تمتزج فى نفسها .. تغمض عينيها و ترى نفسها هناك تحاول ان تزيل توترها .. انهت حمامها .. جففت جسدها بعناية و ارتدت ذلك الفستان الزهرى الفضفاض .. نزلت سلمات بيتها القليلة تقفز كفراشة بين ورود .. لم ترى الدنيا بمثل جمالها من قبل .. ترى كل شئ ملون .. استقلت سيارة .. اعطت العنوان للسائق .. هامت سارحة محلقة تاركة الهواء يصفعها علَها تفيق من ذلك الخدر .. وصل السائق لمحل العنوان .. نبهها مرتين قبل ان تقفز من السيارة لاهية ان تدفع الأجرة .. سمعت من خلفها صوتة .. "الحساب يا ست هانم" اصدرت ضحكة خفيفة .. معطية اياة ورقة من فئة الخمسون جنيها .. غير عابئة باسترجاع ما تبقى .. دلفت الى محل القهوة ذو الإسم الشهير .. استنشقت مزيج من الرائحة تعشقة .. مزيج رائحة تحميص البن مع دخان و عطور مدمجة .. لفت بعينيها المكان لتجدة فى ركن اخير .ز يحتسى قهوتة .. و ينفث دخان سيجارتة .. ينظر ف الساعة بقلق .. .. تقدمت بخطى هامسة .. من خلفة لتنقر على كتفة اليسرى .. وبحركة لا ارادية اطبق على يدها جاذبها امامة .. مقبلها برقة اوجلتها كلها فى وله تاه فية عقلها عن جسدها لحظة .. استندت الى المقعد .. .. جلست .. تضرجت وجنتيها بحمرة خفيفة احست بسخونة عجيبة تتفقد اجزاءها .. وقالت بصوت رقيق متقطع .. وحشتنى .. وحشتنى اوى اطبق بشدة على كلتا يديها اللتان لم يفلتهما شوقا .. قاما و انصرفا .. ذهبا الى عشهما .. لم يفلت يدها طول الطريق .. لم يتوقف قلبها عن الخفقان بشدة .. الى ان كانا وحديهما .. لم يعرفا كيف تعانقا .. ولا كيف تعرا .. كل مازالوا يتذكرونة عن ذلك اليوم انهما انصهرا داخل نفسيهما انهما صارا واحدا .. لم تعد خلجات نفسها تؤنبها .. لم تعد تلك المرأة الواجلة من حياتها و حبها .. اقسمت فى ذلك اليوم انها لن تتركة .. لن تدعه يرحل رغم جبال الصخر التى تحول بينهما .. انها هو .. ارتسمت تحت جلدة .. سبحت فى شرايينة .. و هو تكوينها .. فهو منذ الأزل قابعا فى اعماق نفسها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب