الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة

سامح حنا

2013 / 4 / 15
الادب والفن


منتصف الليل بالقاهرة ...
اختناق...
حيز الغرفة يضيق..
احساس الوحدة يسيطر على الفراغ المحيط..
المرأة بداخلها تلتهمها ..
اطفالها الثلاث نيام ...
خرجت من هذا التكوين .. اغلقت خلفها الباب بهدوء..
استقلت سيارتها ثلاث ساعات وو جدت نفسها امام شاطئ مارينا ...
تركت اولادها بمفردهم ..
تليفون سريع ...
ماما انا فى اسكندرية و هارجع باليل من فضلك خدى بالك من الأولاد ..
اغلقت الخط قبل ان تسمع سيل الهجوم من الأم

اغلقت الهاتف و جميع وسائل اتصالاتها انتزعت نفسها الى دنيا اخرى تتخلص قليلا من الإختناق ...
وقفت تنظر الى البحر فى الظلام الملتحف بضوء لنصف القمر
جلست على الرمال و المكان يخلوا من كل الكائنات ...
رائحة الفجر مع البحر تأتى بإمتزاج يعطيها حريتها ...
خلعت ملابسها تماما تجردت من كل قيودها ...
شقت الأمواج الصغيرة المتتابعة كغزال خَدِر..
المياه الباردة ترتفع مُقَبِلَة جسدها بتدريج متتابع ...
برودة الماء على جسدها العارى اعطتها نشوة خفيفة اشبة بسقوط الندى على ثمر الخوخ..
استمرت حتى بزوغ الفجر ...
تذكرت عُرْيَهَا..
جرت مهرولة لتسترها ملابسها قبل ان يفضحها ضوء الشروق..
تحس بجوع شديد ...
جميع المحال مازالت مغلقة ..
بحثت فى حقيبتها التى خلت الا من علبة صغيرة تحتوى على بعض قطع اللبان ..
التهمت واحدة بنهم ... أخذت تتلذذ السكر و تمتصة مثل النحلة للرحيق ....
نامت و ثيابها المبتلة تكشف من جسدها اكثر ما تستر ........
استيقظت ..
لا تتذكر كيف نامت كل ما احستة عيون تخترقها تجلس على بعد ليس بكبير ....
اعتدلت.. مشت نحوه بجرأة و بلاهه ... تاخد لبانة ؟

أوى أوى ياريت ... صباح الخير الأول ... انتى اية اللى نيمك هنا ؟

ولا حاجة حبيت انام ف نمت !

واضح انك نزلتى البحر بهدومك

آه نزلت

استغرقت تحكى معة كل تفاصيل حياتها ... لم تعرف لماذا اعطتة كل ما تريد و كل ما لا تريد ...

غاصت بداخلة ذهبت معة للشالية طلبت منة ان يسمح لها بإستعمال الدوش ....
أخذت حماما دافئا ..
لفت جسمها بمنشفة كبيرة ...
خرجت علية لترى عيون ملئها الدهشة
انا جعانة .. مش عاوز تاكل ؟

انا كمان جعان اوى ... تعرفى تجهزى لنا فطار ؟

اوى اوى بس عندك حاجة البسها ؟

احضر لها جلباب ابيض حريرى .. ارتدتة امامة و هى تزحزح المنشفة بتبادل متناسق حتى لا يتكشف جسدها امامة ...
الإفطار كان جاهزا فى اقل من ربع الساعة ... تناولاه سريعا ..
كانا يعلمان ما سيأتى بعدة جسدها الجائع كان ينادية...
احتضنها بقوة التهمت شفتاه بنهم و شبق ..
ارتميا على الأرض ..
تحسس كل اجزاءها ...
كلها ينبض..!!

ضمها الى صدرة اعطتة كل مفاتيح متعتها
ارسلت انفاسها تلفح وجههة يركض بداخلها كفرس بسباق
و هدأت ... هدأت حتى غابت عن الوعى نامت نوم عميق .....
استيقظت ... فلم تجدة .. لم تجد سوى ورقة اعتذار ... فهو مضطر للسفر ...
لملمت نفسها ..
استقلت سيارتها ....
عادت الى عالمها ...
الى الزحام ..
الى الضيق ...
الى وتيرة حياة ترفضها ...
و ترفض كل ما فيها ...
حتى اولادها .....
حتى نفسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب