الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوروا تصحّوا

ثائر زكي الزعزوع

2013 / 4 / 13
الصحافة والاعلام


في مقالي السابق "إعدام مدني" الحوار المتمدن- العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 سردت تجربة شخصية مررت بها، لا لأني أريد رؤية العالم من منظوري الشخصي ووفقاً لما يمر بي، ولكن لأنها تجربة أعلم أن الكثيرين مروا ويمرون بها، وسيمرون بها لاحقاً إن لم..
وهنا تكمن الحكاية والسؤال الافتراضي الذي طرحته في آخر مقالي، ما الذي تغير يا سوريا؟ هو السؤال الذي أبحث كما يبحث الكثيرون عن إجابة عليه، وستأتي الردود بالعشرات، لم يتغير شيء.
لكن لماذا لم يتغير شيء؟ هل قامت الثورة لتعيد إنتاج النظام السابق بمفرداته التي حولت الصحافة والثقافة إلى مطية تمتطيها، وجعلت جموع الصحفيين أشبه بالخراف، وأعتذر عن استخدام هذه المفردة، في حظيرة يقودها أمي انتهازي لا يعرف من معنى الصحافة سوى السيارة الفخمة التي أمنها له منصبه كرئيس لاتحاد الصحفيين، وميزته الوحيدة أنه عضو في حزب السلطة؟؟
هل قامت الثورة ليظل الصحفيون موظفين، أم ليشاركوا فعلاً في صناعة المستقبل، سواء الإعلامي أم الاقتصادي، أم الثقافي؟
ولماذا يسير بعض "إعلام الثورة" وهو يقلد تجربة إعلام النظام، بمحسوبياته وفساده، وسكوته المقرف عن الخطأ؟
ألم يحلم الصحفيون بثورة تحرر أقلامهم، وتفك عقدة ألسنتهم، أم أن الثورة فرصة جديدة لخلق فساد جديد؟
ما الذي سيتغير في سوريا؟
الجواب ربما مخيب للآمال، لا شيء.
لا شيء، نعم، الشللية نفسها، العلاقات المشبوهة نفسها، الاستغلال نفسه، ولكن هذه المرة على حساب الثورة، وقد تتحول الثورة إلى شمّاعة تُعلق عليها الهزائم، ويلحق بها الفساد، وتمتلئ بسببها الكروش. تماماً كما كانت "المقاومة والممانعة" بل وما زالت مبرراً لنظام الأسد ليقتل ويعتقل وينشر الفاسدين وزراء ومسؤولين.
علق أحد الأصدقاء على مقالتي السابقة قائلاً: لا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم.
وعلّق صديق آخر: الثورة يجب أن تكون ثورة على دواخلنا أولاً.
فهل حملنا دواخلنا المسترخية، وفسادنا المستفحل، ولبسنا زياً ثورياً يناسب المرحلة؟ وغداً، أقصد عندما يسقط النظام، ويأتي نظام جديد سنقف على باب سيارته لنهتف مبايعين له، كما فعل السبعيني صابر فلحوط، وكان وقتها رئيساً لاتحاد الصحفيين، حين وقف أمام باب سيارة بشار الأسد ابن الرابعة والثلاثين ليهتف بملء فمه: "بالروح بالدم نفديك يا بشار"؟. وكان بشار وجهاز مخابرات أبيه يومذاك قد انتهكوا كرامة الدولة وعبثوا بدستورها.

سأردد ما قاله سواي، الثورة ثورة على الذات أولاً، وإلا فلن يتغير شيء يا سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات