الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوكسات أهون من الإرهاب

شاكر الناصري

2013 / 4 / 14
حقوق الانسان


بعد عشر سنوات من عمر اللعبة او العملية السياسية التي نتجت بفعل الإحتلال الامريكي للعراق، فإن المتتبع او المعني سيجد أنّ الإنسان بكرامته ووجوده وأمنه وإستقراره ، أصبح يواجه أوضاعاً مريعة تدلل على مدى الرخص وانعدام القيمة التي يواجه فيها الى درجة إنّ هذه الأشياء" الكرامة والوجود والامن والإستقرار" تحولت الى ساحةٍ يلعبُ فيها السياسي والارهابي وزعيم المليشيا ورجل الدين وشيخ العشيرة والزعيم القومي. إنهم يلعبون بخفّةٍ نادرةٍ لا تنتج سوى الخراب والمزيد من القتل وابتذال كرامة ووجود الإنسان.

أنّ كلّ يوم يمر نكتشف أن ما يحدث في العراق هو لعبة كبيرة تمارسها القوى السياسية وقياداتها، لعبة التستر على الجرائم الإرهابية وحماية القتلة بذريعة الحفاظ على ما يسمى بالعملية السياسية في العراق، هذه العملية التي كلما إزداد عمرها يوماً واحداً فأن عدد ضحاياها سيزداد هو الآخر، ضحايا المفخخات والاحزمة الناسفة وتصاعد الازمات التي تضع البلاد وأهلها أمام مفترقات قاسية وكارثية.

بالأمس القريب تحدث المالكي، رئيس مجلس الوزراء في العراق، عن ملفات تدين الكثير من شركائه في العملية السياسية ، ملفات تدينهم بالإرهاب والقتل والتستر على القتلة وحمايتهم وتوفير المأوى الآمن لهم ولكنه "يخشى ويخاف" على ما يُسمّى بالعملية السياسية من فتح هذه الملفات التي تدين أسماء كثيرة موجودة في البرلمان وفي الوزارات وأنه لو ذهب الى البرلمان سيعري الجميع وستكون هناك مشكلات تصل الى البوكسات ( اللكمات)على حد قوله و مؤكداً " لو ذهبت سأحمل قوائم بالأسماء وأقول فلان تعال هذا أنت وهذا عملك وهذه التفجيرات التي قمت بها وغيرها" !!!!!

من المؤكد أننا أمام حالة يحتار المرء في إيجاد التوصيف المناسب لها، هي أكبرُ من مصيبةٍ وأشدُ وطأة من كارثةٍ وابشعُ من سخريةٍ ، سخريةُ الأقدار التي تتلاعب بمصير العراقيين وجعلت من حياتهم وأمنهم لعبة في سوق النخاسة والمزايدات التي يمارسها من يتربعون على كراسي السلطة او الذين يشاركونهم في الجلوس تحت قبة برلمان العهرالسياسي والفساد والمحاصصة لأنه يثبت يوماً بعد آخر أنه برلماناً لمجموعة من رجال العصابات والقتلة الذي يشرعون القوانين التي تحميهم ويتلذذون بمنظر الدم والجثث المتطايرة والأحزمة الناسفة التي تعصف بحياة الأبرياء في الشوارع والأسواق وأماكن العمل .

يا رئيس الوزراء: أن كنت حريصاً حقاً على ما تبقى للعراقيين من كرامة وأمن واستقرار، فأفتح ملفاتك وأفضح من تجد أنهم سبب بلاء العراق ومصيبته مِن الذين يُشيعون القتل والدمار والرعب في أرجائه. أن كنت تخشى أن يتحول الأمر الى بوكسات بين أعضاء برلمان القبح والفساد فنحن نجد أن هذه البوكسات "حلاوة وزلاطة" كما نقول في العراق إذا ما واجهنا مصيبة أقل وطأة من القتل والمفخخات، سنفرح وسنضحك أن تلاكموا أو تناطحوا، داخل البرلمان، فهذه علامة من علامات المسخرة الديمقراطية التي باتت عصية المنال. ولعل البوكسات تنسيهم صناعة المفخخات وتضيع عليهم فرصة الخروج الى الشوارع والانقضاض على أطفالنا وحياتنا وأمننا المنهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاقم معاناة النازحين في رفح بعد سيطرة إسرائيل على المعبر وت


.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتزايد جراء الهجوم على غرب رفح.. و




.. الشاباك يتخلى عن اعتقال المزيد من الفلسطينيين بسبب اكتظاظ ال


.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح




.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا