الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق

خليل البدوي

2013 / 4 / 14
كتابات ساخرة


جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق
خليل البدوي

"رأيت اليوم على أكوام القمامة جرذاً، يخطب عن النظافة، وينذر الأوساخ بالعقاب، وحوله، يصفق الذباب.
قال الجرذ: تعاني اغلب مناطق العراق من أنابيب صرف صحي اندثرت بسبب التقادم والاستهلاك، وانهيار محطات المعالجة التابعة للبلديات، التي أُعطبها الإهمال، وهذا شيء مفرح لنا.
وأضاف: أنابيب الصرف الصحي، تسببت في انهيار تام لبني الصرف الصحي التحتية في كل مدن العراق قاطبة، ولا يستثنى من ذلك العاصمة بغداد، وهذا أمر نشكر الجهات ذات العلاقة في الأمانة والبلديات عليه.
واستطرد قائلاً: وفي المدن الصغيرة في العراق، حيث تخلو الإحياء من شبكات الصرف الصحي، يلجأ الأهالي إلى شق نهر صغير بين البيوت، يكون بمثابة مجرى لمياه الصرف الصحي، ولهذا يتذمر الناس ويشكون بينما هذا يسعدنا كثيراً.
وقال أيضاً: إذا أمطرت الدنيا كثيراً ارتفع منسوب مياه المجاري، تنبعث الروائح الكريهة من البالوعات وتصعد الفضلات الصلبة إلى الأعلى، مما يجعلنا نستنشق أفضل العطور.
توقف الجرذ قليلاً وهو يتلفت (يمنة ويسره) وقال: أن النقص الكبير في التيار الكهربائي، الذي يوقف عمل محطات الضخ والمعالجة يؤدي إلى تدفق المياه غير المعالجة، ويضطر الجهات المعنية إلى جعلها تتدفق مباشرة إلى أنهار العراق من دون معالجة، وهذا بطبيعة الحال تتفشي الأمراض، وهي تصيب البشر بينما تكون لنا مناعة.
وتفشي الأمراض سيبقى أمرا محدقاً بالبشر إذا لم تتم معالجة فعالة لمياه الصرف الصحي، كما حدث عام 2007 حين تفشى وباء الكوليرا في بعض مدن العراق.
ونحن باسمكم نشكر المسؤولين في الأمانة والبلديات والصحة على عدم معالجتهم الفعالة لمياه الصرف الصحي، والذي لو كانوا قد اتخذوا إجراء عليه لحلت الطامة الكبرى علينا.
ومن حسن حظنا جميعاً أن سوء الأوضاع الأمنية إضافة إلى التفجيرات بعد عام 2003، أدى إلى شلل تام في أعمال الصيانة إضافة إلى انهيار تام لشبكات المجاري في العراق.
وتابع: وبحسب تقرير اليونسيف فان مياه الصرف الصحي غير المعالجة من بغداد وحدها تكفي لملىء 370 حوض سباحة أولمبي يومياً، وهذا يعني أننا نعيش في بحبوحة وخير ونعمة.
و أنشئت شبكات الصرف الصحي في العراق بصورة فعلية وعملية في خمسينيات القرن الماضي، وكان العراق متقدماً في هذا المجال بين دول المنطقة لكن عدم مواكبة توسع المدن وزيادة عدد السكان، وانحسار الإدامة، أدى إلى اندثار الشبكات وانسدادها، وهي عوامل ساعدت على بقاءنا وديموتنا.
ومن المظاهر التي تؤثر على بيئة العراق وضع المضخات التي تنقل مياه الصرف الصحي عبر الأنابيب لكن عدم أحكام العمل يؤدي إلى رمي المياه الثقيلة في العراء، وهذا يفيدنا جميعاً بلا تمييز، فالبيئة الملوثة هي صمام الأمان لديموتنا.
كما أن تلك (التخسفات) التي تولدها العجلات الثقيلة وهي تسير في الشوارع التي تعاني من طفح المجاري، جعلتنا نبني بيوتنا وفق احدث التصميمات ذات المعايير العالمية.
وبسبب انهيار أعمال معالجة مياه الصرف الصحي، فان صب شبكات الصرف مباشرة في الأنهر يؤدي إلى ازدياد نسب التلوث، حيث أثبتت القياسات في نهر دجلة ان نسبة الزنك ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف عن النسب المسموح بها، إضافة إلى ارتفاع نسب الرصاص و النحاس، ومن المتوقع أننا سنقوم بإعلان مناقصة عالمية للاستفادة من ذلك الرصاص والنحاس.
صفق الذباب والبعوض للجرذ بحرارة الذي انحنى لهم شاكراً ومعتذراً لئلا أن يكون قد أخرهم عن أعمالهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا