الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماضي مقبرةً خَلَتْ ...!!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2013 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يسخرُ منك مَن هو أدنى منك .صفيقاً يتساءلُ ، مَن أنتَ ؟ وهو يعلمُ ، أنه المجهول ، وأنت الواضح المعلوم . تلك ليست وثنية بقدر ما هي عهر فاضح ، في زمن عاهر .
تلاشت القيّم ، وضاعت المعايير وصار الطرْقُ على الابواب الموصدةِ يُزيد الطرقُ غموضاً . لكن الأصرار فينا يقهر العقم ويغيّر وجه الارض ويرسم ملامح الطريق التي أريد .
فعند مهوى قبضتي ستنفتح المغاليق ، ويعود وجه الحياة اخضر ، والطيور التي هاجرت كهجرتي تعود الى أوكارها .
غريب أنا ، أغنّي جروحي في حانة باردة ، والكلّ نيام . أطفأ النادل اضواء الحانة وغادرها الجلاّس ، لكنني تمسّكتُ بالكرسي تحتي مُرًّ عليّ أن ينزل النهار وأنا أحصي احزان الناس
في دروب مدينةٍ حرّاسها وشرطتها أضعاف أضعاف ساكنيها ، تشير الايادي صوبي وتومئ الاصابع اليّ وتنبجس الشفاه عن كلماتٍ : غريب ! انه غريب .
ليس بيني وبين الآخرين قطيعة ، وليس بيني وبينهم رواسب احقادٍ ، سوى انني ارفض أن أتسكع على الابواب ، أن يتجاهلني زيد ، ويتنكر لي عمرو ويشتمني نكرة ، لهو أحبّ
الى نفسي ، من مفسدةٍ أقحم نفسي فيها .
لن ألُّغ في دم غيري ، ولن أطعم نفسي الا من رغيف خبزي وأشرب من قدح مائي .
مبهور بهذا العالم أبقى . عالم الألف الثالثة ، حيث تتجذر الفوارق الطبقية وتتلون وجوه الخليقة بألوان عاهرات الليل ، وتفيح في الاجواء الليلية مناخات سحاق الليل ، وتقرأ آثار العهر
في جباه علية القوم ، هذا عالم الزناة . أما عالمنا نحن الفقراء . المبعدين عن دائرة الضوء والنفوذ فهو عالم الفضيلة وان عاش بلا أنوار . برغم أن المصباح الذي ينفذ بنا الى هناك ،ما يزال في يدنا .
نحن بأصرار نرفض أن يطال اذيال ثوبنا علق من ادران قوم ومجتمع ترك اخلاقه وموروثاته معيّة الالف الثانية وغادرها حافيا من كل شيء سوى النفاق .
في حالات كتلك نهرول نحو الماضي البعيد ، فالتاريخ ارث به نتمسك وندعم حجتنا الفقيرة . التاريخ ارث ،لكن فيه ما يخجل ! تلك الدعاوي الفارغة ، والحروب من أجل حشفٍ يابس .
ما زال القائمون على صناعة التاريخ يُقصون رجاله الحقيقيين . فالماسك بزمام التاريخ يفتح صمام اذنيه ليسمع التافه من القول ويضع اصبعيه فيها كي لا يسمع الآخر ، صوت الحقيقة .
ويشيح بنظره عنها . ان المضحك في التاريخ مُبكٍ . من أين نبدأ لو أردنا مقاضاة التاريخ وصانعيه والماضي . أليس هذا المشهد التراجيدي هو وجه التاريخ الذي تنكّر للفضيلة ، وصافح الخيانة والعار والجريمة .
من أين سندري ان ثوب الافعى يتجدّد . تلك بداية اللعنة التي لحقت بالأرض وبنا ، توارثناها رغماً وسنورثها للأبناء رغماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال