الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو حصار القصر الجمهوري في مصر

هويدا طه

2005 / 4 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تبث إذاعة بي بي سي البريطانية- وإذاعات أخرى- برامج حوارية على الهواء مباشرة، تمنح فيها الفرصة للجمهور للإدلاء برأيه في حدثٍ جار أو حدثٍ يثير الجدل، ورغم أن الوقت المتاح لسماع الراديو.. يكون غالبا أثناء ركوب أو قيادة السيارة، حيث لم يعد مألوفا أو منتشرا أن يدار مؤشر الراديو في البيوت.. لمتابعة الأخبار أو البرامج الإخبارية أو حتى الترفيهية، في ظل هذه الهيمنة التليفزيونية التي تبث المعلومة المصورة، فإن الإذاعة مازالت- حتى ولو في السيارة فقط- تتمتع بألق ٍ خاص، خاصة إذا تعلق الأمر بالرأي وليس بالصورة.
ومنذ بدأت حركة كفاية المصرية أول إعلان لها برفض النظام القائم، في مظاهرتها السلمية التي شارك فيها بضع مئات بشكل ٍ منظم جدا.. في ديسمبر الماضي أمام دار القضاء العالي في القاهرة، انتشر الخبر وكان مؤثرا تليفزيونيا أكثر منه إذاعيا، لأن(الصورة)فيه كانت خبرا بحد ذاتها، فقد نجحت الحركة في(ابتكارها)الجديد المبدع، هذه البطاقات التي كتب عليها شعار(كفاية).. بطاقات صغيرة ملونة.. وضعها المتظاهرون على جباههم وأفواههم.. ورفعوها عالية بأياديهم.. منذ ذلك اليوم الفريد في الحياة السياسية المصرية خلال ربع القرن الأخير.. فتحت الصورة مجالا واسعا للمكبوت، بدأ المسكوت عنه في السياسة المصرية يخرج ليصبح موضوعا للكلام علنا ً، لم يعد المصريون يستعملون طريقة(الإسقاط والترميز)للشكوى مباشرة من نظامهم البوليسي، وبدأت رويدا رويدا تعلو أصواتهم.. الجماهير أو النخب على حدٍ سواء.. في برامج محطات الإذاعة والفضائيات.. برفض مباشر صريح للتمديد والتوريث، وهو شعار كفاية(لا للتمديد، لا للتوريث)الذي رفعته في وجه مبارك.. في ذلك اليوم الفريد.. في تلك المظاهرة التاريخية.. على قلة المشاركين فيها يومها، لكن الفضائيات- بأجندتها وحساباتها الخاصة مع الحكومة المصرية- مازالت متحفظة في(فتح الملف المصري)، بينما إذاعة بي بي سي بدت أكثر جرأة على طرح المسألة المصرية للنقاش، وهي تلك الحركة.. حركة كفاية.. من أهدت المصريين ذلك الاهتمام بهم في الإعلام، بخطوتها الناجحة الأولى.. وخلال الأيام الماضية تكرر فتح ذلك الملف في إذاعة بي بي سي، وكان هناك حوار مع محمد فريد حسنين عضو جبهة(أنقذوا مصر)التي تنسب للمصريين في الخارج- في أوروبا خاصة- وطرح سؤال عن(حساسية)النشاط المصري(من الخارج)، وكانت عديد من الإجابات جريئة ومقنعة للغاية، رغم هذا التحسس غير المبرر من النشاط المصري في الخارج، لكن النقطة الأهم كانت إعلان كل ناشط أنه(يهدف إلى التنسيق مع حركة المطالبة بالتغيير في الداخل)، وعلاوة على فتح الملف المصري في إذاعة بي بي سي فإن الفضائيات- وإن تحفظت في فتحه- فإنها لا يمكن أن(تتغاضى)عن الأخبار الواردة من القاهرة، مظاهرة طلابية في الجامعة الأمريكية- لا ضد إسرائيل ولا مبايعة لبن لادن- وإنما ضد مبارك وعائلته، مظاهرات في الإسكندرية والمنصورة ومدن أخرى، نساء هن أمهات المعتقلين في العريش على خلفية تفجير طابا، يتشجعن ويهاجمن مقرات البوليس مطالبات بالإفراج عن أبناءهن، تجمهر حول مقر مجلس الشعب، تجمع حول دار القضاء، تلاميذ وفتيات ورجال ونساء.. هنا وهناك.. يعبرون بطريقة أو بأخرى.. عن الوصول للنهاية في مسلسل الصبر على مبارك وعائلته وحاشيته، هذه الأخبار المتتالية.. تضع اللبنات الأولى نحو خطوات قادمة ستكون أكثر جرأة.. وربما تفاجأ الجميع داخل وخارج مصر.. كيف لا نتفائل بهكذا جرأة في الإذاعة والتليفزيون- غير المصريّين بالطبع- فلا مجال للحديث هنا عن الإذاعة والتليفزيون المصريين، وهناك كذلك مئات المواقع على الإنترنت.. ألم تسلم فرنسا الرسمية للألمان تسليما تاما مذلا في معاهدة موقعة، ثم جاء صوت شارل ديجول ذات صباح من إذاعة لندن المجاورة.. يحث(الفرنسيين الأحرار)على عدم التسليم.. كانت البداية.. بذلك الحديث الإذاعي القصير، فالإعلام هو وسيلة الضغط الأعظم أهمية في إثارة الصداع للحاكم المستبد.. ثم إثارة غضبه حتى يصاب بالذعر.. ليبدأ بعد ذلك في ارتكاب آخر حماقاته الطائشة.. وهو ما يحدث مع مبارك هذه الأيام.. حتى أن أحد المتحدثين من الجمهور في الإذاعة قال(في الآخر حيروح فين.. ولا ّ حيلاقيها منين ولا ّ منين.. بيهاجموه من كل ناحية وزاوية..)، وآخر قال(مش عارف اللي لسه بيدافعوا عنه.. مش عارفين ولا إيه إنه أصبح ورقة محروقة.. المسألة مسألة وقت)، وبالفعل إذا تتبعت مسيرة الشارع المصري.. منذ ديسمبر الماضي تحديدا.. سوف تجد الأمر يتدرج.. تظاهر وغضب حول مقر شرطة في مدينة هنا أو هناك.. تظاهر وغضب أمام دار القضاء.. الجامعات والشوارع والميادين.. النقابات.. وصولا إلى مجلس الشعب..... ماذا يبقى بعد ذلك سوى.. القصر الجمهوري؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله الله
الحاج محروس محروس محمد اسماعيل ( 2012 / 8 / 24 - 08:12 )
............خطرت فى ذاكرتى فكرة رائعة.....فبدل أن نهدم .....علينا أن نبنى أولا.....سنقول إن الرقص الشرقى....حرام لأنه كاشف لأماكن العفة.....وأن تمثيل المرأة مع الرجل ليتبادلا القبلات......وخاصة ...(فاروق الفيشاوى مع إلهام شاهين).....ليس مقبولا الآن..... فما العمل؟....الحل فى منتهى اليساطة.....فبدل أن نصدرالأوامربإلغاء الفن.....نصنع صاوخامتعدد الطوابق ومتعدد السرعات.....ونحشر كل أهل الفن فيه.... أمثال (دينا....وفيفى عبده ....وهياتم....وبوسى ....وخاصة من يعمرن قناة التت.......ولاننسى الهياكل العظمية للأموات منهن...... فتركها على أرض كوكب الأرض حرام.....ويكون وجهة الصاروخ كوكبا آخر...... وليكن المريخ.....فهناك يعمرالمريخ بأهل الفن..... وتتلألأ الثريات....وأهل الأرض يصيخون السمع خفية..... لسماع الموسيقى وإذا رآهم أحد .....جعلوا أصابعهم فى آذانهم..... خوفا من أن يلومهم أجد....وبذلك نكون قد حافظنا على حياة أهل الفن.....وضمنا لهم حياة كريمة.....ويخف عدد العاطلين على كوكب أرضنا.....(الحاج محروس محروس محمد اسماعيل)

اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟