الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات العراق المليونية والمنفعة الشخصية

ماجد فيادي

2005 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنا قد شهدنا على مدى عقود وبتوجيه من الدكتاتور تظاهرات مليونية يشترك فيها الطلبة والعمال والموظفين ومنتسبي جهاز الأمن والمخابرات الصدامي البائد, وكانت كل الأصوات وفي مختلف التظاهرات المليونية وفي مختلف المناسبات تهتف للقائد الضرورة الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من دمار وشهداء وأنفال ومقابر جماعية وضحايا الكيماوي واحتلال بقرار من مجلس الأمن .
بعد سقوط الصنم تنفسنا الصعداء , وأملنا في تغيير الكثير من صفات مرحلة الدكتاتورية واستبشرنا خيراً بالقوى السياسية التي قارعت الدكتاتورية سنين طوال , حباً في حياة كريمة يحترم فيها الإنسان كقيمة عليا. لكن ما جرى لا يخفى عليكم وسأتناول اليوم التظاهرات المليونية التي تقاد في شوارع العراق تأييداً ورفضاً لبعض القضايا.
أرادت القوى السياسية المعارضة للنظام الدكتاتوري سابقا والمشتركة في الحكومة الحالية والقادمة وممن لم يشترك فيها ولأسباب مختلفة أن تبرز قوتها وحجمها في الوسط الجماهيري, فلجأت إلى أثارت الحالة الطائفية والقومية لكسب اكبر عدد من الجماهير, وترجمت هذا في تظاهرات مليونية بمناسبة وغير مناسبة, فقد تبنت القوى الإسلامية الشيعية حالة حب العراقيين لأهل البيت والمناسبات الدينية لإخراج الناس في فعاليات مليونية لكي تنسب هذه الحشود إلى اسمها المتمثل بالأحزاب الشيعية . وقد جرى أن حشرت هذه القوى السياسية نفسها في الزيارة الحسينية لتبين إنها المنظمة لهذه الفعاليات بتقديم بعض الخدمات مثل الماء والطعام وتوفير الأمن ( علما أن الأمن لم يتوفر الأبعد تدخل قوى الشرطة والحرس الوطني ). وبعد أن جرى ما جرى بين التيار الصدري والأحزاب الشيعية الأخرى من خلافات , لجئ التيار الصدري إلى تنظيم التظاهرة المليونية كما أطلقوا عليها بمناسبة استشهاد السيد الصدر الأول قبل أن يبتلع هذا التيار من قبل الأحزاب الشيعية الأخرى خاصة وقد منع من العمل المسلح , وجاء هذا رد الفعل بعد أن غاب اسم التيار الصدري في الزيارة الحسينية في عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين واقتصر الأعلام على المرجعية الدينية والسيد عبدا لعزيز الحكيم.
وهكذا بين التظاهرات المليونية للتيار الصدري والتظاهرات المليونية للأحزاب الشيعية الأخرى والتظاهرات المطالبة بغلق السفارة الأردنية وقطع العلاقات مع الأردن لان الملك قد تطاول على السيد السستاني وبين التظاهرات المليونية التي لن ولن تخرج ضد الشقيقة سوريا راعية الإرهاب في العراق بالتعاون مع الشقيقة الأردن راح العديد من المواطنات والمواطنين ضحايا للإرهاب خلال تواجدهم في هذه التظاهرات المليونية , أما الفائدة الكبرى فتعود على أفراد يتمثلون بعدد من قيادات هذه الأحزاب لا تتردد بالتضحية بحياة الجماهير من اجل أسمائها التي يجب أن تبقى في المقدمة دائماً.
ومن المستغرب, لماذا تنسب الفعاليات الدينية ( مثل مولد ووفاة الرسول محمد (ص) واستشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) ومقتل الإمام علي(عليه السلام) ومناسبات أخرى ) لصالح هذه القوى الحزبية وهل هم من أسس لهذه الزيارات والاحتفالات الدينية أم إنها قديمة قدم الحدث نفسه, واتسائل هل هذه الجماهير المشاركة كلها منظمة حزبياً وتنتمي رسمياً إلى هذه الأحزاب.
أرى أن تحترم المواطنة والمواطن العراقي ولا يتحول إلى أداة للنزاعات بين الأحزاب السياسية وان نحترم كبشر ولا تعرقلوا حياتنا يوميا بهذه التظاهرات المليونية وان تقتصر على ما هو ضروري ومهم وله ارتباط بمستقبل الشعب العراقي فحق التظاهر يكفله القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30