الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)

خليل البدوي

2013 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



سألني ابني الصغير: بابا ماهو السَجن؟
قلت له: وتركت كل الأسئلة لتأتيني بمثل هذا السؤال الرهيب؟
قالت زوجتي: اجبه.. فبالإجابة فائدة.
قلت لها: ويالها من فائدة بغيضة.
تم استطردت قائلاً: السَجن هو سلب لحرية إنسان بوضعه في مكان يقيد حريته.
وأضافت زوجتي: والسجن هو طريقة لاحتجاز شخص بموجب حكم قضائي أو قرار إداري من سلطة يستند إما إلى قانون ينص على عقاب الشخص لكونه ارتكب جريمة أو لمجرد قرار تقديري من سلطة مخولة باحتجاز الأشخاص إجراءاً وقائياً تقوم به وزارة الداخلية بوصفها سلطة عامة.
قال ابني: ولم يتم الاحتجاز؟
قلت: للتحفظ على مشتبه به حتى إتمام التحقيقات.
قالت زوجتي:: ويطلق على السجن بغرض التحفظ بـ الحبس الاحتياطي أو حبس تحفظي، أو اعتقال وقائي.
قال ابني: السجن بحسب الأصل نوع من أنواع العقوبات الجزائية ولذلك لا يستخدم إلا وفقاً للقانون.
قلت: نعم وهو كإجراء وقائي مخول للسلطة أو الإدارة لتقديرها أن شخصاً بعينه يشكل خطورة على المجتمع أو يشكل تهديداً على المجتمع أو النظام.
قال ابني: وهل يعتبر السجن اعتقالاً؟
قلت: السجن بهذا المفهوم الأخير يطلق عليه أيضاً" اعتقالا" وهذا الأخير يكون تعسفاً من السلطة العامة التنفيذية إذا استطالت مدته على النحو الذي يساوى فيه بين المعتقل لشبهة دون ثبوث جرم فعلي، وبين المسجون لكونه قد ارتكب بالفعل جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن وسلب الحرية.
قالت زوجتي: كما يطلق السجن على المكان الذي تتم فيه سلب حرية الإنسان، وهو مكان معد ليكون صالحاً لحبس شخص أو أكثر ويكون إعداده بوضع الأسوار والقضبان الحديدية وتعيين الحراسة اللازمة لمنع المسجون من الفرار.
قلت لزوجتي ضاحكاً: من أين لك بهذه المعلومات..هل تذاكرين (من وراي)؟
ضكت وقالت: لا لكن لإفادة ليس إلا!!
قلت مخاطباً ابني: وبعبارة أخرى يتم وضع كل الوسائل الممكنة لمنع الشخص من الخروج من المكان المحبوس فيه وتحت سيطرة كاملة لحراس السجن.
قالت زوجتي: ومن الأخبار التي تضمها كتب التاريخ بين دفتيها، أخبار السجون السياسية ومن فيها من المساجين، وهي أخبار كثيرة تدل على كثرة الوقائع في هذا الشأن.
قلت: أن عقوبة السجن في الدولة الإسلامية، حسب ما نستشف من الأخبار في كتب التاريخ، لم تكن توقع بالسجين إثر حكم قضائي يصدر ضده وينص على سجنه لمدة زمنية محددة، وإنما كان السجين يلقى في السجن بمجرد غضب صاحب السلطة عليه، ويبقى هناك حتى يعفو عنه، أو يتغير صاحب السلطة الذي أمر بسجنه فيخرج من السجن، أو يموت السجين أو يقتل.
قلت: وما تشير إليه هذه الكتب من كثرة أعداد النساء السجينات! مثلا يذكر المسعودي أن الحجاج أمر بإنشاء سجن واسع كان يودع فيه النساء والرجال، وعند وفاته وجد في سجنه من النساء (ثلاثون ألف) امرأة. إن صدق هذا الخبر، فإننا نستنتج منه كثرة أعداد النساء المشتغلات بالسياسة واللاتي كان لهن نشاط في هذا المجال أغضب الحجاج ودفع به إلى زجهن في السجن.
قال ابني: وهل يكون على النساء حراس أم حارسات؟
قلت: لا يا بني أن استعمال المرأة مشرفة على سجون الرجال، ويبدو أنه كان أمراً معتادا أن يوكل أمر الإشراف على السجين وحراسته إلى امرأة، فالخليفة المقتدر كان موكلاً قهرمانة عنده لتشرف على من يسجنهم.
ضحك ابني بعفوية وقال: ويتركون الرجال يحرسون النساء!!
قالت زوجتي: ولكن تلك الحارسات كن يحافظن على سجنائهن، ويروى التنوخي في (الفرج بعد الشدة) أن أحد المساجين كان تحت عهدة امرأة يقال لها ناز بانو، وقد ظلت تشرف عليه سنين طويلة ثم حدث أن جاء مندوب من صاحب السلطة الذي أمر بسجنه، يريد قتله، فحالت تلك المرأة بينه وبين الوصول إلى السجين وطلبت منه أن يسلمها كتاباً يتضمن الأمر بقتله، فرجع.
قال ابني: بابا وما هو السجن السري؟
وضعت يدي على فمه وقلت: (استر علينا الله يستر على عرضك)، (الحيطان إلها أذان)
قال: يعني المخبر السري.
حملت ابني بين ذراعي وقلت بصوت عال: منو ضايع له ولد..منو ضايع له ولد)؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما