الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادية الجدلية , احد عناصر الفلسفة الماركسية اللينينية

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

2013 / 4 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المادية الجدلية , احد عناصر الفلسفة الماركسية اللينينية
اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/مالك ابو عليا
و هي النظرة الفلسفية للعالم، وهي احدى الأجزاء المكونة لعلم الماركسية اللينينية.
لقد وضع ماركس وانجلز المادية الجدلية, بتطوير الفكر الفلسفي المتراكم عبر عصور طويلة, طورها الرفيق لينين و الكثير من الماركسيين اللينينيين بعده.
تطورت الفلسفة الجدلية مرتبطة بالتقدم العلمي الطبيعي و الاجتماعي, وبمسيرة الحركة العمالية الثورية العالمية. وكان تطورها و ربطها بالفلسفة المادية, ثورة في تاريخ الفكر الإنساني.
برزت هذه الثورة على اساس استمرار وقبول نقدي لكل العناصر التقدمية التي حصلها الفكر الإنساني بالفعل. لقد اختلط الصعيدان الرئيسيان للتطور الفلسفي السابق في المادية الجدلية، و زادهما النظرة العامة العلمية العميقة. فقد تطورت الفلسفة المادية التي ترجع إلى الماضي البعيد من جهة، و تطورت من جهة اخرى النظرة الجدلية التي لها تراث عميق في تاريخ الفلسفة, وقد أدى تطور الفكر الفلسفي بارتباطه الشديد بالعلم ، و مسار الانسانية التاريخي إلى انتصار النظرة المادية للعالم.
و على الرغم من تطور الجدل في حقب زمنية ممتدة, فإن فلسفة الماديين القدامى كانت إما ميتافيزيقية أو ميكانيكية، وكانوا يربطون المثالية في نظرتهم للطبيعة بالمثالية في تفسيرهم للظواهر الاجتماعية.
والفلاسفة الذين ربطوا فلسفة العالم الطبيعي بالعلم كانت فلسفة المجتمع لديهم تنزع الى المثالية, و كان الفلاسفة الذين طوروا النظرة الجدلية كانوا ينظرون لها من مواقع مثالية، مثل فلسفة هيجل و فيخته.
لم يقم كارل ماركس و فريدريك انجلز باستعارة محتويات فلسفة الماديين وجدل المثاليين, و لم يكن الأمر مجرد جمع للصعيدين، بل درسا آخر الاكتشافات في العلم الطبيعي و الخبرة التاريخية للإنسانية و خاضا في كل ما انتجه الفكر البشري، وأثبتا بحق أن المادية لا يمكن أن تكون علمية وصحيحة إلا إذا كانت جدلية،. وقد كان ظهور نظرة علمية عن التطور الاجتماعي وقوانينه ( المادية التاريخية), عنصرا فعال في تكوين المادية الجدلية. و لم يكن من السهل , بل كان مستحيلا دك صرح المثالية في تفسير المجتمع الإنساني دون الفلسفة المادية الجدلية وكما كان من المستحيل ايضا وضع نظرة فلسفية متماسكة للعالم، وتفسير قوانين المعرفة الإنسانية، دون تناول مادي عن المجتمع، ودون تحليل للممارسة التاريخية الاجتماعية، و تحليل الإنتاج الاجتماعي باعتباره أساس الوجود. ومن ثم ظهرت المادية الجدلية كمنظومة فلسفية فعالة تشمل دراسة و تحليل الظواهر الطبيعية وظواهر المجتمع الإنساني والفكر الإنساني، و تتضمن تحليل الواقع القيام بعملية إعادة بناء ثورية عملية للعالم , عملية تغيير, و بهذه الأخيرة , تميزت المادية الجدلية عن الفلسفة السابقة، التي كانت تقتصر على محاولة تفسير العالم، وكان هذا يعكس حزبية الفلسفة الماركسية، باعتبارها النظرة إلى العالم لصالح الطبقة العاملة، ومهمتها بناء المجتمع اللاطبقي، المجتمع الشيوعي. وقد كان ظهور المادية الجدلية في جوهره نقطة الذروة في العملية التاريخية التي بها أصبحت الفلسفة علما مستقلا له موضوع بحث نوعي. ويشمل هذا الموضوع أشد القوانين تعميما التي تحكم تطور الطبيعة والمجتمع والفكر والمبادئ والأسس العامة للعالم الموضوعي وانعكاسه في الوعي الإنساني، وهو يقود إلى التناول العلمي السليم للظواهر والعمليات، أي إلى منهج لتفسير وإعادة بناء الواقع.
إن القول بأن العالم مادي وأنه لا شيء في العالم بجانب المادة وقوانين حركتها وتغيرها، هو الأساس الأول في المادية الجدلية, فهي لا تهادن كل مفاهيم الغيبيات و الميتافيزيقيا التي تتجاوز الطبيعة.
إن الطبيعة تتطور بالغة أعلى أشكالها، بما فيها المادة الحية والمفكرة، عن طريق أسباب كامنة فيها نفسها وفي قوانينها , و الظواهر المحيطة بها و قوانينها و ارتباط ذلك كله ، وليس بفعل أية قوة خارقة للطبيعة. وتحدد النظرية الجدلية في التطور وهي جزء من المادية الجدلية القوانين العامة التي تحكم عملية حركة المادة وتحولها، والانتقال من الأشكال الدنيا إلى الأشكال العليا للمادة، ولا تتفق مع المادية الجدلية اتفاقا كاملا النظريات الفيزيائية المعاصرة - فيما يتعلق بالمادة والمكان والزمان، وهي النظريات التي تعترف بقابلية المادة للتحول، وقدرة الجسيمات المادية التي لا تنفد على التحولات الكيفية – وحسب , بل تشكل المادية الجدلية الأرضية المنهجية لتلك النظريات الفيزيائية, و يتسع الموضوع ليمتد بحيث تكون المادية الجدلية هي المصدر الوحيد الممكن للأفكار الفلسفية وللمبادئ المنهجية إلي تتطلبها هذه النظريات الفيزيائية, وينطبق هذا على العلوم التي تبحث ظواهر الطبيعة الأخرى.
تؤكد الممارسة الانسانية في التاريخ ,مبادئ المادية الجدلية، لأن العالم يتحول بصورة مطردة عن الأشكال القديمة البالية، من أشكال الحياة الاجتماعية إلى أشكال جديدة, وتربط المادية الجدلية مقولات معرفة الوجود والعالم الموضوعي بالمقولات عن انعكاسه في العقل الإنساني، وتشكل بهذا نظرية في المعرفة والمنطق. احرزت المادية الجدلية تقدم في مجال مقولات المعرفة و الممارسة, وقد امدت نظرية الإدراك بأساس علمي صلب. حيث تقول المادية الجدلية بأن الأساس الأول للابتعاد عن التصوف بالنظرية , هي اثباتها بالممارسة , اثبات مدى اصحية النظرية يتم عن طريق التجربةو كشفت كنه تطور الادراك ( الاجتماعي و الفردي بمفهوميه المعرفي , و السوسيولوجي)، وأثبتت الطبيعة التاريخية للمفاهيم الإنسانية، وكشفت العلاقة المتبادلة بين النسبي والمطلق في الحقائق العلمية، وأوضحت مسألة المنطق الموضوعي للإدراك ,والمادية الجدلية علم متطور, فإن كل اكتشاف رئيسي في العلم الطبيعي والتغيرات التي تحدث في الحياة الاجتماعية تدعم مبادئ وقضايا المادية الجدلية، التي تستوعب الدليل العملي الجديد والخبرة التاريخية للإنسانية.
ان المادية الجدلية هي الأساس الفلسفي لبرامج الأحزاب الشيوعية العالمية, وإستراتيجيتها وتكتيكاتها وكل أنوع نشاطها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا


.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب


.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط




.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟