الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن اضطهاد الاقباط في بلدهم

كوسلا ابشن

2013 / 4 / 14
الارهاب, الحرب والسلام



احتل الاعراب مصر القبطية سنة 641 م بأمر الخليفة عمر وقيادة عمر ابن العاص للمجزرة العرقية والروحية ضد الاقباط , بذبح هذا الشعب واسلمته وتعريبه ( بقي الاقباط المسيحيين اقلية بعد تعريب اكثريتهم ) ,وعلى مبادئ الثقافة الاسلامية تم استعباد الشعب القبطي ومصادرة اراضيه وامواله الخاصة وارزاقه وفرض عليه الجزية حتى على من اسلم اضطراريا لتجنب الاضطهاد , فاسلامه لم ينجيه من دفع الجزية والاهانة والاضطهاد , مصادرة كنائيس المسيحيين الاقباط ونهبها وتحويلها الى مساجد وتدميربعضها , سياسة الاضطهاد العرقي والديني والاهانة ( اهل الذمة ) انتجت انتفاضات شعبية عارمة بين 725 و733 ولم تهدأ الثورات القبطية بسبب السياسة العنصرية الاضطهادية والمرجعية القدسية الاستئصالية للسلطة الاستعمارية الاستطانية من عمر الى مرسي , دون استثناء فترات الحكم الاستعماري الاستطاني الاسلامي التوجه , الفاطمي الزيري البربري والايوبي الكوردي والمملوكي ( عبيد متعددي الجنسيات ) و العثماني التركي .
انتشار الفكر السلفي الوهابي ومن بعده الفكر الناصري العرقي سيغذيا حملات الاضطهاد العرقي والديني ضد الشعب القبطي المسيحي الديانة , من قتل واختطاف القاصرات وهدم الكنائيس واحراق بيوت وارزاق الاقباط , وقد ازدادت حملات المتعصبين السلفيين ومعهم جموع الغوغائيين بعد سيطرة الحركة السلفية الرجعية على مقاليد الحكم في مصر وحمايتها لقتلة الاقباط المسالمين وهذا ما اكدته الهجمات المتتالية على دور القداسة المسيحية والبطش بالاقباط بعد سقوط نظام مبارك واستبداله بنظام الاخونجي وعلى رأسه مرسي المستمد افكاره السلفية من مرجعية الكراهية والعنصرية لعصور الوسطى الظلامية وارجاع مصر الى عصر السيادة العرقية والدينية للدولة الاموية .
حملة التقتيل والتعنيف ضد الاقباط في منطقة الخصوص وكاتدرائية المرقسية بالعباسية شهادة حية لممارسي قيم الاسلام من الكراهية للاخر غير العربي وغير المسلم , شهادة لانتهاكات حقوق الشاملة للاقباط وحريتهم في اختيارديانتهم و ممارسة معتقداتهم بكل حرية , وهذا ما اقترفته الايدي الضاربة للاخونجية بممارساتها العنفية والابادية , وامام الكاميرات اطلق الارهابيون المسلمون ناراسلحتهم على المسيحيين العزل لاستعراض قوتهم وسلطتهم الرمزية وبحماية الاجهزة البوليسية التي شاركت مباشرة في الحملة الهمجية على كاتدرائية المرقسية بقصفها بالقنابل الغازية والقاء القبض على الضحايا الاقباط وحماية الارهابيين , ممارسات الترهيب والقتل والتخريب تتم بمباركة مرسي وشيوخ السلفية الاجرامية والاجهزة الحكومية العليا , فمشاركة الشرطة في الحملة التطهيرية بجانب الارهاب السلفي والغوغائيين يؤكد تخطيط الجهات العليا للعملية الاجرامية .
الطائفية لها جذور تاريخية في المجتمع المصري , ترسخ الفكرالعرقي و الطائفي في الثقافة السائدة بحملات التبشير الاسلامي المدعمة من السلطة العروبية الطائفية والمسؤولة على كل المجازرالدموية في حق الشعب القبطي المسيحي , والممارسات السلطوية غذت الطائفية ونجحت في اقناع العامة بوهم العدو الرئيسي القبطي المسيحي , الكافر عدو الله , لاستمرار مشروع ديمومة السلطة الطائفية السلفية الوهابية العروبية حامية قيم التمييز العرقي والديني والمشرعنة لمذهب الكراهية ورفض الاخر المتثل في القبطي الكافر وعزل هذا الاخير في المجتمع محروم من كل الحقوق السوسيو-اجتماعية والثقافية والسياسية والتعامل معه مادة للتجارب العنفية او واجهة مزيفة للتعايش في الدولة الاسلامية وعرق وطائفة مهمشة في التعامل اليومي .
الابادة العرقية والطائفية في مصر غيبت عن الذاكرة التاريخية المصرية , وهمشت على المستوى العالمي , بفعل الخطاب الشوفيني الناصري والوهابي الموجه للثقافية المصرية المعاصرة والموجه لحركة الصراع السياسي من جهة ومن جهة اخرى طغيان عقلية المصالح في التعامل الدولي , فالدول الامبريالية المهينة على القرارات الدولية تراهن على الصراعات العرقية والطائفية للابتزاز السياسي وتعميق هيمنتها على الاقتصاديات الضعيفة ولا يهمها حياة الاقباط من ابادتهم ولا تفرق بين الحكم الاستبدادي الاخونجي والحكم الديمقراطي ما يهمها هي مصالحها ,الولاء والتبعية ومن هو خارج هذا الاطارفهو ليس منا كما قال بوش الابن , والاخونجية اليوم في السلطة حلفاء للشياطين وليس لامريكا فحسب , ومن لا مبادئ له لا يرجى منه خير,هذا هم الاخونجية .
حاول الاعلام العرقي العروبي تزييف مفهوم القبطي بأختزاله في المذهب الديني المسيحي وايهام العامة على ان الصراع الدائر في مصر هو بين العربي المسلم والعربي المسيحي وبالتالي الغاء الهوية القبطية لمصر, محو هوية شعب بناة الاهرامات , هناك فرق بين الهوية القومية القبطية والهوية الدينية المسيحية ( ديانة الشعب القبطي ) , والشعب القبطي مستهدف اولا في هويته القومية وثانيا في هويته الدينية ووقف الدم القبطي واضطهاده القومي والديني لا يأتي بالتوسلات البابوية والمكوث في الكنائيس بل يحصل هذا بالنضال الثوري المنظم داخليا وباستقطاب حلفاء امميين للقضية القبطية والضغط على المنظمات الدولية ومنها لجان حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة للضغط بدورها على الدولة الطائفية الاخونجية للالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها وتنفيذها على ارض الواقع او طردها من هذه اللجان في الحالة السلبية وهذا اقل تقدير.
يتحمل المجتمع الدولي الى حد ما مسؤولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بدوافع عرقية ودينية بمواقفه المهادنة عوض استخدام كل الوسائل المتاحة والممكنة قانونيا لمنع الجرائم العرقية ضد الشعوب الاصلية وكذا الجرائم على اساس ديني .
تحية اجلال وتقدير للشعب القبطي المسيحي المرابط فوق ارض اجداده , هرم صامد في وجه التيارات المشرقية الارهابية الرافضة للتعايش والتعدد والتحضر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لكاتب
مجدي محروس عبدالله ( 2013 / 4 / 14 - 20:59 )
المقال المتعاطف مع هذا الشعب البائس
لكني احب ان اضيف ان المسئول عن اضطهاد الاقباط هم الاقباط نفسهم
فطريقة تفكيرهم كانت السبب في تكفيرهم وابادتهم
لابد ان نقرأ التاريخ جيدا
اننا انتصرنا على الاعراب في القرن التاسع بثورتنا البشمورية المجيدة
لكن تسببت الكنيسة في هزيمتنا وتلاحقت الهزائم والنكبات وليت شعبنا يتعلم
تحياتي للكاتب وقلمه الشريف

اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات