الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة البارسيكولوجي والعلوم الزائفة

طريف سردست

2013 / 4 / 15
الطب , والعلوم


التنجيم وتحضير الارواح وتوارد الخواطر والمعالجة بالارواح والروحانيات أمثلة على قضايا تبنى على اسس غير علمية ولاتملك معايير واضحة، ومع ذلك منتشرة ويؤمن بها الكثيرون بكل سرور.
ولكن لماذا يرفض العلم هذه الامور؟
هل بسبب عدم تطابقها مع مواقف مسبقة؟

الحقيقة ان العلم لايملك مواقف مسبقة. أنه على استعداد لفحص وتجربة غالبية القضايا، وقام بالفعل بفحصها وتجربتها عدة مرات. هنا نتناول بعض التجارب التي نفت الادعاءات الزائفة.

توجد قاعدة علمية تقول ان الادعاءات الغير طبيعية تحتاج الى براهين أكثر تمحيصاً. ذلك يتعلق بأدعاءات وجود الارواح او تحضير الارواح أو الالتقاء والتكلم مع الملائكة أو الشياطين أو إدعاء القدرة على رؤية المخفي والغيب وقراءة الطالع أو الفلك أو حتى إدعاء القدرة على رؤية المكان الانسب لوضع السرير حتى لايتعرض لتأثير موجات خفية ضارة.

على الرغم من الكمية الهائلة من البشر التي تؤمن بهذه الادعاءات الا اننا لانملك لا برهان ولا حتى مقدمات تسمح بالقول بوجود هذه الظواهر. على العكس، يوجد كم هائل من المعطيات التجريبية، ذات نتائج سلبية، لاتدعم هذه الادعاءات. أن وجود ولو نتيجة ايجابية واحدة كانت ستفتح عوالم علمية جديدة، ولكن لايوجد. ومع ذلك يوجد الكثيرين الذي يرحبون بالايمان بالقوى مافوق الطبيعية. هنا بعض التجارب لما يسمى الظواهر المافوق طبيعية.

التنجيم بالفلك
التنجيم بالفلك، astrology, يملك الكثير من الخصائص التي تجعله يشبه العلوم، ولكن ينقصه خاصية واحدة: عدم علاقته بالواقع.
في يناير من عام 2011 ، في مدينة مينابوليس الامريكية، قام بروفيسور في علم الفلك بتقديم حسابات توضح ان مايستخدم من تواتر الابراج، التي تربط بميلاد الانسان وتقرير مصيره، تملك خطأ مقداره شهر واحد. هذا الخطأ حادث بسبب انحراف محور الارض، مما أدى الى تبديل مظهر الافق بحيث ان التواتر الزمني المستخدم من عصر بابل ، قبل أكثر من 3000 سنة، يجب تعديله، ليتطابق مع الواقع. هذا الامر جرى الاشارة اليه عدة مرات سابقا، ولكن المنجمين لايبدو انهم مهتمون بالامر!!

ذلك ينبغي أن يعني ان الشخص الذي قيل له أنه يملك شخصية أدارية وطموحة لكونه من برج الاسد، حسب الفهم الساري، هو في الواقع شخصية تسعى للهدوء والطمأنينة لكونه من برج السرطان في الواقع. وشخص اخر يقال له انه ذو شخصية مسيطرة وحازم لكونه من برج الحمل يفترض أنه في الواقع حساس وسريع التأثر لانه من برج الحوت. ومع أن الاختلافات كبيرة للغاية لايبدو ان أحدا مهتم.

ان صورة السماء القديمة لم تعد هي نفسها اليوم أمر معلوم للفلكيين والمنجمين على السواء، ومع ذلك لايبدو أن ذلك يؤثر على الاهتمام بالتنجيم. كما أن إدعاء المنجمين بقدرتهم على قراءة تأثير الاجسام السماوية على المصير الشخصي والفردي لكل واحد لاتملك أي أساس علمي. ومع ذلك يمكن تجربة الادعاء لرؤية مدى الصحة فيه. لربما، وعلى الرغم من كل شئ، توجد قوى وظواهر، العلم لم يفهمها، ولكن، في هذه الحالة، يمكن ان تتجلى وتظهر نفسها من خلال التجربة.
في "علم التنجيم" يعتبر، حقيقة معصومة، ان كل شخص ولد في نفس الوقت وفي نفس المكان ينبغي ان يملكا تشابه مصيري واضح، على الاخص في خصائص الشخصية والى حد ما في الخيارات والمصير، وهذا بالذات الذي يقوم عليه التنجيم وقراءة الطالع بناء على الابراج.

الكثير من التجارب جرت على " التوأم في الوقت والمكان" من النوع الذي ذكرناه اعلاه. النتائج تشير الى انعدام مؤشرات واضحة وايجابية. لو كانت هذه العلاقة الغير طبيعية موجودة حقا لوجب ان تظهر بوضوح في واحدة من التجارب في مكان ما، على الاقل. على العكس نجد أن آثار تأثير الفلك تختفي أكثر وأكثر كلما كان التحقيق أكبر وأدق. Kelly Clement and Dean McNell, University of Saskatchewan, الكندي قدموا تقريرا، عام 2003، وصفوا فيه دراساتهم حول توأئم المكان والزمان، شارك فيها 2102 شخص ولدوا عام 1958، في لندن بتاريخ 1 آذار ، بينهم، في المتوسط، 4,8 دقيقة.

في ثلاثة لحظات من تاريخ حياة هؤلاء الاشخاص، عندما كانوا 11، 16 و 23 سنة، جرى وصفهم، تضمن ذلك 110 خاصة من خواصهم بما فيه مستوى الذكاء والقدرة على القراءة والقدرات في الرياضيات ونوع الشخصية والطول والوزن وقدرات البصر والسمع. إضافة الى ذلك تحدثوا عن هواياتهم واهتماماتهم واختياراتهم الحياتية ( العمل، الزوج/الزوجة) ومختلف الاحداث المهمة في حياتهم بما فيه المصائب. بتحليل مقدار التشابه بين هؤلاء الاشخاص الذين ولدوا في نفس الزمان والمكان وبين بقية الاشخاص الذين ولدوا لاحقا لم يجدوا اي اختلاف. اي اختلاف على الاطلاق.

التنافس بين منجمي الافلاك
احدى الطرق الاخرى لتجربة مقدار مصداقية التنجيم الفلكي هو السماح لمنجم ان يصف الافلاك والسماء، كتابيا، في لحظة ولادة طفل ويضيف اليها وصفا لشخصيته، أعتمادا على الافلاك.
في تجربة هولاندية من عام 1995، تنافس 44 قارئ فلكي ذوي خبرة ومحترفين على وضع سبع خرائط طالع فلكية على الشخص المناسب، والجائزة خمسة الاف قطعة ذهبية هولاندية. جميع المنجمين الفلكيين شاركوا بطلبهم الشخصي وسُمح لهم بوضع تصوراتهم عن كيفية صياغة الوصف الشخصي وماهي الاسئلة التي يجب على الشخص الاجابة عنها. بالمختصر حصلوا على جميع ماطلبوه من أجل حل المسألة المطلوبة منهم.

نصف المنجمين المشاركين توقعوا ان تكون خياراتهم السبعة صحيحة. فقط ستة منهم توقعوا ان النتائج ستكون أقل من 60%، بما يعني ان الثقة بالنفس كانت عالية. في الواقع أحسن واحد فيهم حصل على ثلاثة صح من أصل السبعة. شخص آخر، ليس منجم فلكي، شارك للمقارنة، حصل ايضا على ثلاثة صح.

لو أن هؤلاء المنجمين الفلكين المحترفين اخطئوا نفس الخطأ في قراءة الخرائط، لكان بالامكان الاعتقاد بوجود خطأ في طريقة إجراء التجربة، غير ان الواقع يشير الى ان التشابه في الاجراءات والقراءات والاستنتاجات، بين هؤلاء الاربعة والاربعين، كانت في حدود الصفر تقريبا. محاولتهم لربط الشخصية بالابراج ومواقع الافلاك أخذت اشكالا مختلفة، لايربطها رابط ببعضها، بما يدلل على الذاتية وانعدام المنهجية.

يتبع: تحضير الارواح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في تشيلي.. صحراء أتاكاما مكب نفايات للملابس العالمية!! • فرا


.. عودة خدمات الإنترنت الثابت إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة




.. مراسل العربية: احتجاجات بمدرسة العلوم السياسية في باريس تندي


.. -ممرّ السرطان-.. ولاية لويزيانا، عاصمة التلوث الصناعي في الو




.. خرائط غوغل… قصّة سويسرية