الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏لنحترم ارادة سماحة السيستاني ونكف عن الاستشارات

علي بداي

2005 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(لاتسألوني عن الشأن المدني فهو يخصكم) سماحة السيد السيستاني

في تصرف يتأرجح بين اللياقة الادبية والواجب الديني اوالاتفاق السياسي الصرف او الفشل المبكر، يباغتنا سياسيونا الذين انتخبناهم، بين الحين والاخربالركض للاختباء تحت عباءة السيستاني المباركة، فاذا تعطل تشكيل الوزارة او تعثر تشكيل هيئة ما، قالوا لنا ان سبب ذلك يعود لان المشاورات مع سماحته لم تتم بعد، وفي مناسبة او بلا مناسبة، صغير الامور وكبيرها كان اسم المرجع يتكرر، وفي اخر ابتكار، سمعنا السيد عادل عبد المهدي يعود ثانية للغة المباركات والتزكيات بخصوص ترشيح السيد الطالباني للرئاسة
فما حقيقة الامر؟
كانت قناعتي الداخلية، ومازالت، ان سماحة السيستاني اراد من تدخله منذ البدء، وضع الامور بايدي اصحابها ليس اكثر، اي ان يضع العراق بايدي العراقيين وذلك بسبب تعقد الوضع ووجود القوات الاجنبية وكلنا يتذكر رغبة اميركا بتاسيس حكومة مستشارين اميركان ومحاولتها تجاوز الاحزاب العراقية.
لكن هذة القناعة وبسبب من تضارب التصريحات، لم يكتب لها تقنع احدا، حتى اهتديت اخيرا الى مااكد صحتها واليكم الدليل:
الصحفي المصري يسال الدكتور علي الدباغ:
هناك من يطرح أن المرجعية الآن تحدد الأولويات السياسية‏,‏ بل إحدى وسائل الإعلام الغربية وصفت
( السيد السيستاني) برجل العراق القوي؟
‏الدباغ يجيب: السيد السيستاني لا يريد لأي أحد ـ ومن ضمنهم هو نفسه ـ أن يقرر عن العراقيين‏,‏ وأنا سألته وقلت له‏:‏ متي سينتهي رأيك السياسي الذي تطرحه من حين لآخر‏..‏ هل سينتهي؟ قال‏:‏ نعم عندما ينتخب الشعب العراقي ممثليه عبر انتخابات شرعية وتخرج إلي العلن هيئة منتخبة من العراقيين لا أحد يسألني عن الشأن المدني لأنه يخصكم لأنه ستكون هناك جمعية وطنية تعبر عن رأي العراقيين والشأن المدني سيصبح شأنا من اختصاص المنتخبين، للمرجعية أن تراقب الشأن الديني‏,‏ بعيدا عن ولاية الفقيه بما لها وما عليها‏.‏
هذا هو نص كلام الدكتور علي الدباغ لصحيفة الاهرام!
و الدكتور علي الدباغ ، مختص بشؤون المرجعية، مسلم، يؤمن بالله الذي حرم الكذب وحاشى له ان يكذب، ولم يتخرج من دورات اعداد السياسيين السريعة الراميةلاشغال اي منصب ممكن، بل ويبدو لي انه لم يكن مهيا لاشغال منصب لان ذلك لم يكن من ضمن اهتماماته ،والدكتور الدباغ كان اكثر الاخرين صراحة حين اكد دعم السيستاني لقائمة الائتلاف، فيما حاول الاخرون التخفيف من حدة الزخم الذي امدهم السيستاني به املا في الظفر بلقب النضج السياسي والتعبوي الذي مكنهم من كسب الجماهيريه بعرق الجبين،
ولو كذبت "الاهرام" فسيكون من حق الدباغ دبغ جلد محررها، لان الموضوع ليس مزحة، ولايحتمل التأويل، وبما ان جلد المحرر لم يُدبغ بعد ، فان من المنطقي ان نعتبر التصريح غير مزور، وبذلك يوضع حد لطغيان غموض وتشويش استمرا ردحا من الزمن، تضاربت فيه اراء الناس حول ما يفكر به سماحة السيستاني بالضبط ، فالرجل لايبغي اعلاما، ولامؤتمرات ، ولااضواءا، لايُرى، ولايُسمع والذي يصل للناس منه يمرعبر موشورات الاخرين التي تحلل ماينطق وتعيد تركيبه، بل وتقوله ما لم يقل. ولطالما احرج هؤلاء الساسة الجدد، سواء منهم الذين لاتتخطى حدود معارفهم وفعالياتهم في البرلمان العراقي صيحة "اللهم صل على محمد وآل محمد" اوحملة الدكتوراة، لطاما احرجوا المرجعية بنسب تصريحات لم تقلها ، وحين صمتت المرجعية اراد هؤلاء القوم الايحاء ان الصمت من الرضى، والا فلم لاتنف المرجعية مانسب لها؟ وسمعنا حينها شكوى من المراجع انهم لم يعتكفوا ويكرسوا اعمارهم للتعمق بالدين بغية الرد على قائل هنا وناف هناك، وان الموقف يتوجب ان يصدر من فم السيستاني لا من الوكلاء ، وها هو قد صدر، نقله لنا الدباغ حرفيا.
اذن سنبتهج، ونفرح ،ونتفائل لاسباب كثيرة:
في اولها، حرصنا على ان يبق السيد السيستاني والمرجعية الشيعية، بمنجى من شد وجذب وصعود وهبوط السياسة في بلد مضطرب، ،وملئ بالقوميات وملئ بالاديان وملئ بالمذاهب وملئ ايضا بالمناورات والصفقات وسيمتلئ مستقبلا بادعاءات، واتهامات، وتكذيبات، ،وكر وفر، وتحالفات ،وتنصلات من التحالفات والكثير من ذاك لايليق بمكانة السيد السيستاني والمرجعية ودورهما الروحي ،فالعراق بلد عصي، لم يطاوع احدا على مر العصور، ادار راس الحجاج بن يوسف الثففي، وملا قلب ابن عم رسول الله قيحا، ثم شجع الحسين للقدوم وماان اتى حتى راى رايا اخر فكان ما كان، ودفع الحسين دمه ودم بنيه ضريبة انقلاب الاحوال وتغير الاهواء السياسية لمريديه، ومازال الجرح يسكن فينا فنعيد قتل الحسين وبنيه كل عام بمهرجانات الدم المرعبة التي ننظمها ونمعن بها لتشويه مكانة الحسين وتسطيح اسباب صموده. ليس العراق بلدا سهلا لكي يُقاد من قبل شخص واحد مهما كانت مكانته وحكمته ودهاءه ،ويقيني ان السيد السيستاني يدرك ذلك جيدا، لكن الساسة الجدد لايبغون تفحص التاريخ!
وثانيها: ان في ما نطق به السيد السيستاني من احترام لدولة القانون، مايُحرج الاحزاب التي تسترشد به، والتي خاضت الانتخابات و كسبتها متدرعة باسمه وصورته، وفي هذا التعهد مايدفع هذه الاحزاب لان تحترم هي بدورها القانون الذي تقول انها تريد بناءه.
وثالثها، وهو الاهم ان في جواب السيد السيستاني اشارة واضحة ، تكفي الحليم لكي يدرك ان العربة وضعت الان على السكة وعلى المعنيين، اي العراقيين، كل العراقيين، وفي مقدمتهم من استفادوا من مباركته، المساهمة في دفعها بقدرتهم الذاتية، وهي اشارة لان تعتمد تلك الاحزاب على كفائتها كاحزاب لها رؤيتها واستقلاليتها
وتكشف عن حقيقتها فاما ان تكون احزابا عصرية، ببرامج واضحة، وممثلة لطبقات وشرائح اجتماعية محددة او ان تكتسب مبررات وجودها من حقيقة التنكر لدم الحسين الذي تم خلال العهود السابقة وتعيش على ماساته ،
( وهو قاسم مشترك لكل الاحزاب الشيعية) وهي بهذا المعنى تدعي تمثيل طائفة باكملها، مما يدخل في مستوى المستحيلات، اذ ان ليس هناك في الدنيا كلها طائفة يتماثل ابناؤها بالمصالح ( الدنيوية)
ورابعها: وهو اهم من الاهم اشارة السيد السيستاني الى ان الشان المدني ، اي ادارة الدولة ومؤسساتها وعلاقة المواطن بالدولة شأن يقع خارج اختصاصة، ولايريد ان يسال به .
سماحتة اراد ان ينقل رسالته لنا ويقول:يحق للصابئي الذي خلقة اللة صابئيا ان لايتخذ قرارا الا بالرجوع لمرجعيته ، والسني سوف يربط حركته باشارة امام مذهبه، في حين ليس بمقدور المسيحي سوى الانصات لراي القس وبهذا نكون قد شكلنا فريقا من رجال الدين وفرضنا عليهم،بسبب عجز المعنيين بالامر، ان يقسموا البلد و يتقاسموه وذلك اخطر نتاجات التفكير الطائفي
العراق بلدنا جميعا، والله الذي تؤمن به ايها المؤمن هو الوحيد الذي يحق له ان يسالك عن دينك!

ارى بعد هذا التوضيح الصريح، ان يسن قانون يحمي السيد والمرجعية من تطفل الاحزاب التي لاتقدر ان تقنع الناس ببرامجها وجديتها وتاريخها فتهرع اليه بين الفينه والاخرى مرة لكسب الاصوات واخرى لكسب الوزارات وثالثة لردم فضيحة توشك ان تعلن عن نفسها ورابعة ...وخامسة...فليس من حق اي تجمع، اوقوه، او حزب ان تسوق منطقها بسرقة ختم السيد!
اطالب بقانون يحرم على السياسيين التحرش بوكلاء المرجعية وانتزاع التصريحات منهم مستغلين واقع كون تصريح الوكيل، وان كان لايمثل السيستاني شخصيا، مكتسبا بالاسم على الاقل ، لشرعية ما، ودعوني اقولها صراحة :يحق لنا بعدئذ ان ندعو لتظاهرة تنديد اذا ما راينا احد قادة الاحزاب متلبسا في استحصال شرعيته من سماحة السيستاني . عيب ياجماعة ليست السياسة هكذا، صكوك غفران وتعاويذ وتهاليل .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا