الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبزٌ و ماء و ضوء

وعد جرجس

2013 / 4 / 15
الادب والفن


نحن لا نريد حرية . . عن أي حرية تتحدثون ؟!,,ومن طلب الحريّة ؟
لا لا لا حتى أننا لا نعرف معنى الحرية . . .
يا أسيادي أنتم لم تشرحوا يوماً لعقولنا المتخلّفة أصلاً ما ترمي إليه الحرية إلّا في كتب القومية الدولية
أتذكر يوماً قال لنا الأستاذ . . . سورية حرة أبية . . . تكون هذه الجملة قيد الواقعية
عندما لا يحتلها غازي و لا ينتهك عرضها منتهك الروح القومية مع أن المنتهك عاث بها لهواً في كل صبحٍ وعشية . .

.
صدقوني أنتم لم تستوعبوا لغتنا البسيطة الهمجية
أنتم يا أسياد الكرسي و أنتم يا أسياد الثورة السفكية وليس الشعبية
لم نقصدها و كنا في سكرة ظمائية
لم نقصد حرية دماء تسير في كواريز البلدية
لم نقصد باروداً حرّاً يلهو بصدورٍ خائفة تتوسل شمعة لليل ورداءً أو بطانية
لم نقصد حرية ذكرٍ يتجول بين الحارات
و يضاجع بعض الفتيات ويقطع بعض الأثدية
ويحلّي بعد وجبته بشراب دماءٍ شعبية
ويمجّد آلهة الإرهاب ويصيح تعيش الحرّية
لم نقصد تجار جلودٍ عاثوا قرصنة بالبلدِ
وينادوا بسخرية الصوت سنكرّس الديمقراطية
سحقاً . . من طلب الحرية ؟!
نحن لا نعرف ما تعني الحرية في وجهة نظركم وإلى ماذا ترمي أفكار أحدكم
لم نفهم يوماً ألفاظ الأقوام المتطفلة على مبادئ هذا الزمن الأحدب. . .
فهي ليست ألفاظا عبرية ولا عربية عصرية ولا حتى جاهلية ولا . . . . هي أبجدية جنٍّ حديث الولادة تحكمه سلطة شيطانية
لم نفهم ألفاظ الساسة ولا محاوراتهم ولا مراوغاتهم ولا مخططاتهم الجهنمية للديمقراطية
نحن ليس لدينا أحلام كبرة أصلاً ولا نحلم بما يملك غيرنا . . . . لأننا لم نحقق بعد حلم الشعور بالإنسانية لأنه لا يوجد من أو ما يشعرنا بها
لم نفهم لأننا لا نريد أن نفهم . . . .
ولا يهمنا من يعتلي هذا الكرسي الأسطورة !!!لا إن كان سنياً ولا شيعياً ولا علويّاً ولا. . . . . . . ولاصنمياً ولا حتى . . . إن كان حقاً شعبياً ويملك في وجدانه بعضاً من إنسانية
ولا يهمنا من يطلب بعد اليوم حرية . . .
إن كل ما يهمنا هو طفل تكاد تختفي ملامح وجهه لشدة اتساخها ومياه برْدٍ تسيل من انفه
والغبار و الطين يغطيان ساقيه العاريتان والدم ينزف من كفيه المشققتين ذاك الطفل المرتدي قماشة مهترئة لا تكاد تستر شيءً من جسده يجول في الشوارع باحثاً عن كسرة خبزٍ تسد جوعه فأبوه كسيح الحرب وأمه ماتت وهي تلد الصرخات وأخوته يطرقون أبواب السجون للمأوى لا للجهاد
كل مايهمنا أن تكفي نقود اليوم لشراء خبز و أدوات كتابية و أقصى آمالنا أن لا تقطع الكهرباء ولا ينفذ الماء وأن يرجع سعر الخبز كي لا نموت جوعاً فنخن لم نطلب لحماً ولا رواتب شهرية
فقط نتوسل خبزاً وماءً وضوء . . .
ولا نطلب دفئاً فالمازوت محتكرٌ يسكر برائحته(أبطال الحرية
. . .
كل ما يهمنا أن نحيا عيشة بشرية وأن تحترم حقوقنا المدنية . .
إن أقصى أحلامنا كان أن نولد بطريقة حضارية ونكبر بطريقة حضارية ونتعلم بطريقة حضارية ونعيش معنى الاحترام لا لشيىء فقط لنشعر بأن لنا إنسانية و إنسانية لها قيمة . . .
لماذا لا نعيش هذه القيمة ونحن من قيمنا الله على كل مخلوقاته و اختارنا لنكون نحن بناة الحضارة الفكرية الأدبية والسياسية و الفنية و . . . . لماذا يهان شعبي لهذه الدرجة
من الانحطاط وهو عالق في الوسط .. ذاك الذي لم يعد له لا ناقة ولا جمل في ارض أجداده المسلوبة . . .
يسفك دمه . . يعذب . . يهجّر من بلاده
نعم لقد أصبح المالك قيد الفرار من ممتلكاته ولكن إلى أين؟
العدو يقبع خلفه و بحر الدماء أمامه فأين الطريق إليك يا حرية التراب لنجعل مقصلة حريتهم عند قرع أجراس المسيح ومآذن الشرف فقط
هؤلاء اللصوص الذين
سرقوا أحلامنا في غفوة الليل والضمير نائم
علقوا عرائس طفولتنا على سيوف الفجر المجرم
كبّلوا معاصمنا الطرية بقيود الاستبداد والظلم
قصّوا ضفائر الفتيات وأشعلوها فتائلاً لقنابل الموت
مزّقوا شرايين الشباب العنفواني صراخاً . . دماراً . . احتراقاً
وماذا بعد؟؟؟
صدقوني نحن لم نطلب هذه الحرية العارية التي تملأ جسد
أمّنا الثّكلى .إن كلَّما طلبه جدي العجوز هو أن لا يموت لوحده في ذلك البيت المهجور البارد دون أن يدفنه أولاده المهجّرين المعتقلين كلٌّ في مكان واحدٌ اشتباه ,وواحدٌ معارض , وواحدٌ مؤيد ,وواحدٌ
متمرّد على الجميع . . . . .
وجدي ستتعفن جثته و ستأكلها غربان الحرية . . . .
خالاتي وعماتي كلّهم هربوا خوفاً على ما تبقى لديهم و لدى فتياتهم من شرف وأعمامي جالسين هناك عند حجرة الزّاوية يبكون العمر المنتهك بالذّل . . .
والبلد كلها في مهرجانٍ عالمي للمفرقعات النارية و الألوان الدموية
الآن حصدناكِ يا حرية
تمجّدي يا أرضي بالدم و تمجدي يا سمائي بالدخان و تمجّد يا جسدي بالعهر . . .
وتمجّدوا يا شيوخ الحرّية ويا رؤساء الديمقراطية
ليعلو ويتبارك اسمكم القدوس وبطولاتكم الجهادية
الآن نالت أمي أعظم شرفٍ من درجات الحرية
ولكم من الشّرف يا عظماءنا ألف تحية . . . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال